العمارة

مبنى حديث في حي الأشرفية ببيروت.

مبنى قديم برسم الترميم يقع في حي الأشرفية.

إن النظام المعماري في بيروت في العهد العثماني يعتبر من أجمل ملامح التراث البيروتي واللبناني والعربي والعثماني، وتشهد الآثار العُثمانيّة المتبقية من منازل ودور وقصور وسرايات وثكن ومدارس ومساجد، جمال وروعة هذا التراث. وعلى سبيل المثال فإن النشاطات الاقتصاديّة كانت ممثلة بالأسواق التجاريّة والصناعيّة والحرفيّة، من بين هذه الأسواق على سبيل المثال والتي كانت قائمة منذ العهد العُثماني: سوق الأساكفة، سوق البازركان، سوق العطارين، سوق الحدادين، وكثير غيرها. كانت بيوت البيارتة في تلك الفترة متواضعة بشكل عام، سقوفها مدعمة بالجسور الخشبيّة، وكان يصعد إلى الطابق العلوي بواسطة سلم حجر داخلي وسلم حجر خارجي، علماً أن بعض البيوت الأخرى كانت سلالمها مصنوعة من الأخشاب، أما المساطب فكانت نمطاً معمارياً تقليدياً موجود أمام بيوت بيروت كافة، كما وجدت في بيروت القديمة وفي ضواحيها القريبة بعض البيوت المتواضعة التي بنيت كلها من الخشب، وكانت تبطن الجدران الخشبية بصفائح من القصدير أو الزنك لمنع الهواء من الدخول إلى المنازل.[113]

مبنى تراثي قديم في بيروت.

إحدى الشوارع ذات المباني القديمة التي تمّ تحديثها في وسط بيروت التجاري.

وبشكل عام فإن بيروت في القرن التاسع عشر كانت تتميز بمنازل سقوفها من القرميد الأحمر الموضوع فوق السقوف الخشبية، وبغرف واسعة ذات سقوف عالية، وإيوان جميل متسع يُسمّى المنزول وهو ما يُعرف حاليّا بالصالون أو غرفة الاستقبال. وكان يتخلل المنازل شبابيك شرعيّة، وفتحات زجاجيّة مرتفعة مصنوعة من الزجاج الملون وفي غالبية منازل بيروت شرفات في الطابق الأول، في أعلاها فتحات زجاجيّة مصنوعة من الزجاج الملّون، كما يتخلل الغرف بعض فتحات التهوئة، وكانت المنازل البيروتيّة تضّم عادة عليّة التي تُعرف محليا باسم “المتخّت” أو “التتخيتة” التي يعلوها عادة القافعة التي يصعد منها إلى سطح المنزل، حيث السطيحة التي يظللها العرزال ومسابك زهور الفل والزنبق والرياحين والياسمين.

وفي فترة لاحقة تأثر البيروتيين بنمط العمارة الأوروبي، فأخذت البيوت ذات طابع العمارة الإيطالية والفرنسية تنتشر بالمدينة شيئا فشيئا حتى استبدلت الكثير من المباني ذات الطابع العربي أو العثماني. وفي فترة لاحقة، ومع ازدياد الكثافة السكانية، أخذ الناس يبنون العمارات المتعددة الطوابق فحلت مكان معظم الأبنية التقليدية لدرجة أن أي حي سكني به عمارة قديمة من أيام العثمانيين والفرنسيين تصنفه البلدية على أنه “حي ذو طابع تراثي”. وبعد انتهاء الحرب الأهلية، قامت شركة “سوليدير” بإعادة بناء وسط المدينة المدمر، فبنت معظم المناطق السكنية في تلك المنطقة على الطراز الأوروبي.

