يعزف الناس عن معارض التصوير بسبب الاعلام

فنانات التصوير الضوئي ينافسن الرجال ويطلبن موطئ قدم
غادة البشر – الهفوف

لا تزال فنانات التصوير الضوئي يعانين من مشكلة أساسية تدور حول عدم تفهم المجتمع لهن ووضع صعوبات أمامهن، وتطالب فنانات التصوير الضوئي بإتاحة الفرصة لهن للمشاركة في المعارض وفعاليات التصوير المختلفة وتشجيعهن للتعبير عن مواطن الجمال سواء من خلال توفير الدراسات الأكاديمية الخاصة بذلك أو إعطائهن فرصة للمشاركة في فعاليات ومعارض التصوير المختلفة.

دراسات أكاديمية

تقول فنانة التصوير الضوئي وفاء الأحمد إن كثيرا من الناس يعتقد بأن التصوير شيء سهل ولكن الحقيقة أنه مثلما يرصد فنان الفن التشكيلي بريشته نواحي الجمال المصور يرصد بنظرته الفنية الخاصة أدق وأروع صور الجمال من خلال تركيزه على زاوية الجمال التي لا يتسنى للمصور العادي التقاطها، وتتحدث وفاء عن ضعف شهرة التصوير الضوئي وعدم نيله لحقه ووضعه بين الفنون الأخرى. وتوضح بأن أهم العوامل التي أدت لذلك هي أنه لا يوجد معرفة بفن التصوير الضوئي وأن له متخصصين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد دراسات أكاديمية تعطي هاويات هذا الفن فرصة أن يتحولون لمبدعات كما يحدث بالخارج. كذلك لا توجد معارض تعطي الناس ثقافة بصرية يستطيع المتردد عليها التمييز بين الرائع والجيد. بالإضافة إلى أن الإعلام لم يسلط الضوء على التصوير الضوئي ولم يمنحه حقه بالرعاية والتعريف كما يفعل مع الفنون الأخرى.

وتبين وفاء أن الوعي الفني تقع مسؤوليته على الفرد أولا وعلى الجهات المسئولة ثانيا مثل جمعية الثقافة والفنون وتؤكد أنهم بحاجه إلى دعم معنوي حقيقي لإثبات وجودهم بالإضافة لحاجتهم لورش عمل ومحاضرات ومعارض لفن التصوير الضوئي. بحاجة لأن يعترف بهم كفنانين وفنانات ومن ثم إعطاؤهم تصريحات تمكنهم من التصوير بالأماكن العامة والتراثية خاصة مع الكم الكبير من الرعب لدى الناس من الكاميرا خاصة وأنه حتى بعد صدور تصريح من وزارة السياحة بالتصوير لم يمكن تطبيقه حتى الآن لقلة الوعي، وطالبت وفاء بأن تهيئ جمعية الثقافة والفنون الفرصة لهم لتكوين جماعة رسمية للتصوير الضوئي بالأحساء بدل الاجتهادات الشخصية والفردية فالفنان الضوئي من شأنه أن يبرز جمال منطقته وحضارتها وتراثها ليصبح سفيرا لجمال منطقته وبلده ومن حقه أن يأخذ وضعه خاصة وأن فناني وفنانات التصوير الضوئي بالأحساء يملكون موهبة ومهارة عظيمة بالتصوير ودليل ذلك فوزهم بالمراكز الستة الأولى في معرض سنابس للتصوير الضوئي الذي أقيم بالقطيف منذ فترة.

معاناة مشتركة

وتشير وفاء إلى أن فناني فن التصوير الضوئي رجالا ونساء يعانون ولكن معاناة الرجال تهون من النساء وذلك أن الرجال بإمكانهم عمل ورش عمل مشتركة فيما بينهم وتطوير أنفسهم بالدراسة وأخذ أحدث الدورات بالخارج طالما هي لا تتوفر هنا بالإضافة لقدرتهم على السفر وحرية التنقل التي تفتح لهم المجال الواسع للمشاركة في المعارض المختلفة داخل وخارج البلاد.

وتضيف وفاء إن أهم المعوقات التي تعيق المرأة عن ممارستها لفن التصوير الضوئي محدودية الحركة والتنقل بسرعة ويعزز ذلك عدم توفر المواصلات لها وبالطبع لا يتسنى لها القيادة ولهذا نجد المرأة تبدع وتركز على التصوير الداخلي أكثر من التصوير الخارجي والطبيعة. بالإضافة لعدم قدرتها على المشاركة بالمعارض الخارجية أو السفر للخارج للدراسة وتطوير الذات.

