الفنان السينمائي والفوتوغرافي اليمني العالمي ناجي مصلح نعمان:
أحببت التصوير الفوتوغرافي من طفولتي.. وبعد أن احترفتها مهنة أحببتها حتى النخاع

التقته : بلقيس الربيعي

فن التصوير الفوتوغرافي من أهم الفنون في عصرنا الراهن، فهو كما السينما والمسرح والموسيقى وغيرها من الفنون يعكس واقع الشعوب . فقد أصبح هذا الفن أهم وثيقة من وثائق الحضارات. ولأهمية هذا الفن أجريت هذا الحوار مع المصور الفوتوغرافي اليمني العالمي ناجي مصلح نعمان .

بعد هذه المقدمة التعريفية ، ماذا يقول ناجي في هذا اللقاء عن رأيه في التصوير الفوتوغرافي وما أهمية الصورة الفوتوغرافية في وسائل الإعلام ؟

– منذ طفولتي وأنا أهوى التصوير الفوتوغرافي وبعد أن احترفتها مهنة أحببتها حتى النخاع . تلعب الصورة الفوتوغرافية دوراً كبيراً في وسائل الإعلام ، فهي اقدر من الكلمة على بلوغ هدفها وبطبيعة الحال يتوقف ذلك على جودتها الفنية وصدق تعبيرها .و من خلال معارضي الثقافية في التصوير الضوئي و برغم إمكانياتي المتواضعة أعتقد إني قد أوصلت رسالتي إلى العديد من شعوب العالم، فقد نالت أعمالي الثقافية بسرور بالغ إعجاب الذين زاروا معارضي سواء على مستوى المسئولين أو المواطنين .

لقد حصلت على بعض الجوائز و الشهادات التقديرية من قبل الجهات الرسمية و منظمات المجتمع المدني، منها جائزة مفتاح مدينة لكوانة بولاية نيويورك الأمريكية , و جائزة المركز الثقافي اليمني الأمريكي بولاية ميتشجن, و من ولاية كاليفورينا جائزة الشراع الذهبي من الجمعية التربوية, و وسام الفنون الجميلة من جمعية التجار اليمنيين الأمريكيين و أخيراً شهادة تقديرية من جامعة أوهايو الأمريكية, كما احتضنت معارضي الشخصية بعض المراكز المهتمة بالمجال الثقافي و الإعلامي, حيث أقمتُ معرضاً بولاية واشنطن دي سي, و الذي أفتتحه نائب رئيس البنك الدولي و كذلك في صالة هنري فورد بولاية متشجن و الذي امتدت فترة عرضه شهراً كاملاً, و طبعاً أنا أتحدث باختصار عن مدى إصرار الإنسان في إبراز أعمالة و بجهود ذاتية، و كان الإعلام الأمريكي يتفاعل مع نشاطاتي الثقافية سواء على مستوى الصحافة أو الإعلام المرئي و المسموع، كما اشتركت في مسابقة عالمية للمصورين الضوئيين نظمتها شركة كانون العالمية عام 1990 لاختيار أفضل الصور وقد اشترك فيها أكثر من تسعة و عشرين ألف مصور من جميع أنحاء العالم, و عند فرز لجنة التحكيم للصور الفائزة كانت لوحتي الضوئية من بين أفضل الصور و التي كانت عن مدينة شبام حضرموت التاريخية و كانت اللوحة تحمل اسم “ شبام و الانعكاس ”, و قد ساعدني الاهتمام بعالم التصوير الضوئي الموجود بالعالم الغربي على عرض نشاطاتي الثقافية أكثر من ذي قبل و في إنشاء جمعية خاصة للمصورين تحت اسم الجمعية الأمريكية العربية للتصوير الضوئي و التي ستسهم في نشر روح الثقافة والسلام بين الشعوب .

