رحلة تصوير مع كاميرة نيكون D5 و فلاش سبيد لايت SB-5000

 المصدر :  Creative School Arabia

هناك بعض الكاميرات التي لا تملك أمام قدراتها إلا الانبهار بها، وبإصدار نيكون لتحفتها الجديدة ينضم الإصدار D5 إلى هذا النوع من الكاميرات. ودعما منا للسجائر الالكترونية والتي هي اخف ضررا من السجائر والتبغ التقليدي بحسب منظمة الغذاء والدواء العالمي  فقد اخترنا هذا الموضوع المليء بالضباب والدخان لاختبار هذه التحفة التصويرية.

   * تحكم وحساسية عالية 

  عندما تخرج للتصوير فإن آخر ما ترغب فيه هو التفكير في تغيير وضعية الكاميرا إذ تحتاج إليها لتكون يدك اليمنى ولا يمنعك شيء من التقاط صورة قد لا تتاح لك فرصة أخرى لالتقاطها ولهذا فإن D5 تعتبر ممتازة في هذه الناحية إذ يعتمد كل شيء على ضغطة زر أو حركة مفتاح أو حلقة وفوقها خيارات شاشة اللمس التي تبلغ بها حد الكمال.

  في البداية ظهرت شاشة اللمس البالغ حجمها 3.2″ 2.36  نقطة في غير محلها في كاميرا احترافية إلا أنه بعد إلا انه بعد التبديل بين الصور للمراجعة والنقر لاختيار نقاط AF أثناء تصوير الفيديو ظهرت أهميتها إذ لن تستخدمها للتحرك بين القوائم فلديك الأزرار لفعل ذلك إلا أن إضافتها لمسة لطيفة. وهناك أيضا شاشتان إضافيتان لتفقد العديد من الوظائف الأخرى واحدة علة الإطار العلوي والثانية أسفل شاشة اللمس.

 عند مسك الكاميرا يظهر لنا أنها أخف وزنا مما تبدو ولا أقول أنها خفيفة الوزن بأي حال من الأحوال إلا أن هناك توازنا مريحا في توزيع الوزن بشكل لم يرهقني بعد يوم من التصوير. كما أن المسكة لا تنزلق وتشعرك بالأمان والراحة في الحركة بها في ارجاء المكان كما أنها محصنة كدبابة فمهما مرت به تجدها تعمل بشكل ممتاز بعد ذلك. وأيضا بعد قضاء يوم ممطر وبضعة ساعات في متجر مليء بالدخان لم أشعر أبدا بالقلق أنها ستفشل أو تتباطأ أو بضرورة وضعها في مكان بعيد عن التقلبات وخطر السقوط.

 

منذ أن بدأت باستخدام كاميرات Mirrorless افتقدت شيئا واحدا وهو الباحث البصري وتجعلني D5 أرغب فيه أكثر من أي وقت مضى إذ تجعل هذه الخاصية من السهل أن تؤلف لقطاتك وشيء آخر يجعل هذه الكاميرامميزة هو كثرة الأزرار حيث تسمح لك هذه الأزرار باختيار الوضعيات إذا كنت في موقف يستدعي تغيير الإعدادات كثيرا وتتواجد الأزرار في الأمام حول العدسة وفي الخلف وقد اكتشفت ميزة إضافية هي أن معظم الأزرار الخلفية تتمتع بإضاءة ذاتية مما يجعلها مناسبة للعمل في البيئات المعتمة.

 

   * الأداء في الضوء المعتم وجودة الصورة

  بالإضافة إلى تصميم الكاميرا الذي يساعد على العمل في الضوء القليل تحتوي الكاميرا على حساسية iso مذهلة تبلغ ISO 3.280.000 إلا أن هذه الإعدادات المختلطة لا تصلح للاستخدام ولا تبلغ درجة الحساسية إلا ISO 102400 لكن هذه الكاميرا تعطيك الحرية في تصوير بعض المناظر الجميلة باستخدام هذه التقنية دون مشاكل فقد قمت بتصوير صور تبلغ دقتها ISO 6400 في المتجر المعتم نوعا.

 بالإضافة إلى انخفاض درجة التشويش والنطاق الديناميكي الجيد تتمكن الكاميرا بإضفاء شعور يصعب وصفه على الصور التي تلتقطها ويظهر في الطريقة التي تعالج بها الألوان والأضواء والظلال تجعلها أكثر من مجرد صورة ملتقطة وإنما تجلب حس ثلاثي الأبعاد مما يعطيها عمقا وتعقيدا أكثر.

