فطر الكمأة البيضاء White Truffle أغلي أنواع الفطر في العالم !

فطر الكمأة أو الفقع Truffle ويسمي أيضاً الكمأ وترجع تسميته هكذا لكونه مخبأ تحت الأرض و يسمي الترفاس لدي بدو مصر و دول المغرب العربي أو الفقع في الجزيرة العربية أو نبات الرعد أو بنت الرعد أو العبلاج (في السودان) و الكمأة فطر صحراوي و يسمي ذهب الصحراء و من المعلوم لأهل الصحراء نمو الفقع بعد سقوط الأمطار الرعدية الموسمية بشهرين

 ينمو فطر الفقع علي بعد قدم تحت الأرض لذا يعتبر العثور عليه أشبه بالعثور علي كنز ثمين , يتم العثور علي هذا الفطر الثمين بتتبع أثر تشقق الأرض فوقه,  أو من خلال وجوده بالقرب من نبات الرقروق حيث يشترك مع جذوره و يعيش معه تكافلياً,  أو من خلال نبش القوارض التي تجتذبها رائحته القوية,  أو باستخدام الكلاب المدربة حيث يمكنها شم رائحة الكمأة على بعد يتراوح من 30 إلى 50 متراً !, و ينمو فطر الكمأة في إيطاليا و كرواتيا و الجزيرة العربية و شمال أفريقيا .الرقروق نبات ربيعي معمر مشابه للعرفج الصغير ينبت في الأراضي الصلبة والسهول،
أوراقة صغيرة مستطيلة شبة دائرية ويرتفع إلى قرابة 40 سم ويصل قطرة إلى 40 سم وهو من الأعشاب المصاحبة لفطر الكمأة ( الفقع ).

و الفقع محتواه البروتيني عالي و يحتوي علي أملاح البوتاسيوم و الصوديوم و الماغنسيوم و هناك حديث شريف روي في نبات الكمأة حيث روى البخاري عن سعيد بن زيد قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( الكمأة من المنّ و ماؤها شفاء من للعين ). لذا تستخدم الكمأة لمعالجة الرمد الربيعي أو التراكوما Trachoma .

و يعتبر فطر الفقع الأبيض هو أغلى أنواع الفطر في العالم بلامنازع حيث يبلغ ثمن الكيلوجرام الواحد منه حوالي 3000 دولار أمريكي و السبب في ذلك يرجع لكون الفقع الأبيض لا ينمو سوي شهرين في السنه بإيطاليا و تستخدم الكلاب و الخنازير المدربة للعثور عليه و تتناقص كميته سنوياً بسبب التهافت علي جمعه و تغير ظروف المناخ العالمي,  الفقع الأبيض لها شهرة عالمية بسبب النكهة المميزة و الرائحة الرائعة لكن نتيجة لإارتفاع سعرها فهي لا تقدم سوى في عدد قليل من مطاعم العالم الكبرى.
فيديو يظهر طريقة العثور علي فطر الكمأة في أبروتسو أحد أقاليم إيطاليا باستخدام الكلاب

معلومات إضافية عن الكمأة أو الفقع بصفة عامة
الفقع هو جمع لكلمة فقعه هكذا يطلقون عليه في بعض مناطق الخليج والجزيرة العربية، وفي منطقة بلاد الشام، يسمونه “الكماه” تحريفا عاميا لاسم “الكمأة” وهو اسمه العربي العتيق، ولمَّا كان بعضٌ من محبيه على قناعة لا تَقْبل جدلا، وهي أنه من فعل الرعد في أرض الصحراء، عقب شتاء ممطر، لهذا يشيع موسمه في نهاية فصل الشتاء، أو بداية فصل الربيع، وعليه فقد تعارفوا على تسميته باسم نبات الرعد.

وربما كانت قلة من الناس، تعرف عنه أنه فطر، ينمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم ولا تظهر له أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق، ولا زهر، ولا جذر له.