أهمية الصورة الفوتوغرافية

لكن الإعلام العربي لا يعطي أهمية للصورة الفوتوغرافية كما للكلمة ، ما رأيك ؟

– نعم هناك إغفال كبير من الإعلام العربي لهذا الفن وأهميته وهذه مشكلة يجب أن يُعاد النظر فيها ووضع إستراتيجية عربية للتخاطب مع شعوب العالم من خلال الصورة الضوئية ، فهي لغة بحد ذاتها وخاصة إذا كانت معبرة وهادفة . ومن خلال الصورة يتم التعرف على الحضارات الغنية بالتراث الشعبي والعادات والتقاليد والموروث الثقافي الزاخر بعبق التاريخ للشعوب العربية والإسلامية . للأسف الصور الدعائية والاستعراضية هي التي تحصل على الدعم الكبير، كما نفتقر إلى الجدية في توظيف الصورة في الوقت والمكان المناسب . وأدعو إلى فتح معاهد متخصصة لتأهيل الكوادر في مجال التصوير الفوتوغرافي .

بالأسود والأبيض

من خلال إطلاعي على أرشيفك لاحظت أن هناك صوراً بالأسود والأبيض ، ما هو تفسيرك لذلك ؟ وما هي فلسفتك ؟

– يعتبر التصوير الضوئي بالأسود و الأبيض فناً قائماً بذاته و من مميزات هذا الفن الذي يخاطب الإنسان بلغة جمالية قمة في الروعة و الإبداع بدءاً من التقاط المصور مناظر عامة على المادة الفيلمية سواء كانت (نجتيف- سلايد),ثم يقوم بعملية تحميض الفيلم في غرفة خاصة تسمى (الغرفة المظلمة) و ذلك حتى يستنى للمصور من طباعة الصور و تكبيرها, و هذا بحد ذاته يعتبر عملا إبداعيا يقوم به المصور, و صور الأبيض و الأسود فن حقيقي و راقي ، تعبر عن الحدث الذي يبرزه المصور المحترف ، سواء كان في الأفراح أو عن الطبيعة أو حتى عند الكوارث و الحروب ، و هذا يعتبر تحدي للمصور المحترف ، لأنه يبعث برسالة عالمية تعبر عن ما يدور في نفسه دونما حاجة للتعليق.

هناك نقطة هامة في فن التصوير الضوئي بالأسود و الأبيض, فالعديد من دول العالم لا تزال تعتبر هذا الفن الجميل ذو تكاليف عالية ، خاصة في تحميض و طباعة الصور بالأسلوب القديم من حيث استخدام تقنيات المواد الكيميائية و الأوراق المتسخدمة لطباعة الصور لذا إستبدلتها بتقنيات (الديجتال) الحديثة لتخفيف تكاليف طباعة الصور ،وهذا أفقد جمالية التصوير بالأسود و الأبيض ، و لكن من خلال تجربتي الشخصية فإني أشجع التطور الحاصل في مجال طباعة الصور بالأسلوب الحديث (الديجتال) ، حيث أني أمتلك كم هائل من الصور القديمة الملونة ، و التي تحتاج إلى استخدام برامج معالجة الصور بالأسلوب الحديث (الفوتوشوب) و التي تسهل لي عملية تحويل الصور القديمة إلى اللونين الأسود و الأبيض حفاظا على قيمة الصورة و بعدها التاريخي.

طموحات فنان

بعد هذه الرحلة الطويلة والرائعة مع فن التصوير الفوتوغرافي قدمًت فيها أكثر من سبعين معرضاً في إنحاء مختلفة من العالم ، هل لديك طموحات تود تحقيقها ؟