معالم المدينة

المعالم المعماريّة والطبيعية لبيروت[114]
صخرة الروشةتقع صخرة الروشة بالقرب من شاطئ المنطقة التي تحمل اسمها “الروشة”، وهي تعتبر أقصى نقطة غربية في بيروت. تعد الصخرة مقصدا بارزا للسائحين واللبنانيين على حد سواء، وتقوم على الشاطئ المقابل لها أعداد كبيرة من المطاعم والمقاهي.[115] يقول بعض المؤرخين أن كلمة “روشة” تجد أصلها في الكلمة الآرامية “روش” التي تعني “رأس”، بينما يقول أخرون أن الاسم إنما هو تحريف للفظ “روشية، rochéالفرنسي، والذي يعني “صخرة”. صخرة الروشة
تمثال الشهداءتمثال الشهداء، أو نصب الشهداء التذكاري، هو نصب يقوم في وسط ساحة الشهداء بوسط بيروت، لتخليد ذكرى الشهداء اللبنانيين الذين شنقهم الأتراك بتاريخ 6 مايو 1916 بتهمة التآمر على الدولة العثمانية والتعامل مع أعدائها، في نفس الساحة التي يقوم بها التمثال اليوم، وكانوا قرابة 16 شخصا منهم: فليب وفريد الخازن، الشيخ أحمد طبارة، عمر حمد، وغيرهم.[116] تمثال الشهداء.
قصر سرسققصر سرسق، أو متحف سرسق، هو قصر أثري لبناني بناه نقولا سرسق في عام 1910. يقع على هضبة حي الأشرفية في مدينة بيروت. وهب صاحبه القصر بعد وفاته في سنة 1952 إلى بلدية بيروت،[117] على أن يتحوّل متحفاً للفنون الحديثة كما ذكر في وصيّته.[118] فتح المتحف أبوابه للعموم سنة 1961، وهو يضم الآن مجموعة قطع وأعمال فنية إسلامية، وأدبية لعدد من الفنانين العالميين واللبنانيين.[119] قصر سرسق.
مسجد محمد الأمينمسجد محمد الأمين أو مسجد خاتم الأنبياء، هو أكبر مسجد في بيروت ولبنان، قام بتشيده رئيس وزراء لبنان السابق، رفيق الحريري، لكنه لم يكتمل إلا بعد رحيل الأخير. شـُيّد المسجد على مساحة تفوق 10 آلاف متر مربع، وطليت قببه باللون الأزرق وترتفع منه أربع مآذن يمكن رؤيتها من مختلف أنحاء بيروت، كما هي الحال مع جميع المساجد ذات النمط العمراني العثماني.[120] افتتح بتاريخ 17 أكتوبر 2008.[121] مسجد محمد الأمين
تمثال رياض الصلحتمثال رياض الصلح، أول رئيس وزراء للبنان في عهد الاستقلال، يقع في وسط بيروت التجاري بالقرب من مقر الأمم المتحدة، في المنطقة التي تحمل اسمه “رياض الصلح”، وهي ذات المنطقة التي كانت تشكل حدود بيروت في القرن التاسع عشر حيث كان يقع سور المدينة هناك. تمثال رياض الصلح.
برج ساعة الحميديةبرج ساعة الحميدية أو برج الساعة العثماني، هو بناء يقع في ساحة النجمة بالقرب من البرلمان اللبناني. بُنيت الساعة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1919، وكان المشروع نتاج أفكار والي بيروت رشيد بك وهو المشروع الأول من نوعه في الفن المعماري العربي في ذلك الوقت وكان الهدف من بناء هذه الساعة تبيين النهضة والفن المعماري في عهد السلطان بالإضافة للتعريف بالأوقات.[122] برج الساعة
الجامع العمري الكبيرالجامع العمري الكبير هو أحد أقدم المساجد في بيروت ولبنان، وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب. كان في الأصل معبدا وثنيا وهيكلا بناه الإمبراطور الروماني فيليب في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم تحول إلى قلعة عسكرية ثم إلى مركز علمي قبل أن يُبنى على أنقاضه كنيسة خلال الحروب الصليبية سنة 1110م عُرفت باسم كنيسة مار يوحنا المعمدان. تسلمه المسلمون في عهد صلاح الدين الايوبي من الصليبيين. جدد بناؤه حاكم بيروت زين الدين عبد الرحمن الباعوني سنة 764هـ. وادخل عليه فن البناء والهندسة الإسلامي. الجامع العمري الكبير.
