إيران, كلما صادفنا هذا الإسم إلا و تباردت إلى أذهاننا مجموعة من الصور النمطية التي نحلمها عن هذا البلد, و عن ثقله السياسي و خاصة الديني, صور لمجتمع محافظ و شديد التدين.
لكن المصور الفوتغرافي الإيراني حسين حافظي, و ضمن مشروعه An Iranian Journey يقدم لنا وجها آخر قد يصدم توقعات المشاهد و يخذل توقعاته, فبعيدا عن إيران القوية عسكريا و سياسيا و الأهم دينيا, فهو ينقل لنا إيران من الداخل بل من داخل الداخل, فيكسر تلك الصورة النمطية التي تسوقها الدولة عن المجتمع, و يكشف عن وجهه الخفي, الوجه المحجوب و المغلف بالكثير من السرية, فالصور( التي ترونها هنا ) كلها تتعلق بمحاور ثلاث تتقاطع فيما بينها, و هي : المرأة, و الدين, و الحياة العامة. و هي محاور أساسية في حياة الشخص, فالصور كلها داخلية و هي عبارة عن لحظات تنقل حياة بعض الإيرانيين الشخصية داخل إيران و لكن حياتهم تسير عكس الإتجاه الذي تسير فيه عجلة المجتمع.
الصور إذا كلها و بقراءة بسيطة نجدها تنقل عوالم داخلية, و سرية, فضاءات من النادر بل و من المستحيل أن تدخلها عدسة مصور أو صحفي, فكيف بمصور ” رجل ” يدخل محل بيع حمالات صدر و ينقل ما يقع فيها أو حتى صالونات التجميل, هي صور قوية جدا تتمتع بالكثير من الشجاعة سواء من الفنان المصور أو من الأشخاص الظاهرين في الصور, يروي الفنان عن الكثير من الصعوبات التي لاقاها و هو ينجز مشورعه, و عن الخوف الذي كان يستبد بالكثير من الأشخاص و كيف تراجعوا عن ملاقاته, آخرون آثروا الظهور و هم يدخنون و يرقصون على إيقاعات الموسيقي, و آخرون يعزفون موسيقى الروك, و أخرى تمارس الرياضة,.. كانت مغامرة و لكن وظيفة الفن هي هذه بكل بساطة ” المغامرة ” و” الكشف ” و الإنتصار دائما للحقوق و لإرادة الإنسان.
في المقابل و ضمن نفس السلسلة تجد صورة لشخصين يتلوان القرآن في أحد المقابر ليلا, و هي صورة ربما جاءت للتعبير عن التباين و الذي هو في الحقيقة ليس سيئا, فمن حق الجميع أن يمارس معتقداته و أفكاره, بالصورة و عموما بالفن قد يصير المجتمع أكثر تقبلا و الأهم أكثر تسامحا.
كل صورة و أنت بخير.
عادل أزماط

FB_IMG_1486576041658FB_IMG_1486576036356FB_IMG_1486576030773FB_IMG_1486576036356 FB_IMG_1486576026415FB_IMG_1486576021020FB_IMG_1486576012921FB_IMG_1486576008989FB_IMG_1486576004654FB_IMG_1486575999552FB_IMG_1486575995175FB_IMG_1486575990650FB_IMG_1486575985186