– نعم اطمح في إقامة مهرجان عربي لفن التصوير الضوئي على أن يقام مرة في كل عاصمة عربية و كذلك إقامة معارض فوتوغرافية في أمريكا و العواصم الأوروبية لأن الناس في العالم في أمس الحاجة إلى معرفة حضارة و ثقافة العالم العربي ، و نحن من هذا المنطلق نطمح من بعض الدول العربية أن تقوم بإحتضان أول اجتماع يدعو إلى قيام إتحاد المصوريين العرب ، و في تقديري أن مجلس التعاون الخليجي و الجامعة العربية في الوقت الحاضر مؤهلين عملياً لتبني هذه الفكرة كما توجد مؤسسات عريقة في العالم العربي تستطيع أن تسهم في هذا المجال, على سبيل المثال مؤسسة الشيخ محمد بن راشد الثقافية و الجمعيات المتخصصة بفن التصوير الضوئي ، و الشئ الآخر الذي أعكف على إنجازه هو إقامة معارض عن بعض البلدان العربية و الإسلامية في الولايات المتحدة ، و قد استجابت سلطنة عمان ممثلة بوزارة التراث و الثقافة لطلبنا, حيث أرسلت لنا كمية كبيرة من المطبوعات و الأفلام الوثائقية التي تجسد الحضارة و الفنون و النهضة المباركة القائمة بالسلطنة ، و نحن نعمل حالياً لإقامة المعرض و من المتوقع إقامته في العام القادم بولاية واشنطن الأمريكية ، كذلك نحن نتطلع من الجهات المختصة في الدول العربية لتبني فكرة إقامة إتحاد للمصورين العرب .

ختام

و في الختام أود أن أقدم شكري للأستاذة الفاضلة بلقيس الربيعي على هذا اللقاء الصحفي الجميل، وكما أناملها الماهرة تصنع الورد من السيراميك البارد وترسم الأزهار على القماش ،فهي أيضاً كاتبة متمكنة من أدواتها الأدبية و لها بصمات جميلة في معارضها الفنية التي إقامتها في عدن وألمانيا والسويد ،وكذا اهتمامها في مجال ثقافة و أدب الأطفال ، و النشاطات الاجتماعية في عدن الباسلة ، ملتقى الشرق والغرب .

*المصور الفوتوغرافي ناجي مصلح من مواليد عدن عام 1947

*رئيس الجمعية الأمريكية العربية للتصوير الضوئي

*عضو المنظمة الدولية للمصورين المحترفين وعضو المنظمة العالمية للصحافيين .

*درس الإخراج وإدارة الإنتاج في بيروت عام 1974 ، وأثناء دراسته ساهم في فيلم سينمائي من إخراج الفنان سمير نمر بعنوان ( كفر شوبا ).

*كان من أوائل المؤسسين لصناعة السينما في عدن وأسس دائرة الإنتاج السينمائي في وزارة الثقافة والإعلام والسياحة

*أستطاع مع المرحوم جعفر محمد أن يخرج العديد من الأفلام الوثائقية .

*عام 1977 ساهم في فيلم سينمائي وثائقي بعنوان ( أمن الخليج ) للمخرجة الفرنسية جاكلين .

*ساهم في إعداد وتقديم برنامج تلفزيوني للأطفال في تلفزيون عدن بعنوان ( عدسة عمو ناجي ) .

*في عام 1985 وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للغذاء العالمي قام بإخراج فيلم تلفزيوني يتحدث عن حياة الصيادين اليمنيين بعنوان ( في البحر غذاء ) .

*حائز على العديد من الشهادات التقديرية والجوائز منها جائزة وشهادة تقديرية من حاكمة بافلو في نيويورك عن معرضه “ اليمن الإنسان والحضارة “

* أسستخدمت بعض أعماله من قبل الأمم المتحدة في تقويم خاص بالطفل اليمني والمرأة والتنمية

*أصدرت الحكومة اليمنية ست طوابع بريدية تحمل صورا فوتوغرافية ألقطتها عدسته ، كما أصدرت عملة من فئة 100 ريال تحمل صورة لصهاريج عدن التاريخية .

*عام 1992 وبدعوة من معالي وزير الإعلام العماني الأستاذ عبد العزيز بن محمد الرواس ، أقام الفنان ناجي معرضا ثقافياً في العاصمة العمانية مسقط بعنوان ( صور من وطني اليمن).

* قام بإنجاز معرضا عن الإنسان والحضارة والنهضة في سلطنة عمان في العاصمة اليمنية.

*وفي عام 2005 وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب الباكستان وكشمير ، اخرج فلما وثائقيا بعنوان ( عيون غير متفائلة ) والذي أيقظ الضمير الإنساني لتقديم المساعدة.

* الفنان ناجي يقيم حالياً في الولايات المتحدة منذ 1995 .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.