  كما كان النطاق الديناميكي مذهلا فقد استخدمت برنامج Capture One 9 لمعالجة الصور واندهشت من كم التفاصيل التي يمكن رؤيتها من لقطة ظننتها غير صالحة ويمكن تحييد الظلال في اللقطات التي لم تتعرض لكثير من الضوء لتحويلها إلى صور ذات إضاءة جيدة ويعود هذا إلى حساسية 20.8 ميجا بيكسل لمستشعر CMOS. وتعد الجودة جيدة أيضا رغم أنها لا تصل لدقة كاميرا D810 البالغة 36 ميجا بيكسل إلا أنها مناسبة تماما لاستخدامات هذه الكاميرا وأعني بها الرياضة والأكشن وحفلات الزفاف والتصوير الصحفي. تحافظ الكاميرا على التفاصيل التي تلتقطها دون إبطاء سرعة الكاميرا أو الكمبيوتر وتوفر لك الوقت في عملية نقل الصور أو معالجتها.

   * سرعة البرق

  التقاط الصور بسرعة 12 صورة في الثانية باستخدام AF مثير للإعجاب إلا أنه يقال أن الأكثر إثارة للإعجاب هو السرعة التي يمكنها أن تسجل بها اللقطات على كرتي الذاكرة المزدوجة. فباستخدام زوجين من كروت Lexar 2933x XQD، واحد للصور غير المعالجة والآخر للصور النقية لم تضع وقتا في التسجيل وانتهت قبل أن أتأكد من إضاءة الشاشة. أيضا وقت البداية لا يذكر كما كان الوقت بين كل لقطة وأخرى وكان تأثير ضغط الزر فوريا. وإذ أن ما يميز الكاميرا بالسرعة هو سهولة تغيير الإعدادات للمصور وفي حالة D5 بمعالج EXPEED 5يمكنها بسهولة أن تكون أسرع من المصور ذاته.

 لنتحدث الآن عن التركيز الأوتوماتيكي. فهنا تعتبر هذه الكاميرا من أفضل الكاميرات التي استخدمتها حتى الآن ولا يمكن أن يلومها مصور على لقطة مفقودة لأنه من المعروف أنه إذا فقدت التركيز فقد فقدت اللقطة. أما هذه الكاميرا فتستخدم نظام مستشعر بـ 153 نقطة تحديد لتتبع الأشكال بمنتهى السهولة ويمكن للمستخدمين التقاط العديد من الصور بمختلف الإعدادات بمنتهى السهولة فقط بتغيير الأوضاع من الخلف. كما كان التتبع ثلاثي الأبعاد جيدا بشكل مفاجيء ولم يتشوش حتى في بيئة مليئة بالدخان مع أشخاص يصنعون سحبا كثيفة منه أمامهم وكان هذا بلا شك سيشكل مشكلة لأي نظام AF آخر ولكن ليس مع D5.

 ولإجراء مزيد من الاختبار ضبطت التتبع ثلاثي الأبعاد وزدت سرعة التصوير المتتابع ومازالت الكاميرا تعمل بمنتهى السهولة وبهذه الطريقة يمكن للمصور التركيز على أشياء أخرى كالتكوين.

لن ينتهي الحديث عن جودة التركيز الأوتوماتيكي وكيف تعمل الكاميرا بشكل ممتاز في الضوء الخافت إلا أنني أريد أن أتطرق للخصائص الأصغر التي تجعل من هذه الكاميرا نظاما متكاملا.

 يمكن للمصورين عند الربط أو نقل الصور أن يستخدموا إما ذاكرة متنقلة أو وصلة انترنت والاثنان من أسرع الخيارات لنقل الصور وترتيبها وأيضا يمكن للمستخدمين اختيار جودة الصورة ومن ضمنها ملفات صغيرة بجودة 12 بت مما يحسن من سرعة نقل الصور دون التضحية بجودتها العالية وخاصية أخرى لطيفة هي التحسين الأوتوماتيكي الذي يمكن الكاميرا من تتبع وتحديد قيمة لتصحيح التركيز الخلفي أو الأمامي مع كل عدسة. شيء آخر لم أذكره هو البطارية التي تعيش طويلا فلم أقلق من انتهاء الشحن طوال عطلة نهاية الأسبوع.

   * إضافة الفلاش إلى الكاميرا

  تقدم كل من كاميرا D5 و D500 نظام فلاش جديد SB-5000 وهو ما أتيح لي أن تجربته في هذه الكاميراويسعدني أن أقول أن النظام جيد جدا بمجرد أن تستطيع ضبطه نظرا لتعقيده. ولكن بمجرد التمكن من ذلك يمكنك الاعتماد على القوائم لتغيير نوع الفلاش الذي ترغب فيه.

