https://fbcdn-profile-a.akamaihd.net/hprofile-ak-xfp1/v/t1.0-1/p100x100/
Yahya Massad

إتحاد المصورين العرب .. (الأمآل والطموحات)
المؤسسات الفوتوغرافية العربية تحت المجهر – الجزء الثاني

طرح القضايا عن المصورين و المؤسسات الفوتوغرافية العربية ليست عشوائية .. الغاية هي الإصلاح والتغيير الهادف الذي لا بد أن يكون على جميع أجزاء الهرم إبتداء من القاعدة إنطلاقاً للقمة .. والمؤسسات المعنية بالجزء الأول هي الجمعيات والنوادي والصالونات الفوتوغرافية العربية والتي هي القاعدة الأساسية للهرم, وما بين القاعدة ورأس الهرم هناك المصورين بكافة مستوياتهم وساتكلم عنهم في جزء خاص بهم للربط ما بين القاعدة والقمة.. وبهذا الجزء الثاني سننطلق من القاعدة إلى رأس الهرم مباشرة و الذي يمثله مجازاً إتحاد المصورين العرب.

الأمر ليس مرهون بي شخصياً فهذه قضايا مجتمعية تهم جميع محبي التصوير.. المبتديء والهاوي والمحترف .. هذه القضايا ليست لخلق أي إشكالات وليست لتصفية حسابات أو للإطاحة بأي مؤسسة فوتوغرافية أو أشخاص .. فأنا شخصياً أؤمن برمزية جميع المؤسسات الفوتوغرافية العربية ودورها وأحترم جميع القائمين عليها وتربطني بغالبيتهم علاقات ودية بعضها شخصية منذ سنين طويلة ..

هدفي وهدفنا جميعاً الصالح العام والإرتقاء بالحركة الفوتوغرافية العربية والمصورالعربي الذي هو جل همنا وإهتمامنا وكذلك الرقي بدور مؤسساتنا الفوتوغرافية ودعمها وخلق الوعي الثقافي وحب الخدمة المجتمعية وروح الإنتماء لهذا الفن والمهنة بما يتناسب مع أحلامنا وطموحاتنا.

أرجوا من الجميع الإلتزام التام بالأخلاق الحميدة في الردود والتعليقات لنعكس مدى وعينا وثقافتنا وقدرتنا على التغيير بأسلوب يعكس شخصياتنا وأهدافنا النبيلة وعدم السماح بالإساءة لاي شخصية أو مؤسسة.

ساهم العراق ومكانته العربية والدولية بدعم الحركة الفوتوغرافية العربية بشكل كبير وكان له الدور الأكبر في الحضور الفوتوغرافي العربي والدولي في مهرجاناته السنوية والمعارض التي كانت تقام على أرضه آنذاك والتي كانت الجمعية العراقية للتصوير ترعاها وتنظمها سنوياً حتى في أوقات الحصار الجائرالمفروض نتيجة الحرب على العراق.

في عام 1993م قام وفد من الجمعية الأردنية للتصوير والتي كانت آنذاك (تحت التأسيس) بتلبية دعوة من الجمعية العراقية للتصوير للمشاركة في مهرجان نيسان الدولي والذي كان يعتبر أكبر تظاهرة فوتوغرافية عربية في ذلك الوقت .. ضم الوفد الأردني كل من الزملاء مع حفظ الألقاب.. صالح مساد / محمد عبدالنبي / أديب عطوان / نايف مراشدة / خلدون أبو طالب / يحيى مساد / وهم أعضاء مؤسسين في الجمعية الأردنية للتصوير.. حيث قام الوفد الأردني وعلى هامش فعاليات المهرجان يتقديم ورقة عمل للمطالبة بتأسيس إتحاد عربي للمصورين .

فتأسيس إتحاد للمصورين العرب في تلك الفترة وفي بغداد بالذات كان له دلالات رمزية واضحة كبيرة ومعاني عميقة أكبر من مجرد تجمع مصورين بل كان يرمز إلى وحدة الشعوب العربية وتلاحمها وإن ما عجزت عنه السياسة فيمكن تحقيقه من خلال الفن والتصويرالفوتوغرافي تحديداً.

