من عالم الديكور والعلاقات العامة إلى الصور التي تخطف الأبصار، إنها رحلة قصيرة بدأها المصور الرائد توفيق عرمان في مقتبل حياته ليمنح عالم الموضة والجمال ضيا مختلفا تماما بخبرته الواسعة وبشغفه في التصوير. إذا رأيت صورة تجمع بين كل أنواع الجمال والإبداع، بدون تفكير سوف تدركين أنها من تصويره، فالمصور العاشق لمهنته بالتأكيد سيجعل الصورة تتحدث بما داخله، لذا سأترككم للتعرف عن قرب على ملك التصوير توفيق عرمان.

عرفنا بنفسك؟ واخبرنا كيف دخلت إلى عالم التصوير؟

لم يكن لدراستي أي علاقة بعالم التصوير، ولكني دائما كنت أرغب بالعمل في مجال الديكور وبالأخص التصميم الداخلي والـ ART TEC، والوظائف بمصر آنذاك لم تكن متاحة. سافرت وعملت في مجال العلاقات العامة حتى عام 2004. أعطاني أحد من أصدقائي أول كاميرا احترافية SLR، وكان بصحبتها عدستين فقط، واحدة للعمق والأخرى للعرض، ومن وقتها وأنا وقعت في غرامها وبدأت أبحث وأتعمق في عالم التصوير. في 2006 بدأت أحصد الجوائز واحدة تلو الأخرى، فقررت أن أترك مجال عملي وأتفرغ بالكامل إلى التصوير. ذهبت إلى أمريكا ودرست ثمانية أشهر في مدرسة الفنون المرئية والمركز الدولي للتصوير وعندما عدت إلى دبي افتتحت الاستوديو الخاص بي.

ماذا يعني التصوير بالنسبة لك؟

الصور تعتبر مادة وثائقية غير منتهية الصلاحية، فهي تدوم لأعوام طويلة قد تتجاوز عمر مصورها أو المكان المأخوذة فيه. أما بالنسبة لي عندما أكون أمام الكاميرا ينتابني شعور بأنني والكاميرا كيان واحد، فهي جزء مني.

الإلهام والإبداع في التصوير يأتي بـ …

تأتي لي الأفكار من أشياء كثيرة جدا، فمثلا عندما أسير في الطريق أرى أشياء قد تكون ملهمة لي، كذلك معاملات الناس المختلفة، والأشياء المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي. أحيانا تأتي لي فكرة من مصور آخر، فعندما أرى الصورة تعجبني وأشعر أنه يمكنني تنفيذها من منظور مختلف. وفي بعض الأحيان أحلم بصورة محددة وأرغب في تنفيذها.

ما هي أكثر الصعوبات أو المشكلات التي تواجهك أثناء التصوير؟

أكثر الأشياء التي تواجهني في مجال التصوير كصعوبة هو أن العالم العربي ما زال يقلل من قيمة المصور، فهم لا يحترموا مهنته وذلك عكس الإخراج. هذا يعود لوجود أنواع كثيرة من التصوير، وهناك بعض المصورين الذين يقللون من أنفسهم. الناس دائما يصفون المصور بأنه “مصوراتي” على الرغم أنه يمكن أن يكون مصور أفضل من مخرج أو ممثل.

فالصعوبة تكمن في إقتناع الأشخاص أن التصوير أمر بسيط للغاية. فهم يظنون أن المصور سيأخذ عدد قليل من الصور، وذلك يجعلهم يخفضون تكاليف التصوير، مما يؤثر بالسلب على جودة الصور. أيضا أثرت تكنولوجيا الهاتف الخلوي بشكل كبير على التصوير. فبعدما كان هناك تقنيات لابد من دراستها، أصبح أي شخص باستطاعته إلتقاط صور في ثوان معدودة. فالأشخاص دائما يرون أن أي شخص يمكن أن يصور بأي كاميرا بسهولة ويسر.

بما أنك عملت في كلا من تصوير الموضة وتصوير الجمال، فما هو المجال الأصعب يبنهما بالنسبة لك ولماذا؟

المجالين بالنسبة لي بهم صعوبات، ولكن مجال الجمال أصعب لأن التعامل فيه يكون مع فريق عمل صغير والتصوير يكون داخل استوديو والإضاءة يمكنك التحكم فيها بسهولة. والأشياء المتغيرة قليلة جدا، فالإطار يكون الشعر، والمكياج، والموديل، والإضاءة. لذا كل شيء يجب أن يتم ضبطه تماما.

أما في مجال الموضة، يصبح لديك كثير من الأشياء التي يمكنك التحكم فيها لتصوير صورة جيدة، كما أن سيطرتك على الأشياء تقل كثيرا، ولكن ذلك يسمح لي بالابتكار بشكل رائع.

معايير الصورة الجيدة بالنسبة لك تتمثل في…

يكمن حكمي على الصورة في الأحساس الذي تستطيع أن توصله لي. إن شعرت بأي إحساس، فالصورة بالنسبة لي ناجحة. أما الجزء الثاني، فهو تقني أكثر لأنني أبدأ في التركيز على الإضاءة والموديل والتعديل على الصورة ومدى الابتكار فيها. فالحكم على الصور يكون بطريقتين الشعور، وطريقة التنفيذ.

كيف يمكن لأي شخص أن يظهر #جمال الأشياء حتى إن لم تبدو كذلك في الحقيقة؟

يرتبط ذلك بترجمة المصور للحدث ورؤيته له وخبراته التي مر بها، ومدى قدرته على تحويل الحدث بطريقة أخرى.

تقنية حديثة ظهرت في عالم التصوير وشعرت أنها ستخدمك أو ستضيف إليك الكثير هي…

التكنولوجيا تتغير بشكل سريع للغاية، فأصبح هناك أدوات كثيرة تساعد المصور على انتاج مادة بطريقة أسهل بكثير عما قبل. فالتصوير سابقا كان يستغرق وقتا طويلا للغاية.

أما بالنسبة للتقنية التي أضافت إليَ في عملي، فهو مدى حساسية العدسة للضوء ومدى التحكم بها. فمثلا إن كان هناك صورة في فندق حيث أعتمد على نوع معين من الإضاءة، سابقا لم أكن أستطيع أن اقرأه على الكاميرا، أما الآن فأستطيع أن أتحكم به أيضا. ولكن التكنولوجيا بشكل عام تتطور بشكل كبير، فأصبح هناك كاميرات صغيرة تستطيع التصوير high speed.

بماذا تنصح الأشخاص الذين يرغبون في دخول عالم التصوير؟

لابد من تنمية نفسهم في البداية قبل الدخول إلى عالم التصوير. فالشخص الذي يرغب في الدخول إلى مجال التصوير لابد أن يلتقط صور معبرة عن شخصيته والأشياء التي يحبها، فذلك سيجعل الصور مختلفة كثيرا عن المصورين الآخرين.

صف لنا المصور المحترف في ثلاث كلمات؟

دائم التعلم، قابل للتغيير، يستطيع أن يرى الصورة كاملة في ذهنه قبل تصويرها ومدرك طريقة تصويرها بحرفية.

لو لم تكن مصورا فماذا ستكون مهنتك؟

مصمم أزياء أو مصمم أثاث، وأعتقد أني سأمزج بينهما.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.