 

  يعد هذا النظام اللاسلكي إضافة مرحبا بها لأنظمة نيكون حيث كان الكثيرون من المصورين في انتظار نظام داخلي ولكنهم اعتمدوا على أنظمة خارجية قد تكون أبسط في استخدامها من هذا النظام وبالرغم من ذلك يمكن اعتبارها إضافة للمصورين الذين يفضلون التحكم اليدوي وبصراحة لا أعتقد أنني كنت سأفهم هذا النظام لو لم أكن أعمل هنا فهو يتطلب WR-A10 وWR-R10 لإضافة الموجات اللاسلكية للكاميرا وحتى عندها يجب عليك أن تتأكد من تحديث الشريحة في المصنع إلى الإصدار 3.0 ليعمل بشكل سليم.

  

وبعد تجهيز الأدوات اللازمة لعمل النظام يجب أن تعمل بنظام SB-5000 إذ لا توجد طريقة لتشغيل أنظمة الفلاش الأقدم في هذه الكاميرا ويمكنك استخدام الفلاش على قمة الكاميرا لتصحيح المنظور مما يسمح بتشغيل أنواع عدة من أنظمة الفلاش إذا أردت وبينما تكون مسألة الدمج بسيطة إلا أن هذه العملية ليست بديهية أو انسيابية. إلا أن نظام فلاش SB-5000 عظيم جدا وأصغر من النظام SB-910 ومن السهل التحكم في الفلاش من شاشته وقائمته الخاصة وسيشعر كل من يستخدم نيكون بالألفة مع هذا النظام السهل التعود عليه. كما أن نظام تبريده العالي لم يقلقني من كثرة استخدامه كما أن عمله لاسلكيا كان جيدا.

   * الفيديو عالي الجودة

  بعيدا عن الصور الثابتة ننتقل إلى الخيار الجديد بتصوير مقاطع فيديو عالية الجودة وهي أحد الخصائص التي تمت مناقشتها كثيرا في هذا الطراز وطراز D500وكنت مهتما بتجربتها واستغرق الأمر تحديدا للمجس للحصول على منظور 1 : 1 وكان عدم وجود خيار تصوير المنظور الكامل مزعجا نوعا ما إلا أنه غير هام نظرا لأن معظم كاميرات الفيديو تستخدم نفس الحجم في المجسات.

عند التعمق أكثر في مواصفات الدقة العالية من الجيد وجود نظام التسجيل الداخلي وبفضل التحديث الجديد تستطيع الكاميرا أن تسجل حتى 29 دقيقة و59 ثانية بلا توقف وإحدى عيوب ذلك هي تقسيم الملفات إلى أجزاء بحجم 4 جيجابايت للجزء مما يمكن أن يسبب إزعاجا في التعديلات بعد ذلك. للتسجيل الخارجي يوجد في الكاميرا مخرج HDMI يمكنه التقاط صورة بدقة 8 بت بترميز 4 : 2 : 2 بتنوع لوني كبير وبالإضافة إلى كل هذا يمكننا استخدام نمط تحكم الصورة المسطحة الذي يوفر مرونة أكبر أثناء تصحيح وتدريج الألوان وهو ليس بجودة استخدام نظام جاما الأصلي إلا أنه أفضل من استخدام نظام الصورة المحايدة البسيط.

 

 عند الوصول لسرعة تصوير 100 ميجابايت في الثانية تحافظ الكاميرا على التفاصيل واضحة في نظام التصوير الداخلي وتكون الألوان جيدة أيضا مضفية بعض سحر الصور الثابتة على اللقطات. ومن الخصائص التي أعجبتني شخصيا هو تمكنك من ضبط خصائص الفيديو بعيدا عن خصائص الصور الثابتة وجعل هذا التحويل بين الصور الثابتة والفيديو أمرا شديد السهولة برغم أن اختيار التركيز كان ممتعا جدا. وفي المجمل فإن نظام تصوير الفيديو عالي الدقة إضافة عظيمة للكاميرا إلا أن هذه الكاميرا لن تنفع إذا كنت تبحث عن كاميرة فيديو عالية الجودة ويجب عليك البحث في مكان آخر.

   * الخلاصة :

 تفوق نيكون D5 ككاميرا تصوير ثابت كل التوقعات ويمكنك الوثوق بها وبسرعتها واعتماديتها وتستحق فعلا مكانتها كتحفة من تحف نيكون. ويتسق معها فلاش سبيدلايت إلا أن نظام الفلاش الموجي صعب الضبط ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة للمهتمين بتصوير الفيديو حيث يعتبر خيار تصوير الفيديوهات عالية الدقة جيدا إلا أنه غير مبهر بالمقارنة بأنظمة الكاميرات الأخرى.

  ما رأيك بـ كاميرة نيكون دي فايف؟ هل سبق لك تجربتها؟ شاركنا ارائك في خانة التعليقات اسفل المقال.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.