كانت آمالنا وطموحاتنا كبيرة بتأسيس إتحاد عربي للمصورين للأخذ بيد الجميع والتنسيق بين جميع المؤسسات الفوتوغرافية العربية من أجل تنظيمها ومراقبة أدوارها لخدمة التصوير والمصورين بشكل جاد وحقيقي بعيداً عن الشللية والطموحات الشخصية التي تخدم أشخاص دون غيرهم كي تبقى المؤسسات تعمل وفق ما تأسست عليه خدمة للتصوير والمصور المحلي في كل بلد والمصور العربي بشكل عام.

كانت البدايات تحمل الكثير من الأمآل والطموحات في ذلك الإتحاد .. ففي عام 1999 تم الإعلان عن تأسيس الإتحاد تحت مسمى إتحاد المصورين العرب ومقره الرسمي بغداد – العراق .. وتم إقرار النظام الداخلي له وأهدافه ليكون المظلة الرسمية التي تنطوي تحت لوائه جميع المؤسسات الفوتوغرافية من جميع البلدان في الوطن العربي .. وفي أولى جلساته تم إختيار ممثلين له من عدة دول عربية ممن كان لهم تواجد في المهرجانات انذاك بعضهم كان يمثل جمعيات من بلادهم وبعضهم كانوا يمثلون أنفسهم كمشاركين.

واجه الإتحاد الكثير من التحديات في بداياته نتيجة الحصار المفروض على العراق .. ومع بداية الحرب الشرسة وإحتلال بغداد ونزوح الكثيرين من العراق تم تجميد الإتحاد .. إلى أن تم إعادة إحياءه في دبي أولاً ثم الشارقة – دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون مقراً له.

بعد مرور سبعة عشرعاماً على تأسيس الإتحاد كان لا بد من إعادة تقييمه وإنجازاته وفق أهدافه ومخططاته التي تم الإعلان عنها في نظامه الداخلي وهذا حق لجميع الذين ينتمون لهذه المؤسسة وغيرهم ممن يسعون للإنضمام إليه من مؤسسات كالجمعيات والنوادي والصالونات الفوتوغرافية العربية وكذلك الأفراد.

خلال دراسة قمنا بها للنظام الداخلي لإتحاد المصورين العرب وجدنا أن أهداف إتحاد المصورين العرب المنصوص عليها في نظامه الداخلي والمحصورة في / الفصل الأول / المادة 4 / والمادة 5/ تدعو لتوطيد التآخي وأواصر الصداقة والإتصال والتعاون وتطوير المهنة وإعداد الكوادر المهنية وتدريبها وإقامة المعارض والمسابقات ونشر البحوث وتشجيعها وإصدار المطبوعات من مجلة شهرية أو دورية وكذلك حماية المنتسبين له وحفظ حقوقهم وحريتهم وحرية التعبير وإصدار قانون الملكية الفكرية .. ولكن ما تبقى من فصول وبنود في النظام الداخلي لإتحاد المصورين العرب والمكون من أربعة فصول وإثنان وثلاثين مادة وتندرج تحتها عدة بنود إن ثلاثين مادة منها تختص بالتسميات والتعريفات والتشكيلات الهرمية وتقسيم الأدوار الإدارية والصلاحيات والإنتخابات .. إن مثل هذه الأهداف المذكورة في المادة 4 والمادة 5 والتي لا نقلل من شأنها سنجدها مذكورة في أي نظام داخلي لأي جمعية فوتوغرافية عربية مهما كان حجمهما ودعمها وعدد أعضائها .

لا شك إن إتحاد المصورين العرب وبما يتوفر له من إمكانيات ودعم مادي ومعنوي كان لا بد له أن يحقق الكثير من أهدافه المنصوص عليها في نظامه الداخلي والتي لو تدارسناها عن كثب لوجدنا إن تحقيقها ليس بالمعضلة الكبيرة أو المستحيلة على عدد السنوات السبعة عشر وهي عمر الإتحاد منذ التأسيس .. حتى إن بعض الجمعيات الفوتوغرافية العربية النشيطة لها إنجازات تعدت إنجازات الإتحاد في عمر أقل رغم انه لا يتوفر لها مثل ما يتوفر للإتحاد من دعم مادي ومعنوي و مكانة.