تنمو الكمأة في الصحاري أو ربما يحلو له أن ينمو قريبا من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط على سبيل المثال وتتكون من مستعمرات قوام كل مجموعة من عشرة إلى عشرين حبة، وشكلها كروي لحمي رخو منتظم، وسطحها أملس أو درني ويختلف لونها من البيج إلى الأسود. يعرف مكان الكمأة إما بتشقق سطح الأرض التي فوقها أو بتطاير الحشرات فوق الموقع. ينمو الفقع أو الكمأة بكثرة في السعودية، وبلاد الشام، ومصر، والعراق، والكويت، والمغرب، وتونس، والجزائر، وأوروبا وخاصة فرنسا وإيطاليا، ألتى تدرب الكلاب والخنازير لمعرفة موقع الكمأة.
وتعرف الكمأة بعدة أسماء، فتعرف في السعودية بالفقع وفي بعض البلاد بشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقل أو بيضة النعامة.

ولكن كثرةً من الناس يهوون التهامه ويستطيعون تعاطيه، وينتظرون موسمه بشغف مميز، لا بل إن بعضاً منهم قد يَختزِنُه لأيام لا فقعَ فيها، وقد تفنَّنوا في طهيه وإعداده أشكالا وأصنافا، وكلمة الكمأة تعني الشيء المستتر، وفطر الكمأة ينمو كما عرفنا على هيئة درنات تتجمع كل عشرين منها معا أو ربما ثلاثين، وتكون في حجوم تتفاوت وتختلف، وقد يصغر بعضُها حتى يكونَ في حجم حبَّة البندق، أو يكبُر ليصلَ حجم البرتقالة.

أنواع الكمأة (الفقع)
توجد عدة أنواع من الكمأة مثل الزبيدي ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة وأحيانا أكبر من ذلك، والخلاسي ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي ولكنه في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، والجبي ولونه أسود إلى محمرة وهو صغير جدا، والهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا، ويعتبر هذا النوع اردأ أنواع الكمأة ونادرا ما يؤكل.
في يومنا هذا يعد الفقعُ طعاماً معروفاً مألوفاً، بل إنه طعامٌ شهيٌّ مرغوب في كثير من بلدان العالم الشرقي، والعالم الغربي معا، إذ نجد أنهم في فرنسا يجمعونه ويفخرون أن فطرَهم من أجود أنواع الفطريات، لهذا فهم يجمعونه ويستهلكونه وقد يصدرون منه، وتقول أرقام الإحصائيات عندهم : إن إنتاجهم من الفقع يتراوح بين مئتي طن وثلاثمئة، كما يشتهر الفرنسيون بجمعه، فقد دربوا لجمعه كلاباً خاصَّةً تتعرف عليه من رائحته المميزة.
إن انتشاره في قارة أوروبا منذ القرن الرابع عشر للميلاد يعزوه بعضهم إلى الأسبان أولاً، في ما يخُصُّ آخر الطليانَ بهذا الفضل، فهم يألفون نوعاً من الفقع أبيض اللون ولكنَّه فقعٌ أدنى قيمة غذائية من سواه. ويجدُر بالذكر كما أشرنا أنَّ الفقعَ منه أنواعٌ شتَّى، إذ منه الأسودُ وهو أفضل أنواعه، ومنه الأحمرُ وهو فقعٌ نادرٌ مرتفعُ الثمن، كما أنَّ منه الأبيض كما أنَّ نوعاً من الفقع قد يكون ساماً لمن يتناوله، بينما هناك نوعٌ آخر منه غيرُ سام، ولكنَّ التفريقَ بين هذا وذاك يُتقنه أصحاب الخبرة في الأمر.

