الصورة الفائزة بالمركز الثالث في جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي

محمد الجابري فاز بالمركز الثالث في جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي

طالب بدرجة مصور محترف يبحث عن الجمال في أحضان الطبيعة

تاريخ النشر: الثلاثاء 20 نوفمبر 2012

أبوظبي (الاتحاد) – التصوير مهمة شيقة، تحتاج في رأي المصور محمد عبد الله الجابري، إلى عين صقر وخفة غزال وسرعة فهد، لاقتناص أجمل الزوايا والمناظر واللحاق بأنسب اللحظات، حيث بدأت علاقته بعالم التصوير الفوتوغرافي منذ 7سنوات، حين عشق الكاميرا وتعلق بها، فأصبحت جزءا من حياته، فعشق أحضان الطبيعة الساحرة، مما أهله للفوز بالمركز الثالث في جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي.

التصوير بالنسبة للطالب الجامعي محمد عبدالله الجابري كان مجرد هواية، تدفعه إلى أن يمسك بالكاميرا في كل الأوقات والمناسبات والرحلات، لكنها طورت الجابري شيئا فشيئا حتى أصبحت الصور التي يلتقطها لوحة تعتمد على الأبعاد والإضاءة.

تشجيع الأهل

وعن تلك البداية، يقول الجابري، أيقنت بمرور الأيام، أن هذه الهواية جزء مني، وعملت على تنميتها معتمدا على التشجيع الكبير الذي تلقيته من عائلتي، وهو ما اعتبره سر نجاحي، ولصقل تلك الموهبة شاركت في الكثير من دورات التدريب لفن التصوير الفوتوغرافي، وحرصت على التصوير بطريقة تبرز الجوانب الفنية في الصورة، مشيراً إلى أن أهم اللقطات التي تأسره في عالم التصوير، هي المشاهد الطبيعة، حيث تجذبه وتدفعه لتصويرها وهو متحلياً بروح المغامرة.ويتابع، يعتبر التوقيت الأمثل لالتقاط المناظر الطبيعية هو قبل شروق الشمس وغروبها، وعقب فترة الغروب، وهو التوقيت الذي يطلق عليه بعض كبار المصورين الفوتوغرافيين«الوقت الذهبي» لالتقاط الصور، أيضا هناك بعض الأوقات التي تعقب بعض الظواهر الطبيعية كالمطر أو أثناء كالعواصف و الصواعق.

شروط التصوير

وللحصول على صور طبيعية مميزة يوضح الجابري من خلال تجاربه» لا بد من استخدام عدسة ذات زاوية عريضة، ويعتبر ذلك من أهم الشروط التي يضعها الكثير من المصورين لتصوير الطبيعة، لكن هناك استثناءات، فالتصوير يختلف حسب الموضوع المراد تصويره،حيث إن استخدام زاوية أعرض من اللازم يقتل خلفية الموضوع ويزيد من نسبة التشوهات غالبا، ومع أن ذلك قد يكون مطلوبا في أحيان كثيرة إلا أن أغلب صور الطبيعة لا تحتاج إلى ذلك، بل تحتاج إلى تعزيز الخلفية والمحافظة على نسب موضوع المقدمة، وأيضا على مصور الطبيعة أن يستخدم عمق الميدان الأكبر، وذلك للحصول على التفاصيل الرائعة للمنظر الطبيعي.

ويرى الجابري أن استخدام فتحة عدسة ضيقة، يعتبر شرطا مهما للحصول على عمق ميداني كبير، فإن هذا يعني بديهيا أن كمية الضوء الداخلة إلى الحساس ستكون أقل، وسيحتاج بالتالي إلى موازنة الإضاءة باستخدام سرعات غالق بطيئة نسبيا، مما يعني أن الحاجة إلى استخدام الحامل الثلاثي ضرورية ولا غنى عنها لتجنب الاهتزاز وللحصول على صور حادة، واستخدام الريموت أيضا لتجنب الاهتزاز الناتج عن ضغط زر الغالق، ويمكن استخدام المؤقت الذاتي عوضا عن ذلك.

الوقت المناسبوعن اختيار المصور لو قت التصوير، أوضح أن عنصر الوقت من أهم الأشياء التي يجب أن يتقنها مصور الطبيعة، فهناك من يصر على أن الصور الملتقطة في غير وقتي الشروق والغروب لا تعتبر صور طبيعية مميزة، وذلك نظرا لروعة الألوان وصفاء المسطحات المائية والأجواء الدراماتيكية التي تضفيها تلك الأوقات على المظهر العام للصورة.

إلى جانب ذلك على مصور الطبيعة أن يطبق قاعدة الأثلاث، وهي من أساسيات التصوير الفوتوغرافي، لتبدوا تلك القاعدة أوضح ما يكون في الصور، ويكون تأثيرها مذهلا في إبراز قوة العمل.

ولفت إلى أن الطبيعة من حولنا مليئة بالحياة والحركة، لذلك على كل من يهوى تصوير الطبيعة أن يحاول توظيف تلك الأشياء وتأطيرها في صوره لتحاكي الحقيقة من خلالها، مع استخدام سرعات غالق بطيئة نسبيا للحصول على الحركة، مثل حركة الأمواج على الشاطئ وحركة السحب في السماء، كذلك لا بد أن يتصف المصور، وخاصة من يصور الطبيعة بالصبر، باعتبارها خصلة مهمة يجب أن تكون متأصلة في كل مصور فوتوغرافي يهوى التقاط هذا النوع من الصور.

«الفوتوشوب»

يدخل الفوتوشوب في أعمال الجابري كثيرا، فهو يشير إلى أن الكثير من المصورين في الوطن العربي والعالم، يستخدمون تلك البرامج، لتجسيد دلالة فنية تجتمع فيها عناصر مختلفة، وهذا ما يسعى إليه من خلال صور الطبيعة التي يلتقطها، والغاية من ذلك هو تجميل الصورة وليس تغير مضمونها.

وحول صفات المصور الناجح، يضيف: «أعتقد أهم صفة يجب أن يتحلى بها المصور هو أن يضيف لمسته الخاصة على تصويره ويجعلها بصمة نادرة، فهذا الفن يعتمد على الإحساس والخيال، وله قواعد وأبعاد لا بد أن يعلمها أي شخص يرغب في ممارسته، حيث يجب على المصور مراعاة الأبعاد بينه وبين ما يقوم بتصويره، ويختار زوايا التصوير الصحيحة، وحجم ما يود تصويره داخل كادر التصوير، حتى تظهر الصورة في أفضل حال، عكس الهاوي الذي يلتقط الصورة، وفي كثير من الأحيان لا يضمن نجاحها. فالتصوير من وجهه نظره ليست هواية شاقة بل تعتمد على قوة الإحساس بالصورة أولا.

مسابقات ومعارض

زيارة الجابري إلى صحراء ليوا دفعته كثيرا لالتقاط صورا لها، وهو ما جعله يفوز بالمركز الأول في مسابقة التي نظمتها إحدى الجهات. ويقول عن ذلك، شاركت في الكثير من المعارض الداخلية، من أهمها معرض «مشاهد مغايرة»، الذي نظم مؤخراً في أبوظبي، بالإضافة إلى معرض آرت غاليري، وكان بعنوان «طوق من الحياة»، إضافة إلى جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، التي شارك فيها بصورة لمنظر طبيعي، وحصل في المسابقة على المركز الثالث، وهذا الفوز يعد بداية المشوار لتقديم وتصوير اللقطات الطبيعية الجميلة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.