فإتحاد المصورين العرب ليس من صميم عمله مشابهة ومنافسة الجمعيات والنوادي والصالونات الفوتوغرافية العربية في أدوارها وهدر وقته وجهده والدعم المادي الذي يصله وموارده في مثل نشاطاتها, بل كانت الآمال معقودة عليه للتغيير وفتح ذراعية بحكمة لضم جميع المؤسسات الفوتوغرافية تحت مظلته وتنظيمها ورسم خارطة جديدة للحركة الفوتوغرافية العربية وتوجيهها نحو المستقبل وفق نظام خاص ورؤية شمولية وتوحيد جميع الصفوف للوصول إلى العالمية آخذا بعين الإعتبار الإهتمام الكلي والجاد بالمصور العربي الذي هو الأساس في جميع تشكيلات الجمعيات والمؤسسات التي يمثلها الإتحاد .. إلا أن الأمآل و الطموحات رغم ضألتها قد تبخرت.

خلال الأربعة سنوات الماضية عدة لقاءات جمعتني مع العديد من الأشخاص من إدارة إتحاد المصورين العرب سواء بشكل شخصي أو عبر وسائل التواصل المتاحة شرحت وتباحثت معهم في كثير من القضايا الهادفة للتغيير وتقديم النصح للتطوير وفض النزاعات بين الإتحاد وأطرافه من الجمعيات والتي تعتبر الأساس لتشكيله .. وتلك الخلافات أغلبها ما زال قائم حتى اللحظة تحت عدة ذرائع منها تعديل إلنظام الداخلي أو الموافقات الرسمية أو وعود بإجتماعات مع أطراف الخلاف والتي لم تحصل ابداً مما أدى إلى إنسحاب بعضها من عضوية الإتحاد و بعضها قام بتجميد عضويتة لحين فض النزاعات بينهم .. فلست أدري إن كانت الجمعيات ليست من صلب إهتمام الإتحاد أو أن هناك أسباب خفية لا نعلمها كي تبقى جميع العلاقات بينهما في حالة من التوتر الدائم.

المصور العربي والمؤسسات الفوتوغرافية العربية وإتحاد المصورين العرب يشكلون هيكل هرمي مكون من قاعدة وجسم ورأس .. وكل جزء من الهرم يعتمد على ما قبله أو ما يليه . فإذا كان المصور العربي والذي يُعتبر اللبنة الأساسية في بناء الهرم واقع بين قاعدة الهرم التي تمثلها مؤسسات هشة متفككة متصارعة وبين قمة الهرم التي تمثل إتحاد المصورين العرب الذي لا يقل وضعه عن اي مؤسسة فماذا نتوقع مصيره؟ آخذاً بالإعتبار المسؤوليات التي تقع على عاتق المصور والتي سأتكلم عنها في جزء خاص قادم إن شاء الله.

لن أطيل الشرح أو الدخول في التفاصيل أكثر ولكن سأطرح بعض الأسئلة التي من الواجب الحصول على إجابات عليها لربما ستكون البداية لزوال الغمام ولتتفتح الأذهان والآفاق لبداية عصر جديد ليكون التصوير العربي في مكانته الصحيحة وليكون المصور العربي هو المحور الحقيقي كي لا يكون الوضع أشبه بمسرح الدمى التي تحركها الخيوط من مكان خفي على المشاهدين .. وستكون هذه الاسئلة موجهة إلى إتحاد المصورين العرب لأنه الرمز والمظلة المفترض أن تنطوي تحت لوائه كافة ألمؤسسات الفوتوغرافية الرسمية العربية والتي تمثل دولها وكل مصور منتسب أو غير منتسب لها.. وقبل طرح الأسئلة فأنه من حقنا جميعا الحصول على إجابات واضحة صريحة دون لبس :

السؤال الأول :- ينص النظام الداخلي للإتحاد لعام 1999 – الفصل الأول / المادة 5/ البند/1 على : (( ضمان حرية التعبير لدى المصورين وفق أسس ملتزمة و(توفير الحصانة) لهم أثناء أداء عملهم والمحافظة على كرامتهم وضمان حقوقهم وحرمة مكان عملهم)) .. السؤال هنا : هل يتطابق هذا مع ما هو على أرض الواقع .. ولماذا لم يتم تأسيس دائرة لحماية وحرية المصورالفوتوغرافي العربي أسوة بنقابة الصحفيين ولجان المصورين الصحفيين؟.