حديقة الجامعة الأميركيةتقع هذه الحديقة بداخل حرم الجامعة الأميركية في بيروت، وهي ليست مخصصة للعموم، فهي جزء من الجامعة وعلى هذا فلا يدخلها سوى الطلاب والأساتذة. تعتبر الحديقة مهمة بالنسبة للمدينة لأنها المتنفس الأساسي لها والمنقي الأول لهوائها، مما جعل البعض يدعوها “الغابة الأخيرة في بيروت”. تتألف الحديقة من مجموعة أشجار بلدية وأجنبية من شاكلة تين البنغال، شجرة المطاط، نخيل البلح، الأرز اللبناني، الصنوبر الحلبي، الصنوبر الجوّي، وغيرها من الأشجار والنباتات.[123] جانب من حديقة الجامعة الأميركية في بيروت.
أبراج الواجهة البحريةأبراج المارينا، أو أبراج الواجهة البحرية، هي مشروع سكني ضخم شبه منتهي، وهو يقع بالقرب من الحوض البحري لبيروت، وهو عبارة عن مبنى سكني ضخم، برج بحري، مبنيين سكنيين متوسطي الارتفاع، قصر، وحديقة. بُنيت أبراج مشروع المارينا على مساحة 7,000 متر مربع، ويبلغ ارتفاع البرج الرئيسي 150 مترا مما يجعله أطول مبنى في لبنان. أبراج الواجهة البحريَّة (المارينا) في رأس بيروت.
كاتدرائية مار جاورجيوس للروم الأرثوذكسبُنيت هذه الكاتدرائية على أنقاض كنيسة بيزنطية، وبناؤها الحالي يعود تاريخه، بمعظمه، إلى القرن الثامن عشر، وقد تمّ إعادة ترميمها من قبل شركة سوليدير بعد أن عانت من أضرار كبيرة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. في داخل الكنيسة أيقونة فنيّة تعتبر بمثابة محورها، وهناك عدد من الجداريّات والأيقونات الأخرى أيضا التي تستقطب اهتمام الناس. تفتح الكاتدرائية أبوابها للزوار يوميّا عندما لا يكون هناك أي شعائر دينية مقامة. تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من ساحة النجمة بوسط بيروت.[124] كاتدرائية مار جاورجيوس في وسط بيروت.
متحف روبير معوض الخاصيقع المتحف الخاص لروبير معوض في وسط بيروت التجاري، وهو يحوي عددا من التحف الفنية الشرقية والغربية من الكتب القديمة النادرة، الأواني الخزفية والفخارية، أجزاء من أعمدة البناء التاريخية، الأسلحة القديمة، البسط معقدة الحياكة، وقطع مجوهرات وأحجار كريمة ثمينة. بُني هذا القصر على الطراز المعماري الشرقي من قبل هنري فرعون عام 1911، بالقرب من السراي الكبير، وأحيط بأعمدة ولوائح خشبية تعود للقرن الرابع عشر وصولا إلى التاسع عشر.[125] الوجهة الخارجية لمتحف روبير معوض.
أعمدة حديقة السماحهي عبارة عن مجموعة من الأعمدة الرومانية التي ما زالت منتصبة منذ العهد الروماني في بلاد الشام. تقع هذه الأعمدة في وسط بيروت التجاري في مواجهة مبنى العازارية وبالقرب من مسجد محمد الأمين وكاتدرائية مار جرجس المارونية، في أرض مستواها ينخفض بصورة ملحوظة عن مستوى الشارع العام، بحيث يمكن للناظر من الشارع أن يقف بموازاة رأس العمود. موقع الأعمد مليء أيضًا بالآثار الإسلامية الأموية والعباسية والمملوكية والعثمانية، وبالآثار الفرنسية التي تعود لعهد الانتداب. من المخطط إنشاء حديقة في هذا الموقع إلى جانب الأعمدة سيُطلق عليها تسمية “حديقة السماح”،[126] لتجسد وحدة المدينة والتعايش بين أبنائها، لا سيما وأن هذا الموقع كان هو الخط الفاصل بين المليشيات الإسلامية والمسيحية المتنازعة، خلال الحرب الأهلية اللبنانية. ومن المقرر زرعها بأشجار اليوضاس، أو أشجار يهوذا، وأشجار الزيتون، والحمضيات. أعمدة حديقة السماح.
حديقة ونصب رفيق الحريريحديقة ونصب رفيق الحريري التذكاري هي ساحة تقع بين خليج السان جورج وفندق إنتركونتينانتال فينيسيا، في ذات الموقع حيث اغتيل رفيق الحريري وعدد من رفاقه في 14 فبراير سنة 2005.[127] انتهى العمل على هذه الحديقة خلال شهرين فقط، وافتتحت سنة 2008، في الذكرى الثالثة لمقتل الحريري.[128] وإلى جانب تمثال رفيق الحريري هناك عمود برونزي يصدر منه كل يوم في تمام الساعة 12:55 – ساعة مقتله – النشيد الوطني اللبناني يرافقه صوت الآذان وأجراس الكنائس طيلة خمس دقائق. الحديقة والنصب التذكاري لرفيق الحريري.

