قصة أول صورة فوتغرافية بالمغرب :
تشير الكثير من المصادر إلى أن أول صورة فوتغرافية أخذت بالمغرب, كانت خلال القرن التاسع عشر و بالضبط أثناء الحرب الإسبانية المغربية, ” حرب تطوان ” كما يسميها المغاربة, أما الإسبان فقد أعطوها بعدا قاريا ” الحرب الإفريقية ” سنة 1958,1960. و هي الحرب التي احتلت فيها تطوان. و بها سيأخذ نفس المصور مجموعة أخرى من الصور.
و الحديث عن هذه الصورة يجرنا للحديث عن إسمين مهمين, الأول و هو الصحفي و المؤرخ الإسباني بيدرو أنطونيو دي ألاركون (1833-1891) Pedro Antonio de Alarco الجندي و الصحفي الذي كان يقوم بتغطية الحرب و هو أيضا روائي و مؤرخ, و الثاني هو إنريكي فاسيو (1833-1897) Enrique Fazio, ولد بملقة من أبوين إيطاليين, كان قد بدأ محاولاته الفوتغرافية الأولى في سن مبكر.
و قد كانت العادة أن يصطحب الصحفيون و المراسلون معهم رسامين أو تشكيليين, لرسم مشاهد الحروب و ساحات المعارك. إلا أنه و بدخول الفوتوغرافيا إلى إسبانيا في بدايات القرن التاسع العشر فكر ألاركون في الإستعانة بهذا الإكتشاف الجديد, فالصورة هي أسرع و أصدق في نقل الوقائعو فكان أن طرح الفكرة على مشغليه ثم على المصور الشاب انريكي دي فاسيو ( 23 سنة أنذاك ) الذي وافق على تغطية الحرب.
الصورة عنوانها Vista del serradillo desde ceuta و هي لمعسكر إسباني على قمة جبل على مشارف سبتة و لكن ضمن التراب المغربي. و قد استعان بها دي ألاركون في مقالاته و أيضا في كتابه ” يوميات شاهد على الحرب الإفريقية ” ما عزز من قيمة تغطيته, و قيمة هذه الصورة ليست في كونها فقط أول صورة معروفة مأخوذة بالمغرب, بل أيضا في كون هذا المصور يعتبر أول مصور حروب في تاريخ الصحافة الإسبانية, و أيضا يعتبر واحدا من الروبرتاجات الحربية الأولى في العالم, و التي انطلقت في خمسينيات القرن التاسع عشر.
النص : عادل أزماط.
الصورة : Enrique Fazio
المصدر : مجموعة من المواقع الإسبانية.