دون الحاجه إلى وظيفة التركيز التلقائي

كاميرا لايترو .. ثورة جديدة في عالم التصوير

تروج شركة لايترو الأمريكية لكاميراتها الجديدة بأنها ثورة جديدة في عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث لا يحتاج المصور إلى وظيفة التركيز التلقائي، فهو يلتقط الصور أولاً، ثم يضبط دقة وضوح المواضع المرغوبة في الصور النهائية لاحقاً على الحاسوب من خلال برنامج مُخصص لذلك.

وتندرج كاميرا لايترو تحت كاميرات مجال الضوء، وهي تعمل على التقاط أكبر قدر ممكن من معلومات الضوء المتاحة، بدلاً من تركيز العدسات على نقطة محددة مثلما يحدث في الكاميرات التقليدية. ويتيح التصميم الخاص للكاميرا إمكانية القيام بذلك؛ حيث يسقط الضوء في الكاميرا لايترو من خلال شبكة مكونة من حوالي 11 مليون عدسة صغيرة.

وتؤكد الشركة، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقراً لها، أن كاميرا لايترو الجديدة تتمتع بدقة وضوح تبلغ 11 ميغاراي (أشعة ضوئية) كوحدة قياس جديدة تماثل وحدة ميغابيكسل المعتادة. ويتم إنجاز بقية الأعمال عن طريق أحد البرامج الذكية، الذي يقوم بتحليل المعلومات وتجميع الصور بالتركيز المطلوب.

كشاف يدوي

كما أن هذا المبدأ المبتكر يجعل كاميرا مجال الضوء لايترو الجديدة تبدو بشكل مختلف عن الكاميرات التقليدية، حيث إنها تشبه الكشاف اليدوي، وتوجد العدسة في طرف، وعلى الطرف الآخر توجد شاشة لمسية صغيرة، حتى يتمكن المصور من تجريب تأثير الصور على الفور، إلا أن هذه الشاشة لا تسمح برؤية تفصيلية للصور.

وبخلاف ما كان يُعتقد في السابق فإن الشكل غير المعتاد للكاميرا لا يتسبب في إزعاج المستخدم أثناء التصوير إلا بدرجة أقل، بل على العكس من ذلك فإنه يتيح للمصور مزيداً من الحرية في تجريب زوايا جديدة لالتقاط الصور. وبفضل تخلي كاميرا لايترو عن وظيفة التركيز التلقائي فإنه يمكن التقاط الصور بشكل أسرع. ويتمكن المصور من تشغيل وظيفة الزووم من خلال قيامه بحركات مسح بطول جسم الكاميرا.

ويظهر تأثير الكاميرا بشكل قوي للغاية عندما يكون موضوع التصوير قريباً من الكاميرا تماماً، مثل زهرة أو فنجان قهوة. ويبدو التأثير مختلفاً بعض الشيء عندما يكون موضوع التصوير أبعد. ويتمكن المصور عن طريق نقرات على مواضع مختلفة من الصورة زيادة وضوح المقدمة أو الخلفية، بينما تكون بقية الصورة غير واضحة.

ومع ذلك ينطوي مفهوم مجال الضوء على بعض القيود، وخاصة دقة الوضوح المنخفضة، وهو ما يجعل كاميرا لايترو حساسة للحركات السريعة أو الإضاءة الخافتة. علاوة على أنها ليست الكاميرا التي تتيح للمصور التقاط صور بسرعة أثناء المشي، حيث تزداد احتمالية عدم وضوح الصور، وتظل على هذا الحال. كما أن محدودية قدرات كاميرا مجال الضوء لايترو تظهر عند تصوير سيارة مسرعة.

وبالإضافة إلى ذلك يتدهور التأثير السحري بشكل ملحوظ، كلما ابتعد موضوع التصوير الثاني عن الكاميرا. فإذا رغب المصور مثلاً في التقاط صورة لاثنين من المباني يفصل بينهما 100 متر تقريباً، فغالباً ما تظهر صورة عادية للغاية، بل إنها تكون بدقة وضوح أسوأ من استعمال الكاميرات التقليدية الحالية. وعند التقاط “صورة مفعمة بالحيوية” مؤثرة للغاية فإنه يتعين على المصور استغلال بعض الطاقات الإبداعية. وهذا يوضح أن كاميرا لايترو لا تزال في بدايتها وتعتبر بمثابة ساحر متدرب وليست كساحر متمرس ومحترف.

ومن العيوب الأخرى أن الصور المفعمة بالحيوية لا تتوافر بشكل رقمي إلا عن طريق برنامج Lytro أو الموقع الإلكتروني للشركة الأمريكية، ويمكن للمستخدم من موقع الشركة تضمين الصور الرقمية في موقعه الإلكتروني أو مشاركتها مع الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت “فيس بوك”.

تصوير إبداعي

ولإتاحة المزيد من الحرية أثناء التصوير الفوتوغرافي تشتمل كاميرا مجال الضوء لايترو، إلى جانب الوضع القياسي «Everyday» المخصص للتصوير خلال الحياة اليومية، على وظيفة التصوير الإبداعي «Creative». وفي هذا الوضع تتصرف الكاميرا لايترو مثل الكاميرات التقليدية بعض الشيء، حيث تتيح إمكانية التركيز على نقطة معينة من الصورة. وتتمثل ميزة هذا الوضع في أنه يمكن تقريب الأجسام وموضوعات التصوير أكثر نحو العدسة. ولكن في الوقت نفسه تتدهور ميزة سرعة الكاميرا نوعاً ما.

وفيما يتعلق بفلاتر الألوان الشائعة فإن كاميرا لايترو تخطو خطوة أبعد، حيث يتمكن المصور من إضفاء تأثير الأبيض والأسود على الخلفية أو المقدمة فقط أو تغييرها باستخدام التأثيرات الأخرى. ومن الحيل الجديدة نسبياً إمكانية جعل بعض الأجسام تهتز في الصورة. ولا تتوافر حتى الآن أية برامج من الشركات الأخرى لتحرير الصور التي يتم التقاطها بواسطة كاميرا لايترو.

وتقدم الشركة الأمريكية كاميرا مجال الضوء لايترو بسعتين مختلفتين للذاكرة، ويوفر الإصدار 16 غيغابايت مساحة ذاكرة لتخزين 750 صورة ويتكلف حوالي 760 دولاراً أمريكياً ويأتي باللون الأحمر فقط، في حين أن الإصدر الأصغر بسعة 8 غيغابايت يسع حوالي 350 صورة ويتوافر بتكلفة تبلغ نحو 630 دولاراً أمريكياً، ويتوافر باللون الوردي والجرافيت والفيروزي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.