المواصلات

إن استعمال وسائل المواصلات حاجة ضرورية يومية بالنسبة لكل من يسكن المدينة أو خارجها، على الرغم من صغر حجمها. تُقسّم وسائل النقل في بيروت إلى مواصلات برية، بحرية، وجويّة.

المواصلات البرية

شارع بِلس، أحد أكثر شوارع العاصمة اللُبنانيَّة ازدحامًا.

تتصل بيروت بغيرها من المدن اللبنانية والمدن السورية الرئيسيّة، عن طريق الحافلات التي يتبع كل منها شبكة طرقات معينة في تنقله. وتتمركز الحافلات التي تنقل الركاب إلى شمال لبنان وسوريا في محطة شارل حلو الواقعة في شمال بيروت.[129][130] وفي بيروت شركتين رئيسيتين تقدم خدمات النقل للمواطنين: الأولى هي الشركة اللبنانية للمواصلات (LCC)، وهي شركة خاصة تؤمن النقل بداخل المدينة وبعض الضواحي،[131] وهي تتبع 10 طرقات رئيسيّة تغطي معظم المنطقة المركزية لبيروت. أما الشركة الثانية، فهي مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك، وهي شركة عامّة، تتبع حافلاتها 12 خطّا رئيسيّا في المدينة.

بالإضافة إلى الحافلات، التي تستخدمها طبقة واسعة من الشعب وخصوصا أبناء الطبقات الفقيرة بسبب التعرفة البخسة، تنتشر في بيروت سيارات الأجرة والسرفيس، والأخيرة عبارة عن أجرة أرخص بكثير من الأجرة العادية، وتعرفتها محددة مسبقا، وهي تصل حاليّا في بيروت إلى 2000 ليرة لبنانية، والغالب أن يستقل الناس سيارة الأجرة باعتبار أنها “سرفيس”، ولتفادي أي سوء تفاهم فقد جرت العادة على أن يخبر الراكب السائق بالمكان الذي يقصده، فإذا كان بعيدا تعتبر الأجرة عاديّة، وإن كان ضمن حدود المدينة تعتبر “سرفيس”.[132] كذلك تُستعمل الميكروباصات في نقل الأفراد من بيروت إلى بعض البلدات والقرى والمدن اللبنانية.

وفي فترة سابقة، كان الترامواي أيضا يؤدي خدمة النقل بداخل المدينة، وقد جرى الاحتفال بتدشين خط الترامواي ببيروت في شهر سبتمبر سنة 1907 بمناسبة المولد السلطاني للعام الثامن والتسعين، وكان ذلك في عهد الوالي إبراهيم خليل باشا.[133]، وتوقف العمل به في مايو 1964، بعد أن أصدرت الحكومة قرارها بذلك، وسيّرت الحافلات بدلا منه، بعد أن درّبت سائقي الترامواي على قيادة السيارات الجديدة.[134]

المواصلات البحرية

داخل مطار بيروت رفيق الحريري الدولي.

مرفأ بيروت.