وتؤكد وفاء أن المرأة تضطر لأن تبذل جهدا مضاعفا لتثبت موهبتها للناس ولتقول للعالم كله إنها موجودة.

وأشارت إلى أن مسألة الدعم ليست قاصرة على الجهات المسئولة عن رعاية الثقافة والفن والأدب فحسب بل هي أيضا تشمل الأهل فمن الواجب على الأهل دعم موهبة أبنائهم وتشجيعهم.

تطور سريع

أما منى المعيقل إحدى الهاويات لفن التصوير الضوئي والتي شاركت في بعض المعارض بلوحات رائعة فقد عبرت عن أملها في إعطاء فن التصوير حقه من الاهتمام من قبل المعاهد وتطوير دوراته خاصة وأن فن التصوير الضوئي يتطور تطورا سريعا ومستمرا ويحتاج لمواكبته.

وأكدت منى اعتمادها على سلوك أسلوب التعليم الذاتي لرفع مستوى مهارتها بالتصوير وترى ضرورة احتضان مواهبهن ودعمها وتدعو لضرورة إقامة جماعة لفن التصوير الضوئي يمكن من خلالها تبادل الخبرات والتعاون لإبراز فن التصوير الضوئي كي ينال وضعه الذي يستحقه.

معوقات مختلفة

من جانبهم فإن هذه العوائق لا تقتصر على الفنانات فقط بل تمتد لكي تشمل حتى الفنانين من الرجال، يقول فنان التصوير الضوئي جاسم الجاسم إن فن التصوير الضوئي فن جميل يعتمد على النظرة المتذوقة والإبداعية للفنان ولكن هناك العديد من المعوقات التي حدت من إبرازه لدينا منها عدم وجود خطة تسويقية جيدة له ولفنانيه وعدم وجود وعي وثقافة لدى الناس أو لدى بعض الجهات وهذا ما يصيب الناس بالخوف من الكاميرا عندما يرونها بالشارع وبالتالي يحدّ من حركتهم ويعرضهم للمشاكل حتى بالأماكن العامة ومن ذلك موقف تعرضهم للكلام الجارح والتحقيق عند خروجهم للتصوير على البحر، بالإضافة إلى المعوقات الأخرى ومن بينها العدد القليل جدا من المجلات العربية بهذا المجال وغياب الدورات المتخصصة وعدم وجود جماعة رسمية لفن التصوير الضوئي بالاحساء، وبالنسبة لجمعية الثقافة والفنون يرى الجاسم أن الجمعية قدمت دعما جيدا لهم ومن ذلك توفير مقر لهم لتكوين جماعة خاصة بهم للجمعية ولكنه بحاجة لعدد من التعديلات ولتوفير معدات ضرورية وذلك يحتاج لتعاون مادي بين جميع فنانين التصوير الضوئي بالاحساء كي يتسنى تحقيقه.

اعلام ومعارض

أما شعيب المسعود الحاصل على المركز الثالث في مسابقة أجمل الصور بالاحساء فينوه بأن أقوى المعوقات التي يواجهونها هي وجود شريحة كبيرة من المجتمع لا تفهم التصوير الضوئي أو الفني خاصة مع الرعب الذي لديهم من الكاميرا والذي سببته لهم كاميرا الجوال، بالإضافة إلى قلة الدورات والمعارض وعدم تسليط الإعلام الضوء على فن التصوير الضوئي مثلما يحدث مع الفن التشكيلي وفنانيه.

ويشير إلى أن الاستخفاف الذي يلقاه الفنان المصور على الرغم من موهبته التي تجعله يستعرض زوايا لا يراها المصور العادي مما يجعل الناس ترى صورا لمناظر رأتها كثيرا ولكن عدسته تجعلهم ينظرون لها وكأنهم يرونها للمرة الأولى.

وأضاف المسعود أن جمعية الثقافة والفنون متعاونة معهم ولكنها مقيدة بميزانية مادية معينة فليس المقر الذي وهبتهم إياه الجمعية غير مهيأ بل مبنى الجمعية كله بحاجة لصيانة، وأشار إلى اقتصار المعارض الضوئية بالجمعية على معرض واحد بالسنة، ويطالب المسعود بدعم الإعلام والتثقيف الفني للناس تجاه التصوير الفني فالثقافة البصرية لديهم لا تزال ضحلة.

 

غادة البشر – الهفوف

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.