السؤال الثاني :- في النظام الداخلي ليس هناك أي نص صريح عن تعريف للمصور (المبتديء / الهاوي / المحترف) .. كذلك ليس هناك أية شروط أو مواصفات للعضوية أو من يحق له أن يكون عضواً في إتحاد المصورين العرب.. لماذا؟.

السؤال الثالث :- ما هي الأسباب التي من أجلها تعزف أغلبية جمعيات التصوير من الإنضمام إلى إتحاد المصورين العرب؟

السؤال الرابع :- كم عدد الجمعيات الفوتوغرافية العربية الرسمية المسجلة تحت لواء إتحاد المصورين العرب وكم عدد أعضاء كل جمعية؟ (لم يتم نشر أي إحصائيات).

السؤال الخامس :- ما هو العدد الأدني للأعضاء لأي جمعية تصويرعربية ترغب بالإنضمام إلى إتحاد المصورين العرب لتمثبل بلادها فيه وكم يجب أن يكون قد مضى على تأسيسها؟ (غير وارد في النظام الداخلي)

السؤال السادس :- متى كانت أول إنتخابات رسمية في إتحاد المصورين العرب ومتى كانت آخر مرة شملت جميع الفروع في الدول العربية .. وهل الهيئات الحالية الموجودة تم تعيينها حسب الأصول المنصوص عليها في النظام الداخلي ؟

السؤال السابع :- لماذا لا يكون فرع إتحاد المصورين العرب في كل دولة قائم من خلال الهيئة الإدارية للجمعيات أو النوادي أو الصالونات المناط بها الإدارة الرسمية لها أو بالتنسيب والتنسيق معها على الأقل؟

السؤال الثامن :- إذا كان هناك أكثر من مؤسسة فوتوغرافية رسمية في دولة واحدة فكيف يتم التنسيق بين هذه المؤسسات وخاصة إذا كان هناك خلافات بينهما وأحداها فقط مسجلة في إتحاد المصورين العرب ؟.

السؤال التاسع :- ينص النظام الداخلي للإتحاد لعام 1999 – الفصل الأول / المادة 5/ البند/6 على : ((إنماء الوعي النقابي بين صفوف المصورين العرب وتشجيع إنشاء النقابات والجمعيات والنوادي التي توحد نشاطاتهم وفعالياتهم الفنية في أقطار الوطن العربي وبما ينسجم وقوانين الدولة المعنية)).
سؤالي : لماذا يسمح الإتحاد لأي شخص الحصول على عضوية إتحاد المصورين العرب من خلال فروعه في أي دولة دون أن يكون العضو مسجل في مؤسسة بلده الرسمية (جمعية/نادي/صالون) والتي من المفروض أنها تمثل دولته فوتوغرافيا سواء كانت عضواً في الإتحاد أم لا .. ألا يتنافى هذا مع نص النظام الداخلي السابق وأهداف الإتحاد؟

السؤال العاشر :- في النظام الداخلي للإتحاد الفصل الثالث / الإنتخابات / مادة (28) / البند رقم (1) ورد فيه ((ويحق للهواة حضور الإنتخابات من دون الترشيح والتصويت حيث يقتصرالترشيح والتصويت على الأعضاء المحترفين حصراً.
سؤالي هو : ما هو تعريف المصور المحترف في إتحاد المصورين العرب.. ولماذا يتم منح بطاقات عضوية (مصور محترف) لاعضاء ما زالوا مبتدئين ؟.