المحتويات الكيميائية للفقع
يبدو أن الإنسانَ قد استشعرَ قيمةَ الفقع الغذائية العالية في قديم الزمان، مما لا يتفق مع النظرة العلمية الحديثة التي تعتمد التحاليل المخبرية، وتبين من تحليل الكمأة احتواؤها على البروتين بنسبة 9%، والمواد النشوية والتربة بنسبة 13%، ودهون بنسبة 1%، لهذا فهو ذو مردود حراري متواضع، وأن ثلاثة أرباعه (75%) من الماء، وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور، والصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، كما تحتوي على فيتامين “ب”، وهي غنية بهذا الفيتامين. كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون، والأكسجين، والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيها بتركيب اللحم وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن، أضفْ إلى هذا رائحةَ الفقع المحببةَ وطعمَه الأشهى، مما يغري الكثيرين بالإقبال عليه مهما غلا الثمنُ وارتفع.

استعمالات الفقع في في الطب القديم
وقد قال عنه الطب القديم: هي باردة رطبة في الدرجة الثالثة رديئة للمعدة، بطيئة الهضم، وإذا أدمنت أورثت السكتة والفالج ووجع المعدة وعسر البول. والرطبة أقل ضررا من اليابسة ومن أكلها فليسلقها بالماء والملح والزعتر ويأكلها بالزيت والتوابل الحارة لأن جوهرها أرضي غليظ وغذاؤها رديء لكن فيها جوهر مائي لطيف يدل على خفتها، والاكتمال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار. وقد اعترف فضلاء الأطباء بأن ماءها يجلو العين. ونَذكرُ هنا أنَّ أطباءَ الماضي كانوا ينتصرون للفقع، قناعةً منهم، أنَّه يجلو العينَ ويُقوِّى البصر، بل عزا بعضُهم قوة الجنس إلى الفقع، وهو أمرٌ فيه إغراءٌ لبعض القوم، غير أنَّ التحاليلَ الطبيَّةَ التي أُجرِيت مؤخرا لم تجد في الفقع ميزة طبية، فيها ما يدَّعون أو يزعُمون.

استخدامات الفقع في الطب الحديث
أجريت دراسة إكلينيكية على مرضى مصابين بالتراخوما في مراحلها المختلفة مستخدمين ماء الكمأة في نصف المرضى والمضادات الحيوية في النصف الآخر وقد تبين أن ماء الكمأة أدى إلى نقص شديد في الخلايا الليمفاوية وندرة في تكوين الألياف بعكس الحالات الأخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية. وقد استنتج أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف وفي نفس الوقت أدى إلى منع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملحمة. ولما كانت معظم مضاعفات الرمد الحبيبي نتيجة عملية التليف فإن ماء الكمأة يمنع من حدوث مضاعفات التراخوما أو الرمد الحبيبي.

استعمالات و فوائد الفقع
هناك استعمالات داخلية وأخرى خارجية.

1 ـ الاستعمالات الداخلية للكمأة:
ـ تستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تكسرها أو تقصفها وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.
ـ تستعمل الكمأة كغذاء جيد حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين. ويصنع من الكمأة الحساء الجيد وتزين بها موائد الأكل ويجب أن تطبخ جيدا وأن لا تؤكل نيئة لخطورتها حيث تسبب عسر الهضم. وينصح بعدم أكل الكمأة للمصابين بأمراض في معداتهم أو أمعائهم. كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية.
ـ تستعمل الكمأة بعد غسلها جيدا وتجفيفها وسحقها لتقوية الباءة وذلك بعمل فعلي منها بشرط أن تغلى جيدا ولمدة لا تقل عن نصف ساعة.

2 ـ الاستعمالات الخارجية للكمأة :
ـ لقد ثبت مجازيا أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف، وعليه فإن الكمأة تستعمل في الطب الشعبي وعلى نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة.

تحذير
ـ يجب عدم أكل الكمأة نيئة وعدم شرب البارد عليها إذا أكلت بعد الطبخ لما في ذلك من ضرر على المعدة.
ـ يجب تنظيف الكمأة من التراب الموجود في التشققات الموجودة بها.
ـ يجب منع الكمأة عن المصابين بأعراض التحسس كالشري والحكة وبعض الأمراض الجلدية وعن المصابين بعسر الهضم وآفات المعدة والأمعاء.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.