الخطوة الرابعة : استيعاب المزايا التسويقية

في هذه المقالة سنتناول أهم النقاط التي يتم استغلالها لتسويق الكاميرات و مقارنتها باحتياجات المستخدمين :

الزوم ( التقريب ) :
و هو من أهم النقاط التي تجذب بعض المستخدمين خصوصا من يريدون تصوير الطيور أو القمر و غيرها من الأهداف البعيدة. و قبل أن نخوض في هذا المجال علينا التمييز بين أنواع الزوم التي يتم التسويق لها و هما:
– الزوم الرقمي 
: و هو باختصار زوم مزيف لا يزيد جودة الصورة و لا يقرب لك الصورة فعليا بل برمجياً فلا فرق بين القيام بعملية الزوم الرقمي و بين ضغط زر التكبير في جهازك عدة مرات من ناحية النتائج التي قد تفزعك رؤيتها نظراً للخسارة الفادحة بالتفاصيل التي تنتج عن استخدامه.


 الزوم البصري : و هو يعبر عن نسبة التغير بالبعد البؤري بين أقل بعد بؤري لعدسة الكاميرا و أعلى بعد بؤري ( بالمناسبة مسألة البعد البؤري للعدسة سيتم شرحها في مقال مستقل).و يمكنك ببساطة حسابه بالنظر لمقدمة الكاميرا و النظر للرقمين الذي يتليهما رمز mm و يعني مليمتر فلو رأيت مثلا الرقمين 8:90 فهذا يعني أن الزوم البصري يعادل 90/8 و هذا يساوي 11 تقريبا .

يستغل بعض مصنعي الكاميرات الرقمية خصوصا الرخيصة منها جهل المستخدمين فيقولون مثلا أن الزوم يعادل 40X و هذا الرقم لا يدل بالضرورة على الزوم البصري، بل مقدار ضرب الزوم الرقمي بالبصري ، فلو فرضنا أن الزوم البصري يساوي 10 و الرقمي 4 يصبح مضروبهما 40 و يتهافت المشترون على الكاميرا بسبب قيمة الزوم المدهشة التي قد تفاجئهم لاحقاً بتجربة الكاميرا بأنها ليست بالجودة المرجوّة

الميغابكسل:
و هو العامل الذي بات السباق على زيادته حرباً لا تنتهي بين الشركات المختلفة، و العامل الذي يجعله الكثيرين موضع الاهتمام قبل أي شيء آخر نظراً لاعتقاد خاطئ هو أن زيادة الميغابكسل تزيد من جودة الصورة.
المعنى اللغوي لكلمة ميغا بكسل يتطلب النظر لمعنى كل جزء منها ، فكلمة ميغا تعني حرفيا : مليون ، و بكسل تعني : Picture Element أي عنصر الصورة و لكل بكسل لون واحد فقط و لا يمكن تقسيم البكسل لجزء أصغر منه.


و ميغابكسل هي وحدة لقياس عدد النقط المختلفة التي تكون في مجملها الصورة. فلو قلنا مثلا أن لدينا صورة مكونة من 2 ميغابكسل فهذا يعني أنها مكونة من مليوني بكسل. و يمكن قياس الميغابكسل بالنظر لأبعاد الصورة بالبكسل فلو كانت أبعاد الصورة 1200 * 1600 فهذا يجعل مضروب طولها بعرضها 1.92 مليون بكسل بالضبط و تعتبر 2 ميغابكسل للتسهيل.
و رغم أن لزيادة الميغابكسل فوائدها ، إلا أن زيادة الميغابكسل وحدها لا تزيد من جودة الصورة، بل قد تؤدي في بعض الحالات لتدهور الجودة ،خاصة في الكاميرات صغيرة الحجم. لكن زيادة الميغابكسل لا تؤدي بالضرورة لتدهور جودة الصور كما سيتم تفصيل ذلك لاحقاً.


