img

منقول – عرب تالك

بقلم رئيس أتحاد المصورين العرب سعادة الأستاذ أديب شعبان
الاعلام هو سلّم الطريق الى عالم الشهرة
ما أتناوله اليوم في زاويتي كما هي سابق المواضيع تلك التي سلط الضوء عليها حول المشهد الضوئي العربي بشكل خاص والدولي بشكل عام والذي ارتكز تحديدا عند فضاء الضوء الذي يشكل عناصر مهمة تحتل الجزء الاكبر من حياتنا اليومية كمصورين مستقرا عند شقيه الايجابي والسلبي للوصول الى توافقات تمخضت عنها رؤى جميلة اغدق بها علينا الكثير من زملائنا الاعزاء ممن يمتلكون رؤية خلاّقة في هذا المشهد بعد ان عبروا عن وجهات نظر راقية شكلت ورقة عمل في نقاط استنبطتها لتستقر عند مجموعة طيبة من الافكار التي سنتناولها عبر ندوة نقاشية لحلقة المائدة المستديرة في قادم الايام الجميل بإذن الله تعالى وهو ما نأمله من وراء ذلك .
عالم اليوم أضحى قرية صغيرة
ان ما يشهده عالمنا اليوم من حراك ضوئي جميل ساهم بشكل مباشر في ظهور ثورة فوتوغرافية انفجرت اركانها بين سكان الارض عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشكل هواية محببة عند هذه الشعوب ، بل اصبحت عائلة اليوم في ارجاء العالم تسعى جاهدة لان تمتلك آلة التصوير خارج اجهزة الموبايل لتوثق مناسباتها وتقاليدها بكل عناوينها . هذا الامر وبعد ان اسدل الستار عنه اظهر للعيـان طاقات وكفاءات فطريّة بين فئات المجتمع وخاصة البسطاء منهم انتشرت اعمالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي {{ SOCIAL MEDIA }} ولاقت استحسان المتابعين من جمهور المهنة بالاضافة الى المتذوقين لهذا الفن الجميل . لذلك اصبحنا اليوم نعيش بين اركان وزوايا دول العالم نتابع حياتهم بتفاصيلها الكثيرة ، بل حمل الكثير من هذه الاعمال رسائل مهمة للعالم .
ولعمري ان هذا الامر قادني لان استذكر ما يلي
• أحد الافلام الذي قامت بإنتاجه جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي بنسختها الثانية في احدى قرى تنزانيا وقد ظهر من خلال هذا الفيلم المصور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم ولي امارة دبي وهو يقوم بتصوير فصول مهمة من هذا الفيلم ان كان من الجو عبر طائرة الهليكوبتر او متخذا سموه من وضع الانبطاح مكانا للتصوير حسب اختياراته . وقد لاحظ الجميع كيف تفاعل سكان هذه المنطقة وخاصة الاطفال منهم مع الكاميرا ليؤدوا ادوارا احترافية امتزجت مع عفوياتهم البريئة بالرغم من انهم من اماكن نائية خارجة عن المألوف تنتشر فيما بين سكانها لعنة الامية كونهم لايجيدون القراءة والكتابة مما قادتني افكاري الى أن اطلق عليهم صفة {{ ناس من عالم آخر }} ، بل ان البعض منهم اجاد بشكل جميل حسن التصرف امام عدسة الكاميرا ضمن نطاق معلوماته المحدودة جدا . لذلك استطاعت جائزة حمدان الدولية للتصوير الضوئي عبر فيلمها الدعائي هذا اختراق هذا المكوّن المجتمعي البسيط من خلال تقديم رؤية فنية غير تقليدية توقفت عندها القنوات الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وسلطت الضوء عليها في مواضيع مختلفة .
• صحافة المواطنة . لازلنا لغاية يومنا هذا نتابع ونشاهد العديد من الصور الفوتوغرافية ولقطات الفيديو التي تنشر عبر الفضائيات وهي امتداد لما اطلق عليه ثورات الربيع العربي قام بتصويرها شباب من محدودي المعلومات من بين عامة الناس اندرجت ضمن حدود مفاهيمهم البسيطة لتعكس احداثا واقعية جرت وتجري يوميا في اماكن مختلفة من عالمنا العربي والعالم اجمع لتصل الينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع التذكير ان غالبية هذه الصور ولقطات الفيديو تم التقاطها عبر اجهزة الموبايل .
بالمقابل ان هذا الجهد {{ الكبير }} لهؤلاء الناس البسطاء باتوا يتقاضون اليوم مبالغ كبيرة من جراء عملهم هذا بالاضافة الى ان الكثير منهم قد لقي حتفه بعد ان وجد ان هذا الموضوع بدأ يشكل كسبا ورزقا ماليا مهما له لذلك اندفع كثيرا ليعرض نفسه للكثير من المخاطر اثر تواجده في قلب الحدث لكي يحصل على سبقٍ صحفي يقدمه للعالم واستطاع ان يساوم ويفاوض على جهده هذا مقابل الكثير من المال .
• حدثني الكثير من الزملاء المصورين ممن يحرصوا على السفر للتصوير في البلاد التي تشهد كثافات سكانية من الناس البسطاء لدول يعيش غالبية سكانها تحت خط الفقر مثل بنغلاديش والهند واثيوبيا وفيتنام والنيبال وغيرها من الدول الاخرى وقد لفتوا نظري الى نقطة مهمة قائلين {{ في بداية مشوارنا في التصوير في هذه البلاد قبل اكثر من اربع سنوات كنا لاندفع للشخص او العائلة اي مبلغ لان طبيعة الناس هناك كانت ترتسم علامات السعادة على وجوههم حال قيامنا بالتصوير . وبعد هذا الامر بات البعض منهم يطلب مبلغا بسيطا من المال لايتجاوز عشرة ربيات .
وفي يومنا هذا تغير الحال كثيرا بعد ان اصبح جميع من نستهدفهم بالتصوير لايقبل بأقل من خمس مئة ربية ، بالمقابل اكتشفنا ان هؤلاء الناس البسطاء باتوا يجيدون تماما استخدام الكاميرا ومعرفة اسمائها والعدسات المستخدمة اضافة الى ما يقدمونه لك من حركات استعراضية تساعدك على التقاط اجمل الصور من دون جهد بما في ذلك التمثيل وسط الناس في الشوارع الرئيسية والفرعية وحسب ما يحدده المصور من مكان يتناسب مع ذائقته البصرية مما يترجم قيمة مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها بين عموم المجتمعات بما في ذلك الفقيرة منها .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.