إن مرفأ بيروت هو أكبر مراقئ لبنان وأحد أهم المرافئ الواقعة شرق البحر المتوسط،[135] وهو فضلا عن استقباله المراكب والسفن التجارية، يستقبل العبّارات التي يمكن الانتقال فيها من وإلى قبرص والمرافئ اللبنانية الأخرى بالإضافة للمرافئ السورية والمصرية وغيرها من المرافئ المجاورة.[132]

المواصلات الجويّة

يقع مطار بيروت رفيق الحريري الدولي، الذي تمّ إعادة تأهيله مؤخرا، في الضاحية الجنوبية للمدينة،[136][137][138] وقد تم افتتاحه سنة 1954، وفي هذه الفترة كان يُعرف بمطار بيروت الدولي، وقد تعرض المطار على مر السنين لعدد من العوائق كان أبرزها الحرب الأهلية اللبنانية التي اوقفت جميع عمليات السفر تقريبا وأدت لتدمير منشآته وتوقفه عن العمل، وبعد انتهاء الحرب قام رئيس الوزراء آنذاك، رفيق الحريري بإعادة بنائه، وبعد استشهاد الأخير سُمي المطار على اسمه.[139] يتعامل المطار مع 47 شركة طيران عربية وعالمية و 8 شركات شحن جوي.

الثقافة

معرض الحدائق ومهرجان الربيع، أحد الأحداث الثقافية السنوية التي تُقام في مضمار سباق الخيل ببيروت.

تعتبر ثقافة بيروت الحالية مزيجا من ثقافات متنوعة ومتعددة لمختلف الشعوب والحضارات التي مرّت على المدينة، بما فيها اليونانيون والرومان (ثقافة حوض البحر المتوسطالعرب والأتراك (ثقافة عربية إسلامية)، والفرنسيون (ثقافة أوروبية). يُعتقد أن مدرسة الحقوق التي أنشأت في المدينة أيام الإمبراطورية الرومانية كانت أول مدرسة قانون في العالم. إن تاريخ الكوسموبوليتية هذا يعد مصدر فخر للبنانيين عموما والبيروتيين خصوصا.[140]

استضافت بيروت قمة الفرانكوفونية وجامعة الدول العربية سنة 2002، وحفل تقديم جائزة ألبير لوندر،[141][142] الذي يقدم جوائز للصحافيين الفرانكوفونيين المميزين كل سنة.استضافت المدينة أيضا الألعاب الفرانكوفونية في عام 2009.[143][144] تعتبر بيروت عاصمة الكتاب العالمية للأمم المتحدة لسنة 2009، تقديرا لغناها الثقافي.[145]

اللكنة

اللكنة البيروتية هي إحدى فروع اللهجة اللبنانية. وهي لكنة عربية أصيلة ما تزال ملامحها وصفاتها متجذرة حتى اليوم في المجتمع البيروتي، ويُلاحظ أن اللهجات المغاربية تبرز بين الحين والآخر في اللكنة البيروتية لا سيما اللهجة التونسية، ولهجة الشلوح سكان بلاد السوس وجبال الأطلس في المغرب الأقصى، ولهجة تمازرت وهي لهجة سكان الأطلس المتوسط، واللهجة الزناتية لهجة سكان الريف في الشمال، فضلاً عن لهجات الجزائر وليبيا.[146] علمًا أن الكثير من ملامح اللكنة البيروتية بدأت تزول بسبب “التفرنج” في الكلام، ومع اقتحام العادات والتقاليد الغربية المنازل والشوارع والأسواق والمدارس والجامعات، وأجهزة الإعلام المتنوعة. ومن سمات لهجة العائلات البيروتية على سبيل المثال: تحويل السين صادًا، مثل: البسطة == البصطة، وتحويل الجيم إلى شين، مثال ذلك: الحرج = الحرش، اجتماع == اشتماع. فضلاً على أن اللهجة الخليجية التي انتقلت مع الفتوحات الإسلامية إلى المغرب العربي ثم ارتدت مجددًا إلى المشرق تظهر واضحة في أسماء بعض العائلات، مثل: بعيون؛ أي: أبو العيون، من با عيون.[146]

المتاحف

يعتبر متحف بيروت الوطني المتحف الأساسي للأثار في لبنان، وهو يحوي قرابة 1300 قطعة حرفية أثريّة يتراوح تأريخها من فترة عصور ما قبل التاريخ وصولا إلى العهد المملوكي في العصور الوسطى.[147] وبالإضافة للمتحف الوطني، يعتبر متحف الجامعة الأميركية في بيروت للأثار ثالث أقدم متحف في الشرق الأوسط، وهو يعرض مجموعة كبيرة من الحرفيات التي عُثر عليها في لبنان وبعض الدول المجاورة.[148]