تثبيت الصورة / تخفيف الاهتزاز:
و هي ميزة شائعة في معظم كاميرات هذه الأيام ، و إن اختلفت التقنيات المتبعة في تطبيق ذلك و المسميات المختلفة مثل IS و VR و OIS و AS و غير ذلك من المسميات ، إلا أن ما تقدمه هذه التقنية لا يقدم لك – بالضرورة- صورة ثابتة في كل الحالات ، فهذه التقنية تسهم في تخفيف أثر الاهتزاز الناتج عن التصوير بإمساك الكاميرا في يدك.و لا يمكن أبداً لهذه التقنية مهما تطورت تجميد حركة الأجسام السريعة بما يكفي لمنع الاهتزاز بالصورة. فما يتم تخفيف اهتزازه بهذه التقنية هي الكاميرا ذاتها و ليس الهدف ، و هذه التقنيات لا يمكنها مجاراة أثر الحامل الثلاثي Tripod في تثبيت الكاميرا أثناء التصوير. و هو بدوره لا يضمن لك صورة ثابتة خصوصاً عند تصوير أهداف سريعة الحركة للأسباب المذكورة آنفاً.


تصوير الفيديو:
و هي الميزة التي تطورت تدريجياً في عدد من الكاميرات على اختلاف أنواعها . و باتت الشغل الشاغل للبعض من المشترين جودة الفيديو و مدته رغم أنه يريد كاميرا للتصوير الفوتوغرافي و ليس الفيديو. فهذا يعتبر من تأثير الدعاية التي تجعل المستهلك يحس بالنقص و الحاجة للجديد و المتطور و إن لم يكن يحتاجه.
على سبيل المثال ، قد يرضى البعض بصور بجودة VGA بمعدل إطارات لا يتعدى 20 إطار للثانية و يعتبرون الجودة رائعة ، فلماذا يجب أن يستبدلوا ما لديهم لمجرد أن تقنية أكثر تطوراً صارت متوفرة ؟
حالياً تعتبر الكاميرات التي تصور فيديو بجودة HD الكاملة ممتازة . لكن بعد عدة سنوات قد تأتي كاميرات تصور بجودة أعلى و معدل إطارات أعلى كثافة و بطاقات ذاكرة أسرع و أعلى سعة مما هو متوفر و بسعر أرخص. فهل هذا يقلل من جودة ما هو متوفر حالياً ؟ أترك الجواب لكم.
أحياناً يشترط البعض في تصوير الفيديو بعض المواصفات مثل مدة التصوير عند استخدام بطاقة ذاكرة للتسجيل دون مراعاة لأن الكاميرا صممت للتصوير الفوتوغرافي بالدرجة الأولى مما يجعلها طبيعيا أكثر شراهة للطاقة في حالة تصوير الفيديو. و أما بطاقات الذاكرة و حجم ملف الفيديو الذي يتم تسجيله فغالبا ما تتواتر أحجام الملفات حسب نوعية ما تصوره . فقد تجد ملفي فيديو مدتهما نصف ساعة و بنفس الدقة لكن الأول حجمه ثلاثة أضعاف الثاني بسبب اختلاف ما تم تصويره في كل حالة . و بنفس المبدأ ، قد نجد البطارية المشحونة بالكامل في بعض الحالات تنتهي في أقل من 50 دقيقة و في حالات أخرى تدوم لساعتين حسبما يتم تصويره كذلك. و لا تختلف أي كاميرا عن أخرى في هذا التباين الذي يعتمد على تقنيات ضغط الفيديو رقمياً بالدرجة الأولى.


