http://www.arb-photo.com/

اعتزلو التصوير – بقلم فاضل المتغوي

فاصل المتغوي

مملكة البحرين

بين الفينة والأخرى يخرج لنا البعض يطالب المصورين بتجميد فكرهم وخيالهم وانطلاقتهم الفوتوغرافية بالتذرع أحيانا بأنها هواية مضيعة للوقت والمال والنقد الحاد لمحبي المغامرة والسفر وأحيانا أخرى بأن يعتزلوا الهواية إن لم تكن هي وجهة للاحتراف في المستقبل وانتقادات أخرى لاحصر لها !!!

وأختصر الموضوع في هذه القصة كان هناك رجل غني يساهم في التعليم بدعوة طلاب المدارس إلى قصره ومزرعته التي هي بمثابة حديقة حيوانات والتي يكتسب منها الأطفال المعلومات القيمة مع المتعة وذات يوم أجلسهم جميعا وقال لهم أود أن أقص لكم إحدى القصص .. عن رجل عجوز يعمل كمدرب خيول وكان لديه ولد وحيد وبعد وفاة أمه أخذه معه للعمل في إسطبلات الخيول وقد صعب على الإبن تلك الحياة من التنقل كل فترة من بلد إلى بلد ومن مدرسة إلى أخرى والتي أثرت على دراسته وأبطأته وجعلت منه متأخرا بين أقرانه وخلال أحد الفصول الدراسية طلب الأستاذ من الطلاب أن يكتب كل واحد منهم حلمه كمشروع مستقبلي ..عاد الولد للمنزل وأخذ بوضع حلمه على الورق الذي عصر معه قلبه والدموع تتقاطر على خديه حتى غفت عيناه.

وفي اليوم التالي .. ولإستخاف المدرس بالطالب الذي لديه فارق عمري بين زملائه أخرجه أمام الجميع وقال أرنا حلمك فأخذ الولد بشرح حلمه بوضع ورقة كبيرة على الحائط بها إسطبلات خيول ومباني بتفاصيلها الداخلية وبمساحه ٤٠٠٠ متر مربع، ضحك الأستاذ وضحك معه الطلاب وبعد يومين استلم الورقة وعليها دائرة حمراء مكتوب بوسطها صفر.
ذهب الطالب بعد إنتهاء الدرس إلى الأستاذ وقال له لم أعطيتني صفر !؟؟ قال الأستاذ لآن حلمك لايمكن تحقيقه فأنت صغير في العمر وليس لديك مال وأنت من عائلة فقيرة وحلمك يحتاج إلى مال وإذا أعدت صياغة حلمك وبفكرة إخرى سأعيد تقييمك. عاد الولد إلى المنزل وجلس يفكر طويلا.. وطلب من أبيه أن يساعده فقال له الأب لديك عقل وأنت حر فيما تذهب اليه إني أثق باختيارك. قرر الولد بعد اسبوع أن يعيد نفس الورقة ولم يغير بها شيء وقال للأستاذ تمسك بصفرك وسأتمسك بحلمي..

نظر الرجل إلى الجمع من حوله وقال لهم قد قصيت لكم هذه الحكاية لأنكم تجلسون في أرضي التي تبلغ مساحتها ٤٠٠٠ متر مربع وبها إسطبلات الخيول وأنواع كثيرة من الحيوانات والطيور ومازلت محتفظا بتلك الورقة التي كتبت عليها حلمي ولكن الأجمل من كل ذلك هو ماحصل قبل عامين عندما جاء ذلك الأستاذ مع ثلاثين طفلا وعند المغادره جاءني قائلا إسمع لقد كنت أستاذك وقد كنت سارقاً للأحلام وخلال تلك الأعوام سرقت أحلام الكثير من الأطفال ولكن لم أتغلب عليك فقد هزمني حلمك الذي لم تتخلّ عنه.

أدار الرجل عينه للأطفال الجلوس قائلا لاتسمحوا لأحدٍ أن يسرق أحلامكم اتبعوا قلوبكم وشغفكم مهما حدث .. انتهت القصة

أيها الأساتذة الكرام في هذا الفضاء الفوتوغرافي لاتسرقوا أحلامنا فإن لم تتمكنوا من الوصول لأهدافكم وتخليتم عن أحلامكم فهذه خياراتكم ولسنا مجبرين أن نأخذ بها ونتبعكم. نحن ماضون فيما نعشق ونؤمن به ..

دعونا نمضي في عشقنا وشغفنا لهذه الهواية بلا شروط وقيود وبلا سقف يحد من أحلامنا.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.