يا مال الشام.. حكاية صناعة الفواكه المجففة بين الماضي والحاضر

 

شمسٌ… وسكّر… فاكهة الشام وهواؤها، وحرفيّةُ في الصنعة توارثتها الأجيال منذ مئة عامٍ تقريباً؛ تلك ببساطة أسرار لذّة الفواكه الشاميّة المجففة، وشهرتها على امتداد دول المشرق العربي.

نذير سويد (84 عاماً) شيخ كار حرفة الفواكه المجففة، وأقدم صنّاعها في دمشق؛ يروي لـ CNN بالعربية، من متجره بسوق “البزورية” الشهير: بدايات هذه الصناعة، التي يؤكد أنّها لا يمكن أن تنجح إلّا في الشام.

بدأت المهنة على أيدي عائلتي سويد والبرزة، وتحولتّ لصناعة حقيقية في أواخر ستينيات القرن الماضي، حينما انتقلت ورشاتها إلى غوطة دمشق، على مقربةٍ من مصادر الفواكه المتنوعة والجيّدة، وحيث تتوفر مساحات أراضٍ واسعة، تتيح لصانعيها، تعريض فواكههم للشمس ضمن شروطٍ مناخية خاصّة، تضمن جودة المنتج.

تمتد الروزنامة السنويّة لصناعة الفواكه المجففة في الشام على مدى ستّة أشهر (من أيّار/ مايو إلى تشرين الأول/ أكتوبر)، تبعاً لتوفر أصنافها الأساسيّة: الجوز الأخضر، المشمش (الفرنسي والتدمري)، الدرّاق، الأجاص (المسكاوي)، التفّاح (السكري)، الصبّارة (التين الشوكي)، تين (جبل الشيخ)، الخوخ (لسان الطير)، الباذنجان، ثم يأتي موسم الحمضيّات: النارنج، الكبّاد، والكرمنتينا.

وشهدت الفترة الممتدة بين السبعينيات والتسعينيات ذروة الأقبال على هذه المنتجات، بينما تعاني خلال المرحلة من ضيق السوق، وصعوبة التصدير، كما أدت سخونة الأحداث في مناطق (الغوطة) مع امتداد سنوات الحرب، لانتقال الصناعة مجدداً إلى ورشات صغيرة بالعاصمة السوريّة، لكنّها لازالت مستمرة، وبدأت منتجاتها تجد طريقها اليوم إلى شمالي أوربّا مع اتسّاع موجة النزوح السوري، بعدما فتح بعض اللاجئين من أبناء دمشق، أفقاً جديداً لتجارتها بالدول الاسكندنافية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.