مقاس الشاشة:
و هو معيار آخر يتم التنافس عليه على حساب المنظار البصري التقليدي ( فتحة النظر في الكاميرا ) فتحت ضوء الشمس الساطع تتضاءل أهمية الشاشة و قوة سطوعها التي لا تكاد ترى معها شيئاً مقارنة مع فتحة النظر التي أزيلت من أكثر الكاميرات المدمجة حديثاً .في ما يبدو كمسألة تسويقية مع انخفاض أسعار كثير من كاميرات SLR – التي لا تكاد تفتقر أي منها إلى منظار بصري – إلى حدود تماثل أسعار بعض الكاميرات المدمجة، التي تكافح بشدة لتصل لأحجام أصغر ولو على حساب بعض الأساسيات القديمة مثل وجود فتحة نظر لضبط الصورة المطلوبة تحت ضوء الشمس الباهر الذي يجعل النظر للشاشة مسألة صعبة في أكثر الأحيان . أما هذه المقارنة بين كاميرات SLR و الكاميرات المدمجة هي موضوع سنتطرق إليه في مقال لاحق.
مع ذلك، تظل مقاسات الشاشات الأكبر مثار إعجاب المستخدمين ، خصوصاً من يتركز تصويرهم بعيداً عن ضوء الشمس القوي ، رغم ما يؤدي به حجم الشاشة من تضحية من ناحية هندسة الكاميرا في تقليل عمر البطارية الذي تستهلكه الشاشة بشكل يفوق ما تستهلكه الكاميرا في التقاط الصور بكثير.


مزايا أخرى:
تصغير الصور ، اقتطاع جزء من الصورة ، تغيير لون معين من الصور ، أو حتى عمل إطار للصورة و غير ذلك هو غيض من فيض من المزايا الإضافية التي باتت بعض الشركات تضيفها للكاميرات الرقمية طمعاً منها لجذب مزيد من المستخدمين بزيادة عدد المزايا و إن كانت تلك المزايا غالباً لا تؤثر من قريب أو بعيد على جودة نتائج الكاميرا . و اعتمادا على حاجتك من الكاميرا فأنت من يحدد إن كانت المزايا الإضافية تحمل أهمية بالنسبة لك أو أنها مجرد زينة لا تنفعك أو تضرك شيئاً عند استخدامك للكاميرا.


تأثير الدعاية/الآخرين:
فهذا يسقط حق الكاميرا أحياناً. فالمعتاد أن يقول البعض :اشتر كاميرا من الشركة الفلانية ، لأنها الأفضل. و هذا تعليل ناقص فقد تكون كاميرا معينة من شركة مغمورة ذات أداء رائع مقارنة مع كاميرا معينة من شركة عريقة بنفس السعر تقريباً . فرغم أن منتجات الشركات الكبيرة و الشهيرة عادة ما تكون أكثر تفوقا من ناحية الجودة ، لكن هذا وحده لا يجعل كل منتجاتهم أفضل من كل منتجات شركة أخرى منافسة . و قد يقارن البعض منتجات الشركة الواحدة بمعايير غير علمية لتفضيل منتج على آخر مثل اعتبار كاميرا معينة أفضل من أخرى بسبب أنها تملك زوم أعلى ، أو بسبب أنها تتفوق على كل كاميرا أخرى بعدة درجات أو عدد من المزايا. دون توضيح تلك الدرجات أو المزايا التي قد لا يحتاجها المستخدم أصلاً . فمهما كان تفوق كاميرا عن أخرى من الناحية التقنية ، فهذا لا يجعل كل كاميرا أخرى أسوأ منها، فلكل مزاياه و عيوبه. و بالمثل قد يحاول بعض الباعة التسويق لبضاعتهم عندما يجدون أن المشتري يجهل ما يحتاجه و لا يملك اختياراً محدداً سوى ( كاميرا ممتازة ). فيصب جام مديحه على هذه الكاميرا أو تلك ليكسب الزبون بغض النظر عن حاجة الزبون الفعلية طمعاً في بيعه أحد المنتجات في المحل. و ما يؤسف أكثر من ذلك قلة من يفهمون بالفعل في أمور التصوير من أولئك الباعة الذين يقتصر دورهم في كثير من الأحيان على بيع البضاعة دون فهم كاف لمزايا كل كاميرا و الفروق التقنية بينهم.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.