10439471_509623689170266_6453538390013302757_n 10660136_545969358869032_6631196666206278614_n-304x405

10352283_476581932474442_132301405037598512_n

بقلم : فريد ظفور

ومشاركة الأستاذة : سحر الزارعي Sahar Alzarei

الصورة الفعل
.. الصورة السحر .. الصورة الأثر ..الحكاية
..القصة..الرواية ..

29/03/2015
– الصورة تتحدث أكثر من ألف كلمة ..فمهما وصفت لكم جمال المباني والتطور العمراني في مدينة دبي وغيرها من المدن …ومهما كنت شاعرة أو أديبة فلا أستطيع إيفاء الجمال حقه ..فقط .. فعل الصورة السحري هو المهماز الذي يعبر عن مشاعرنا أويجعلنا نقرأ أو نأخذ حاجتنا المعرفية نيافة عن أكثر وأجمل الكلمات شاعرية وتأثيراً..
– من هنا ندلف للقول بأن الصورة أضحت تحتل الدرك الأول والسدة الرئيسة في الإعلاانات وواجهات المحال التجارية وفي الكتب والصحف والمجلات والدوريات وفي التلفاز والسينما والموبايل والتاب والكمبيوتر وعلى شبكات التواصل الإجتماعي ..وفي شبكة الأنترنت.. وقد استخدمت الصورة .. سلاحاً ذو حدين..
– وأصبح المتلقي بين فكي كماشة بين المطرقة والسندان بين الحقيقة والتزييف .. ودخلت الصورة معركة الحياة وباتت رقماً صعباً وجزء من كياننا نتذوقه بحلوه ومرّه..حتى أصبحنا نقرأ بالصورة أو نشاهد مقاطع متحركة على اليوتيوب أو غيره ..وبذلك أصبحت الصورة تشغل حواسنا من سمع وبصر وتفكير ..فننام على وقع حدث ونستيقظ على آخر ..
– وغدت الحياة بحر مترامي الأطراف ..وأمواجه تقذفنا يمنة ويسره في خضم الحياة اليومية وأتونها .. وقد كان لتأثير الصورة وفعلها الفيصل في الحرب الكونية على بلداننا العربية .. فكم من صورة ومقاطع فيديو مبركة ومضلله أثرت وتؤثر بالرأي العام الجماهيري سلباً.. وإيجاباً..
– لذلك كله وجب علينا أن ندرك اللغة البصرية التي تسحر المشاهد ..ولأن الصورة لغة عالمية يقرؤها كل شعوب العالم وتدخل كل بيت وبلد دونما جواز سفر أو تأشيرة دخول..
– من هنا وجب علينا الإستعداد لإيفائها حقها ..وأخذ لقاح مضاد للتأثيرات السلبية والمشوهه أو المضلله للجماهير.. عبر ندوات ومحاضرات ومقالات ولقاءات جماهيرية .. تظهر أثر الصورة وسحرها الأخاذ ومفاتنها وسلطتها وخلفيتها المعرفية ودلالاتها الماورائية..ومواجعها وأثرها على المتلقي أو المشاهد ..لاسيما وأنه مازال هناك نسبة من أمية الصورة والتخلف البصري والفني في مجتمعاتنا العربية وغيرها من العالم الثالث..
– ولعل ماقدمه بمحاضرته المصور الصحفي العالمي رضا عن قصصه مع كل صورة إلتقطها خير شاهد على مفعول الصورة السحري.. ومن منا لايتذكر أثر صورة الطفل محمد الدّرة الذي قضى في حضن والده وكذلك صورة إعتقال المناضل تشيغيفارا..وصورة الطفل الصومالي الذي يتضور جوعاً وينتظره طائر النسر ليجهز عليه وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة..وغيرها الكثير من الصور المؤثرة..
– لذلك وجب علينا كأفراد ومؤسسات ضرورة التصدي لهذه الظواهر وتعليم الجيل ميكانيزما دفاعية من خلال طرح فلسفة الصورة وكيفية قراءتها ومحاولة طرحها على بساط التحليل والتشريح لمحاولة كشف الحقيقة والزيف عن الصورة ..سيما وأن برامج المعالجة كالفوتوشوب وغيره .. تفعل فعلها سلباً وإيجاباً ..وغدت الحياة مسرحية هزلية طويلة يراد لنا الموت ( موت ) إرادة الحياة مع الفساد وغرق الوطن بهزل أشبه بالعبث بمصائر وحيوات البشر .. كل ذلك حتى نفقد الأمل .. ولكن لولا الأمل لبطل العمل ..وغداً أحلى .. وسيصبح للصورة فعلها وسحرها الجمالي..وستشرق شمس أملها من جديد من أبواغ الربيع المتجددة….

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.