السؤال الحادي عشر :- إذا كان دور إتحاد المصورين العرب أو فروعه إقامة المعارض والمسابقات والندوات والمحاضرات وفتح باب الإنتساب للحصول على عضويته مباشرة بعيداً عن الجمعيات الرسمية المختصة في كل دولة عربية .. فما دور تلك الجمعيات ولماذا تأسست في الأصل؟ وما الغاية من إنضمامها تحت راية الإتحاد والتي تقوم فروع الإتحاد بمنافستها؟

السؤال الثاني عشر :- منذ تأسيس إتحاد المصورين العرب عام 1999 وحتى عام 2016 وما زال رؤساء الفروع وأعضاء الأمانة العامة هم أنفسهم ولم يتم تغيير أحد منهم سواء بإنتخابات رسمية أو بشكل عارض, فهل هم فعلاً يمثلون مصورين بلادهم رسمياً أم يمثلون الإتحاد فقط في دولهم ؟ وما هي الأسس التي على ضوئها تم تنسيبهم وتعيينهم أو إنتخابهم؟.

السؤال الثالث عشر :- في الفصل الثاني / المادة 8 / البند 3 / من النظام الداخلي لإتحاد المصورين العرب / جاء فيه ((تقتصر عضوية الهيئات القيادية للإتحاد (المكتب التنفيذي و الأمانة العامة) على المصورين الصحفيين المعتمدين اصولاً …. الخ.
سؤالي هو : لماذا تم تحديد إختيار المصورين الصحفيين لعضوية الهيئات القيادية للإتحاد دون غيرهم في إتحاد تأسس أصلاً للتصوير الفوتوغرافي بكافة أنواعه؟ أليس التصوير الصحفي نوع من أنواع التصوير الفوتوغرافي المتعددة؟.

السؤال الرابع عشر:- لماذا لم يصرح إتحاد المصورين العرب في نظامه الداخلي عن موقفه من العنصرية أوالطائفية أو الجنس أو اللون أو الدين؟.

السؤال الخامس عشر :- لماذا لا يتم نشر النظام الداخلي منذ التأسيس لإتحاد المصورين العرب وما طرأ عليه من تعديلات لاحقة حتى اللحظة ؟.. أليس هذا حق للجميع للإطلاع على النظام الداخلي والتعديلات والمستجدات للتعرف على ما لهم وما عليهم كنظام معمول به ؟.

السؤال السادس عشر :- هل من سبب يمنع الإتحاد من تعريفنا بالتشكيل الهرمي له و وهيئات ومجالس إتحاد المصورين العرب و بالشخصيات التي تحتل مناصب فيه وتاريخ عضوية كل منهم وكذلك تاريخ إستلامهم مناصبهم؟.

الإعزاء المصورين و المصورات الكرام … لست هنا أقوم بدور القاضي أو الجلاد بحق أحد .. ولكن من حقنا كمنتسبين ومحبي لهذا الفن وهذه المهنة إنارة الطريق أمام الجميع للوقوف على ما خفي من جوانبه من أجل مستقبل مشرق للأجيال القادمة والتي تقع مسؤوليتهم علينا جميعاً.
من حقنا جميعاً أن تكون المؤسسات التي تمثلنا أو لنا أمنية لنكون جزء منها تمثيلنا محلياً وعربياً ودولياً لتعكس أحلامنا وطموحاتنا وأخلاقنا وتراثنا وليس لإقامة المعارض والمسابقات لعرض أعمالنا فقط .. فذلك ليس أعلى طموحاتنا وأحلامنا .. فتركيز إتحاد المصورين العرب على هذا الجانب أكثر من غيره أفقده مصداقيته وقدرته على بناء جسم فوتوغرافي عربي أساسه الجمعيات والنوادي والصالونات الفوتوغرافية العربية التي تحتاج إلى أكثر من إقامة معارض و مسابقات وكأنها الهم الأكبر للمصور العربي .

فلو نظرنا إلى محيطنا الفوتوغرافي العربي لوجدنا أن هناك مسابقات وجوائز عربية تقوم بهذا الدور ورغم سنواتها القصيرة منذ نشأتها تفوقت حتى على الجوائز العالمية بأدائها وأصبح لها مكانتها وإهتمام الإعلام العربي والعالمي بها .. فإن كانت المنافسة مطلوبة فعلى إتحاد المصورين العرب القيام بواجباته ومسؤولياته ودوره الحقيقي الذي تأسس عليه أولاً.

