President Barack Obama pauses while speaking to reporters in the East Room of the White House the day after midterm elections saw Republicans take control of the House and gain seats in the Senate in Washington on Nov. 3, 2010. Obama now faces the prospect of shared government in Washington for the balance of his term, and the unusual balancing act that comes with a divided Congress. (Doug Mills/The New York Times)

President Barack Obama by Doug Mills, The New York Times

صورة شخصية لـ أمريكا

9 ديسمبر , 2010

رغم أني استمتع أكثر بتصفح النسخة الورقية من اليو أس أي تودي لما تحتويه من صور ورسومات توضيحية، إلا أن للصورة الوحيدة، غالبا، التي تنشر على صفحة الأولى لـ النيويورك تايمز متعة مضاعفة. فهي، الصورة الرئيسية أو الوحيدة، تختار بعناية لتجسد الخبر الأكثر أهمية من الناحية التحريرية. لذا عندما أشاهد الصورة الرئيسية اشعر كقارئ بأنني تلقيت، بصريا، الخبر الأكثر أهمية. وحين تكون تلك الصورة بليغة، تصبح قراءة الخبر عملية أسهل أو في حالات غير مهمة.  صورة الرئيس الأمريكي باراك اوباما التي التقطها مصور النيويورك تايمز داوق ميلس اقتنصت أكثر من الحالة الشخصية لأوباما، و نقلت أكثر من خبر.

من متابعتي للانتخابات الأمريكية الرئاسية في العام 2008م وحتى النصفية الأخيرة، لاحظت مزاجية المواطن الأمريكي “سياسيا”. انتخاب مرشح من اصل افروأمريكي للرئاسة لا يمكن اعتباره قائم بشكل مطلق على الأجندة السياسية للمرشح. بل يتعدى ذلك إلى حالة مزاجية أمريكية بالرغبة بالتغيير. ربما شعور بالإحباط من الأوضاع داخليا وخارجيا. ربما كان يبحث كثير من الناخبين عن حالة مزاجية متفائلة. عن أمل يلتقطهم من سوداوية الواقع السياسي والاقتصادي في تلك المرحلة.

بعد سنتين من الحالة النفسية الباحثة عن والمنتظرة للتغيير، يبدو أن الوضع يقترب من العودة “نفسيا” إلى ما كان عليه.  في سبتمبر الماضي قالت سيدة أمريكية بيأس وإحباط للرئيس اوباما إنها “منهكة من الدفاع عن اوباما وعن إدارته”!

هذه الصورة التقطت أثناء مؤتمر صحفي في اليوم التالي لنتائج الانتخابات النصفية الأمريكية التي خسر فيها الديمقراطيين عدة مقاعد في مجلس النواب لتصبح السيطرة فيه للجمهوريين بالإضافة إلى فوزهم، الجمهوريين، بعدة مقاعد في مجلس الشيوخ، وفيها –أي الصورة- تظهر ملامح اوباما، لتنقل لنا حالته المزاجية النابعة من الإحباط والاستياء. ولكنها، هذه الملامح/هذه الصورة تعبر عن حالة أشمل.  أمام الصورة التي التقطها ميلس بعدسة 600 ملم نجد أنفسنا أمام اوباما وفي وضع يسمح لنا بتأمل مدى إحباطه وعزلته. نرى تلاشي حالة الأمل. وتظهر حالة من الشعور بالخذلان والتعب.

ميلس، الذي يعمل منذ سنوات مصورا للنيويرك تايمز في البيت الأبيض، ذكر ذات حوار صحفي أن عملية اختيار صورة الصفحة الأولى في النيويورك تايمز عملية صعبة تتم عن طريق هيئة التحرير ولا يمكن للمصورين أن يقرروا أي صورة ستظهر صباح اليوم التالي على الصفحة الأولى. اختيار هيئة التحرير لهذه الصورة هو قرار نشر صورة شخصية  لـ أمريكا. صورة الأحباط وتلاشي الأمل أو كما عبرت السيدة الأمريكية، عن حالها “أنا منهكة”.

مصدر الصورة:the new york times

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.