كذلك يوجد متحف سرسق أو قصر سرسق الذي يحوي اليوم أكثر الأعمال الفنية شهرة في بيروت، وهي تتمثل في مجموعة من المنحوتات اليابانية وعدّة أعمال فنية إسلامية، كما ويستضيف هذا المتحف معارض مؤقتة خلال السنة.[149] وبالقرب من السراي الكبير يقع متحف روبير معوّض الخاص الذي تُعرض فيه المجموعة الخاصة بهاوي الفن والسياسي اللبناني هنري فرعون، من تحف وقطع أثرية.[150] كما ويوجد متحف علمي خاص بالأطفال هو “بلانت ديسكفري” (كوكب الاكتشاف)، وفيه عدد من المعارض والتجارب والحرفيات، ويؤمن الإرشادات والتعليمات المناسبة لتثقيف الأولاد.[151]

الإعلام

إن بيروت هي المركز الأساسي في لبنان لشركات التلفزة، والمطبوعات الصحفية، ودور نشر الكتب. تشمل القنوات التلفزيونية في المدينة: تلفزيون لبنان، المؤسسة اللبنانية للإرسال، تلفزيون المستقبل، قناة MTV، قناة الجديد، قناة المنار، قناة ANB، وقناة NBN. أما الصحف فتشمل: جريدة النهار، السفير، المستقبل، الأخبار، جريدة البلد، الديار، الأنوار، الشرق، صحيفة L’Orient Le Jour الفرنسية، وصحيفة Daily Star الإنكليزية. تعتبر بيروت أيضا إحدى محوريّ الإعلام الرئيسيين في العالم العربي، والثانية هي مصر.

الرياضة

أعضاء جمعية ماراثون بيروت.

استضافت بيروت، إلى جانب طرابلس وصيدا، كأس آسيا في كرة القدم لسنة 2000.[152][153] هناك ملعبين أساسيين لكرة القدم في المدينة وهما: ملعب المدينة الرياضية، وملعب بيروت البلدي. تتخذ 8 فرق كرة قدم من الدوري اللبناني بيروت مركزا لنواديها، وهي: نادي النجمة اللبناني، نادي الأنصار، الحكمة، العهد، المبرّة، الصفاء، الراسينغ بيروت، وشباب الساحل. بالإضافة لذلك هناك فرقيّ كرة سلة من بيروت، نادي الرياضي، ونادي الحكمة، الذان يُشاركان دوما في الدوري اللبناني لكرة السلة والبطولات العربية والإقليمية.[154]

تقام في بيروت أيضا أعداد أخرى من الأنشطة الرياضية، منها ماراثون بيروت السنوي، الكرة الطائرة، سباق خيل أسبوعي في ميدان سباق المدينة، بالإضافة لدورات غولف وكرة المضرب تقام في نادي الغولف في بيروت. ومؤخرا أنشأ دوري للرغبي في لبنان، واتخذت 3 فرق من أصل 5 بيروت مقرا لنواديها، وهي: AUB Wolves (ذئاب الجامعة الأميركية في بيروت)، LAU Immortals (خالدوا الجامعة اللبنانية الأميركية)، و USJ Saints (قديسي جامعة القديس يوسف). تعتبر بيروت مرشحة محتملة لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2024،[155] ومن المتوقع أن مشروع صنين الضخم، البالغة تكلفته 1.2 مليار دولار أمريكي، سيجعل لبنان قادرا على استضافة هذه الألعاب.[156]

الموضة والفنون

هناك المئات من المعارض الفنيّة عبر العاصمة بيروت وضواحيها. يعتبر الكثير من اللبنانيين مهتمّا بالفن وإنتاجه، فهناك قرابة 5000 فنان ينتج الفنون الجميلة، وعدد مماثل لهم يعملون في مجال الموسيقى، التصميم، الهندسة، المسرح، الأفلام، التصوير، وغيرها من أشكال الفنون. يتخرّج كل سنة المئات من الطلاب في كليات الفنون التصويرية وتصميم الأشكال من مختلف الجامعات في المدينة، وأخذت ورشات العمل الفنية تزدهر وتنتشر في جميع أنحاء لبنان، وفي بيروت خصوصا، حيث أصبح المشهد الفني غنيّا ومتنوعا للغاية.

