فكرة وصورة

محمد البصراوي: ما نحتاجه في الورش الفنية التعاون لإخراج فكرة.. وليس لإنتاج «صورة»

التعاون بين المصورين وتبادل الخبرات فيما بينهم يثري التنوع والإتقان والإلهام، وهذا ما نحتاجه في الورش الفنية المختصة بالتصوير الفوتوغرافي. فإن أغلب الورش التصويرية تقوم على أساس إنتاج صورة وليس إخراج فكرة وإيصال رسالة. فالأولى عبارة عن تقنية مدروسة في الإضاءة والتكوين ثم التقاط اللقطة وهذا هو الأغلب. أما إخراج الصورة لإيصال رسالة يكمن العمل الأصعب. في كثير من الورش يقوم جميع المصورين بالتقاط الصورة نفسها؛ وتكون النتيجة أن كل الموجودين لديهم نفس الصورة بلا جديد. وهذا طبعاً مؤسف على كل الأحوال! أما ما أقصده بالتعاون هو إكمال أو إنجاح فكرة مخرج الصورة في تجهيز وإعداد للصورة كتوزيع جيد لإضاءة تناسب فكرة العمل، وتجهيز الموديل من مكياج وملابس وغير ذلك. ولا يحق في هذا التعاون أن يلتقط الصورة إلا شخص واحد فقط وهو صاحب الصورة. وبهذا تحفظ حقوق المصور؛ فتنسب الصورة لصاحب الفكرة ومخرج العمل. أما المتعاونون معه في التصوير فيعتبروا مساعدين للمصور صاحب العمل.

الصورة تحتاج إلى فكرة تلامس ما نعايشه من أوضاع اجتماعية وسياسية واقتصادية؛ ومن هذا المنطلق يبدع الفنان في إخراج موضوع به قصة تلامس الواقع لمواكبة تلك الأوضاع؛ ويمزج الإخراج المتقن مع الرسالة الهادفة. وهذا ما أسعى للتركيز عليه في أعمالي؛ مثال على ذلك صورة (سجين التقنية) تعكس هوس المجتمع بالأجهزة المحمولة ومواقع التواصل. لابد برأيي أن تكون للفن رسالة وهدف وإلا أصبح مجرد توثيق أو حبس ظلال الأشياء “صورة جميلة ولكن بلا روح”!

ويضيف البصراوي: مثال آخر على التعاون في عمل المصور الفوتوغرافي محمد السقاف. بعنوان (هروب مومياء) الذي قمت بمساعدته بالقيام بدور المودل “المومياء” الغاضب الذي يحاول الهروب من مكدرات الحياة ولكن بلا جدوى. تم تجهيز الفكرة من قبل المصور صاحب العمل محمد السقاف، وتم إعداد الملابس المناسبة وتجهيزها ثم تقطيع الملابس وصبغ أجزاء منها باللون الأسود بعدما تم لبسها ليتمكن من تحديد المكان بدقة بعدها تم لفّ اليدين والوجه وعمل بروفا على اللقطة والتأكد من جاهزيتي للعب هذا الدور. وقبل كل هذا تم توزيع الإضاءة باحترافية من قبل المصور السقاف.

 


تصوير: محمد البصراوي

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.