13875099_10209989596078829_1349384257_n
التصوير الفوتوغرافي

د. صالح الصحن

الرسم بالضوء كما يطلق عليه، هو عالم إبداعي واسع وفن كبير يشكل اهتماماً عالياً لدى الكثير من الهواة والمحترفين، وله قراءات متعددة .

وأهم ما يشغل البال هي الصورة التي تُعدّ عرس الضوء والتي فيها المسطحة والعميقة، والبسيطة والمركبة ، فهي الدالة والمعبرة، المشفرة والموحية ، الواضحة والغامضة ، الناصعة والباهتة ، الثائرة والمحرضة ، ذات البهاء ، والبلاغة  ، وذات التقنية المثيرة ، التي تنتمي الى عالم يتناول الموضوعات بلغة بصرية يجدر بها ان تكون متقنة ، وأن تصمم اللقطة بحجم وزاويه وحركة وسرعة محسوبة بدقة للغرض المطلوب من التصوير.
فهي تلتقط اللحظة ذات الفعل والحدث والواقعة، كما تجسد وتعبر وتدل وتحاكي وترمز وتوحي ، ولن تتخلى عن الفكر والعاطفة والمشاعر والجمال، بل تتطلب أحاسيس تتعامل مع الضوء واللون والحركة والتكوين والشكل، فالصورة تبحث عن الطبيعة في الأرض والسماء والماء، وعن حركة الإنسان والأشياء والكائنات، وتبحث عن الواقع وتلاحقه، كما تبحث عن الخيال والتطلعات والآمال والرغبات، وليست هناك زاوية في الحياة مستثناة من التصوير فهي حاضرة في الحياة والموت، وفي الحركة والسكون، وفي الوجود والعدم، ويجدر بمن يقترب منها ان يعرف لغتها وكل الوسائل والأساليب والاتجاهات الفنية ، كما يجب أن يجيد معرفة وتحريك الأدوات والإمكانات المتاحة.
فالتصوير الفوتوغرافي مهمة إبداعية خالصة تتطلب عقلاً جمالياً واعياً لمعنى التعبير والخطاب البصري وتقنياته الجمالية ، والذاكرة لا تنسى لقطات الخلود التي سجلها الأمهر والأكفأ من المبدعين من المصورين على مدى سنين طوال .
والآن ونحن نعيش في زمن المتغيرات والمفاجآت والاستثناءات التي يكثر فيها اللامعقول واللامتوقع في مختلف الميادين والحقول والفضاءات، فالعالم تسوده الدهشة والمفاجآت والأحداث والأفعال الجسيمة والتي تتطلب منا ترجمتها بصرياً وتوثيقها وعدها جزءاً من الثقافة كي يلعب التصوير الفوتوغرافي دوره الكبير في عالم التصوير، ولكي يتقدم المشهد الثقافي والفني في الحياة  بشكل يتعامل فيه مع الحرفة برسالة انسانية نبيلة وبشكل جمالي أخاذ.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.