الفوتوغرافي السوداني خالد بحر: من الحروف إلى الصور

الفوتوغرافي السوداني خالد بحر: من الحروف إلى الصور

  الفنان يقول إن صوره تهدف إلى رصد الحياة اليومية في السودان، وتوثيق الثقافة الشعبية، والتراثية خشية أن يأتي يوم وتندثر.

القاهرة ـ من سامر مختار

حين تسأل مصورا فوتوغرافيا، عن بداية مشواره كمصور، وماهو الدافع الذي كان وراء أن يمتهن مهنة التصوير الفوتوغرافي؟ ستتبادر للذهن دوافع مثل أنه كان متأثراً بأحد المصورين، أو كان ذلك نابعاً عن حب التصوير منذ الصِغر، أو لتأثره بالسينما. لكن الحال مع المصور الفوتوغرافي السوداني خالد البحر مختلفً تمامًا، إذ يقول أثناء زيارته القاهرة، إن القصة بدأت بقراءته للأدب، والرواية تحديداً، حيث كان خياله منهمكاً في تفصيل كل مشهد روائي، وتصوّر كل التفاصيل التي توصف من خلال السرد الروائي.

يقول خالد البحر إنه قرأ مصادفة كتاب رولان بارت “الغرفة المضيئة ـ تأملات في الفوتوغرافية” في مرحلة مبكرة من شبابه، في حين لم يكن يفكرأنه سيصبح مصورا، وحين يتذكر تلك المصادفة يبتسم ويقول عليَّ قراءة هذا الكتاب في ضوء تجربتي في التصوير.

قدِم بحر إلى مصر ليعرض بعضاً من أعماله في مركز “نبتة للفنون والثقافة” السوداني في القاهرة. حيث توزعت صوره الفوتوغرافية على جدران المعرض تحت عنوان ” الضفة الأخرى”.

عن اختياره هذا العنوان، يقول إن الهدف من المعرض هو تغيير النظرة النمطية للشعب المصري عن الشعب السوداني، ويرى أن صورة الشعب المصري للشعب السوداني مشوهة، وتعود إحدى هذه الأسباب إلى الصورة النمطية التي قدمتها السينما المصرية للرجل السوداني، والتي كانت تخفي وراءها نظرة عنصرية اتجاه الرجل ذو البشرة السمراء، وبشكل مباشر للشعب السوداني، باقتصار دوره في السينما المصرية في تأديته دور البواب، أو الطباخ، أو الخادم.

وتعود أسباب هذه النظرة برأي بحر إلى تضخم ” الأنا” عند بعض المصريين المشتغلين في حقل الفن والسينما، وعدم الإجتهاد من قبلهم في معرفة الآخر.

يعتبر بحر أن فن التصوير الفوتوغرافي مازال فناً حديث الولادة في السودان، وأكثر التجارب الفردية، والمميزة التي ظهرت، كانت لفنانين تشكيليين بالأصل، مثل تجربة الفنان التشكيلي السوداني عصام عبد الحفيظ.

ولقصيدة النثر دور في تشكيل وعيه الفني، إذ يقول بحر: رغم كثرة التجارب التي حاولت تشويه قصيدة النثر وتسطيحها، إلا أن هناك تجارب أثقلت تأملاتي البصرية، كتجربة الشاعر اللبناني أنسي الحاج، والعراقي سركون بولص، وعدنان الصايغ، وتجارب لشعراء من السودان أمثال عاطف خيري، وعثمان بشرى، وأنس مصطفى، ونصّار الصادق الحاج.

وعن تجربته في الكتابة، لا يرى نفسه كاتباً، وإن كان يعمل بشكل متقطع بالصحافة، أو كتابة نصوص أدبية، فهو لا يرى في تلك الكتابات إلا مجرد “تأملات”.

تتنوع المواضيع التي يتطرق إليها بحر في إعماله، كالتقاط صور للعبة المصارعة السودانية، والمعروفة باسم “مصارعة جبال النوبة”، أو في انكبابه على تصوير القرود في غابة السنط، إضافة إلى تصويره للمناظر الطبيعية في السودان من أشجار وأنهار، أو تصويره لمراكب الصيادين المنهكة.

وعن اختيارته لهذه المواضيع يقول بحر إن الهدف أوالدافع لاختياري هذه المواضيع، هو توثيق الحياة اليومية في السودان، ومن جانب آخر توثيق الثقافة الشعبية، والتراثية للشعب السوداني، خشية أن يأتي يوم وتندثر.

خالد بحرمن مواليد العاصمة السودانية الخرطوم في 1980، خريج كلية الاداب قسم علم النفس- جامعة النيلين.

أقام ثلاثة معارض للتصوير الفوتوغرافي، الاول في مركز مهدي للفنون في الخرطوم بعنوان ” نصوص بصرية 2013″،و الثاني بعنوان ” وميض “في معهد جوتة الالماني بالخرطوم، والأخيرفي شهر يوليو الماضي بعنوان الضفه الاخرى في مركز نبته بالقاهرة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.