كان الأجدى بإتحاد المصورين العرب إعادة ترتيب بناءه الداخلي إبتداء من إعادة صياغة نظامه الداخلي الذي يعتبر دستور وقانون ومرجعية لمسيرته مع التركيز على الأهداف الخاصة بالمؤسسات الفوتوغرافية والمصور العربي ككيان واحد غير مجزأ على إعتبار أنه الأساس من نشأته وفكرة وجوده.

كان على إتحاد المصورين العرب وضع إستراتيجية خاصة وخطط عمل مرنة قابلة للتطبيق تتوافق مع متطلبات الحالة ولو تطلب الأمر الإستعانة بمختصين وخبراء من أجل تحقيق ذلك .. وكان يجب أن تكون هناك رؤية خاصة لتلك الخطط من أجل تحقيق الأهداف المرجوة التي يكمل بها بناءه الخارجي ليكون بناء متين.

فكرة إتحاد المصورين العرب يوازي مفهوم جامعة الدول العربية ولكن بشكل مختص في الشؤون الفوتوغرافية العربية .. ويمكن للجميع البحث في غوغل عن (تعريف جامعة الدول العربية) والتعرف على مفهومها وسياستها والغاية من إنشائها.

وطالما أن الإتحاد مسجلاً في (مجلس الوحدة الاقتصادية العربية) بجامعة الدول العربية, كما صرح رئيس المكتب التنفيذي لإتحاد المصورين العرب .. فكان الأجدى أن يستنبط الإتحاد من مفهوم جامعة الدول العربية تعريفها وأهدافها في نظامه الداخلي وإستراتيجيته بشكل مختص بشؤون الفوتوغراف ليخدم جميع المؤسسات الفوتوغرافية العربية في الدول العربية بشكل إحترافي.

ولهذا إيماناً مني بالإصلاح وليس الهدم .. اقترح على إدارة الإتحاد الحالية ممثلة بكل هيئاتها المبادرة وكخطوة أولى للإصلاح إتخاذ قرار جريء عاجل وفق الأصول لتدارك الأخطاء وتسليم النظام الداخلي إلى مجلس وصاية مؤتمن مختص لإعادة صياغته بما يتناسب مع تطلعات واقع الحركة الفوتوغرافية العربية ومستقبلها يخدم الصالح العام آخذين بعين الإعتبار وضع ميثاق لأخلاقيات المهنة ليكون معمول به بتوازي مع النظام الداخلي أو جزء منه .

الزملاء والزميلات المصورين والمصورات العرب .. إن لم نكن نسعى للتغيير فلا يجب أن نبقى على الحياد السلبي .. ومن يدافع عن قضايانا ليس بالضرورة إنه صاحب أجندات ومصالح شخصية .. وإن كنت تشك بذلك فلن تخسر شيءً لو اعطيت فرصة لكل طرف ليدافع عن حقك ليكون حكمك صائباً وأخذ الجانب الذي هو حق لك .. فقد آن أوآن التغيير .. إما التغيير الآن أو يبقى الوضع على ما هو عليه.

ففتح الملفات و القضايا للصالح العام لا يعني بالضرورة إعلان الحرب من أي طرف بل هي هدنة للإصلاح للمصلحة العامة .. فيدنا دائماً ممدودة للمساعدة وليست للطعن من الخلف .. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فإن أحسنت فمن الله، وإن أسأت فمن نفسي والشيطان .. اللهم إني قد بلغت فاشهد.

ملاحظة :
أستند بعض نقاط هذا الطرح على النظام الداخلي (المعدل) لإتحاد المصورين العرب الصادرمن بغداد في الثلاثين من ابريل لعام 1999 وذلك لعدم توفر أي نسخة حديثة منشورة للنظام الداخلي مع التعديلات التي تلت إصدارعام 1999.

2016/9/28
يحيى مساد
#Yahya_Massad 

 

https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xtp1/t31.0-8/

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.