بالإضافة لهذا تنتشر معارض الأزياء والموضة بشكل كبير عبر أنحاء المدينة، وهناك دوما معارض ووكالات أزياء جديدة لمصممين عالميين تُفتتح وتعرض أعمالها عبر برامج أزياء مختلفة أبرزها قناة الموضة العربية الفضائية (بالإنجليزية: Fashion TV Arabia). ومن وكالات الأزياء المشهورة في بيروت: «جورجيوس ايجنسي» لصاحبها جورج كعدي، ستايل موديلينغ لصاحبها إيلي نحّاس، و«ناتاليز ايجنسي» لناتالي فضل الله.[157] افتتح العديد من المصممين العالميين معارض لهم في بيروت مثل فيرساتشي وغوسي، كما ويعيش الكثير من هؤلاء المصممين بداخل المدينة وحولها مثل إيلي صعب، المصمم العالمي للأزياء النسائية. يشتهر الأخير بتصميمه لملابس لفنانات مشهورات مثل بيونسيه، جوينيث بالترو، وميشا بارتون، وهو يتبرّع سنويّا بشجرة ميلاد لتوضع في وسط بيروت التجاري. ومن المصممين المشاهير الذين يسكنون بيروت أيضا، زهير مراد، الذي صمم ملابس لفنانات مثل آنا أورتيز، وكريستينا أبلغيت، وهو يمتلك مشغلا ومعرضا خاصا به كذلك الأمر.

السياحة

فندق الميتروبوليتان بالاس في بيروت.

كانت السياحة في بيروت مزدهرة بشكل كبير إلى أن اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، حيث توقفت السياحة الترفيهية تماما، حتى وضعت الحرب أوزارها، فأعادت شركة سوليدير إعمار وسط المدينة المدمر الذي عاد وأصبح اليوم ينبض بالحياة كما كان سابقا، وبالتالي عادت سمعة المدينة كصلة وصل بين القارات الثلاثة، أوروبا وأفريقيا وآسيا، وكبوابة الشرق على الغرب. كان يُطلق على بيروت اسم “باريس الشرق” في أيام ازدهارها الأولى بعد الاستقلال، ولا يزال البعض يلقبها بهذا اللقب اليوم، ويعود ذلك إلى النمط العمراني، المعالم الأثرية، الأسواق، المطبخ البلدي، والحياة الليلية، التي بُشبهها البعض بتلك الموجودة في فرنسا، والتي من شأنها إبقاء السائح مهتما بالمدينة أثناء زيارته للبنان.

مقاهي جانبية في شارع المعرض بوسط بيروت التجاري.

ومن أهم فنادق بيروت: فندق ألبيرغو، فندق بيل فيو هوتيل،[158] فندق السفير، فندق ومنتجع الموفمبيك، الإنتركونتينانتال فينيسيا، فندق الكومودور، الهوليداي إنّ ديونز، الميتروبوليتان بالاس، وغيرها.[159]

حصلت بيروت على المركز التاسع في قائمة أفضل المدن لمجلة السياحة والترفيه (بالإنجليزية: Travel and Leisure) لسنة 2006، حيث أتت في مرتبة متأخرة عن نيويورك ومتقدمة عن سان فرانسيسكو،[160] إلا أن قائمة المدن هذه كان قد تمّ وضعها والتصويت عليها قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان في نفس السنة. وبعد أن عادت الأمور لطبيعتها، عادت أعداد السياح لترتفع مجدداً بشكل ملحوظ.[161] ومؤخرا قام دليل “لونلي بلانت” السياحي بتسمية بيروت المدينة الأكثر حيوية على سطح الأرض لسنة 2009، كما قامت النيويورك تايمز بمنح المدينة المركز الأول ضمن قائمة الأماكن الأربع والأربعين التي ينبغي زيارتها في سنة 2009.[7] وقد زار لبنان في سنة 2009 حوالي 2.000.000 سائح عربي وأجنبي.

أعلام بيروت

جورج أبيض.

حسن خالد.

كيانو ريفز.

