آلام وطن في صور المغترب السوري هاغوب وانيسيان

آلام وطن في صور المغترب السوري هاغوب وانيسيان

مصدر الصورة: Hagop Vanesian

هاغوب وانيسيان مصور فوتوغرافي سوري اغترب ومعه هوية وطن وذاكرة مكان محملة بصور عن مدينته حلب تتحدث عن ماض تشهد عليه معالم وصروح وعن حاضر يبكي على حضارة دمرها الإرهابيون العابثون من شذاذ الآفاق.

مزج وانيسيان بين الابداع والهدف وجعل من عدسة كاميرته عينا لكل العالم ليرى حال وطنه قبل وبعد أن عاثت به يد الإرهاب والإجرام في معرض للتصوير الضوئي أقامه في مبنى الأمم المتحدة بعنوان “موطني” يوثق آثار الإرهاب على مدينة حلب ليشير في حديث لسانا إلى أن “هدف المعرض جاء لتعريف العالم بمدى معاناة الشعب السوري ومخاطبة شعوبه بطريقة إنسانية توثق ما تعرض له السوريون من حرب استهدفت وجودهم وإنسانيتهم وحضارتهم”.

ولفت وانيسيان إلى أهمية مكان إقامة المعرض في إمكانية نقل رسالته لكثير من دول العالم عبر ممثليها في الأمم المتحدة والشخصيات الأكاديمية التي حضرت المعرض.

وأراد وانيسيان أن يقول من خلال صوره..إن سورية تتعرض لأبشع أنواع الظلم ويمارس بحقها اعتى أشكال الحروب التي تفتك بالبشر والحجر حيث رمز في كثير من معروضاته إلى صمود الإنسان السوري وحبه للحياة كما أشار ببعض منها إلى الأمل المرتقب والأجيال القادمة التي ستبني سورية الغد.

وكان وانيسيان يتجول قبل الحرب مع كاميرته في أحياء حلب القديمة يستمع للناس ويلتقط صورهم ويوثق الأماكن القديمة في المدينة وأريافها ومع بدء الأحداث قرر أن يوثق ما يجري فيها من دمار للأماكن القديمة ومعاناة أهلها رغم صعوبة الأمر حيث يقول .. “كان مؤلما بالنسبة لي أن أرى مدينتي التي أعشقها تدمر أمام عيني.. وكل ما بوسعي هو التوثيق والتصوير عبر كاميرتي”.

ويقدر وانيسيان دور الإعلام الوطني في نشر الإنجاز السوري حول العالم مشيرا إلى أهمية تطوير المؤسسات الإعلامية السورية وكوادر تؤهل بطريقة حرفية وذلك بأقصى سرعة ممكنة لمواكبة الإعلام العالمي.

وانيسيان من مواليد حلب عام 1970 تخرج في الثانوية السورية الخاصة عام 1988 عمل في صياغة الفضيات إلى جانب حرفة التصوير يفتخر بأصله وهويته السورية ويتوجه لأبناء وطنه بالقول.. “إن سورية أغلى من أي شيء ومهما اختلفنا بالرأي نبقى شعبا واحدا فالدم السوري الذي يراق اليوم دمنا والحضارة السورية التي تدمر حضارتنا التي عمرها أكثر من عشرة آلاف سنة”.

ويختم وانيسيان بوصفه أوجاع الغربة وأشواقه للوطن.. “رغم فرق الساعات بين سورية وأمريكا إلا أني أعيش مع توقيت دمشق عاصمة الياسمين والحب”.

وكانت البعثة السورية في الأمم المتحدة نظمت المعرض الذي افتتح في العاشر من الشهر الجاري في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين وضم 25 صورة تشهد على الدمار الذي لحق بمدينة حلب نتيجة الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والأحياء السكنية والمرافق العامة والخاصة.
مها الأطرش

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.