خرج من بيروت عدداً من المشاهير، ومنهم:[162]

مدن متوأمة

المدن الشقيقة لبيروت هي:[166]

مصادر

  1. ^ تعديل القيمة في ويكي بيانات“صفحة بيروت في GeoNames ID”. GeoNames ID. اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2016.
  2. ^ تعديل القيمة في ويكي بيانات“صفحة بيروت في ميوزك برينز.”. MusicBrainz area ID. اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2016.
  1. موسوعة العائلات البيروتية: الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الأصول العربية واللبنانية والعثمانية. (المجلد الأول). الدكتور حسان حلاق، دار النهضة العربية، بيروت – لبنان. صفحة: 26 ISBN 978-614-402-141-5
  2. ^ History, متحف بيروت الو
  3. ^ “AUB Museum”. Ddc.aub.edu.lb. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-05.
  4. ^ “Hotelbook.com – Events Guide: Sursock Museum (Sursock Museum, Beirut, Lebanon)”. Guides.hotelbook.com. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-05.
  5. ^ “Welcome to Robert Mouawad Private museum”. Rmpm.info. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-05.
  6. ^ “Beirut City Center Culture – Planet Discovery”. Solidere. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-05.
  7. ^ China Ready to Face Tough Task in Asian Cup Bidding, People’s Daily
  8. ^ Lebanese Football need to make their mark in Asia, Maxell
  9. ^ Riyadi’s History
  10. ^ Interview about Lebanon, Arabia English
  11. ^ Sannine Zenith
  12. ^ منتديات عنكاوا، نقلا عن جريدة الكفاح العربي من بيروت.
  13. ^ موقع الحوت للسفر والسياحة.
  14. ^ فندق دوت كوم، فنادق بيروت بحسب الأكثر إقبالا.
  15. ^ Travel and Leisure: Top 10 Cities Overall
  16. ^ “Will tourists return to Beirut? – Trinity News”. Trinitynews.ie. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-05.
  17. ^ موقع يا بيروت، أعلام بيروت.
  18. ^ موسوعة العائلات البيروتية: الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الأصول العربية واللبنانية والعثمانية. (المجلد الأول). الدكتور حسان حلاق، دار النهضة العربية، بيروت – لبنان. صفحة: 432-433 ISBN 978-614-402-141-5
  19. ^ يا بيروت: شخصيات بارزة: محمد فليفل
  20. ^ “Keanu Reeves Biography (1964-)”. Film Reference. اطلع عليه بتاريخ May 10, 2008.
  21. ^ موقع مدينة بيروت الرسمي: مدن متوأمة مع بيروت.
  22. ^ Beirut, Lebanon موقع مدينة لوس أنجلوس الرسمي – تاريخ الوصول: 20 يونيو، 2010.
  23. ^ “Sister Cities of Istanbul”. اطلع عليه بتاريخ 2007-09-08.
  24. ^ “Isfahan, Beirut named sister cities”. MNA. اطلع عليه بتاريخ 2007-05-02.

مراجع

  • سمير قصير، تاريخ بيروت، الناشر: دار النهار للنشر، تاريخ النشر: 01/01/2006، ردمك: 9953741018
  • حافظ أبو مصلح، تاريخ الدروز في بيروت وعلاقتهم بطوائفها، الطبعة رقم 3، الناشر: دار الفنون للطباعة والنشر والتوزيع، 2006
  • لويس شيخو، بيروت تاريخها وآثارها، الناشر دار المشرق، 1993
  • إلياس جرجس جريس، ولاية بيروت 1887-1914؛ التاريخ السياسي والاقتصادي، 2005
  • طه الولي، بيروت في التاريخ والحضارة والعمران، الناشر: دار العلم للملايين، 1993
  • مي علوش، بيروت ذكرى وتاريخ، الناشر: دار المستقبل، 1993
  • صالح بن يحيى تاريخ بيروت، دار الفكر الحديث للطباعة والنشر، 1927
  • Thomas L. Friedman, From Beirut to Jerusalem, Anchor, 1990, ISBN 0-385-41372-6
  • Linda Jones Hall, Roman Berytus: Beirut in Late Antiquity, Routledge, 2008, ISBN 0-415-48679-3
  • Leila Tarazi Fawaz, Merchants and Migrants in Nineteenth-Century Beirut (Harvard Middle Eastern Studies), iUniverse, 2000, ISBN 1-58348-528-7

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.