فوتوغرافيا

دبي عاصمة الصورة الأولى

منذ عامين، كانت مشاركتنا الأولى في أحد أكبر الأحداث العالمية المتخصصة «فوتوكينا 2012».. لقد كانت تجربة اكتشافية جديدة لنا، حيث الاحتكاك بهذا العدد الكبير من الشركات الكبرى ذات السمعة والخبرة العريقة في عالم صناعة الصورة، والشخصيات البارزة المتألقة ممن لهم باعٌ طويل في هذا المجال، بينما كانت الجائزة تعيش عامها الثاني فقط.

ورغم ذلك كان وجودنا أكبر من مجرّد مشاركة فقط، فقد حققنا نسبة حضورٍ مهمة لفتت الأنظار واستقطبت الزوار لجناحنا، وحصدنا اهتماماً واسعاً من وسائل الإعلام الألمانية والعالمية والعربية أيضاً.

طموحنا لا يقف عند حد، لإيماننا المطلق بالثروة الخام الموجودة في الوطن العربي، ألا وهي الإبداع بشكله العام، ثم الإبداع الفني البصري بشكلٍ خاص.

كان رهاننا منذ البداية على المبدع العربي رابحاً، رغم الصعوبات والمعوّقات العديدة، لكن النتائج كانت مبشّرة بكل خير، حيث أثبت المصور العربي أنه ثروة كبرى، تظهر قيمتها عند إيقاظ الحافز وتوفير الفرصة ووجود الحد الأدنى من التوجيه والإمداد المعرفي والمهاري.

نحن الآن هنا في كولون بألمانيا، نحمل على عاتقنا عبء التمثيل الرسمي للصورة العربية وكل ما يحيط بها من هوامش غنية بالتفاصيل.. نحن هنا نحمل الهوية الإماراتية وجواز السفر الفني العربي، أمام جموع الفنانين والمثقفين والمصورين من كل أنحاء العالم، ونخبركم بكل فخر أننا نجحنا في إعادة صياغة الرأي العام الفني العالمي – على الأقل في هذا المحفل الدولي – عن المصور العربي، ثقافته وفكره وإبداعه ونوعية الوعي لديه بكل ما يدور حوله في هذا العالم، وفرادة تصويره لكل ذلك!

كل ردود الأفعال الواردة لنا هنا رائعة، سواء من زوار جناحنا في المعرض أو من متابعينا في كل أنحاء العالم، أو من عناوين تغطيات وسائل الإعلام، وحتى من ممثلي كبريات المؤسسات والشركات والجمعيات الكبرى في صناعة التصوير في العالم، انطباعاتهم بمثابة شهاداتٍ تقدّر حجم العمل والتعب والجهد الكبير المبذول لتحقيق إنجازاتٍ ثمينة في أوقاتٍ قياسية.

نجوم الصف الأول في عالم التصوير أخبرونا بها صراحة: أنتم خير سفير للمصورين العرب، لقد حملتم لنا الصورة الحقيقية عنهم، وإذا كان كل من يعملون في دبي يحملون نفس طريقة تفكيركم، فلا غرابة أن تكونوا أول من يستضيف إكسبو في الشرق الأوسط.

كلنا ثقة برؤيتنا المستمدّة من راعي الجائزة، كلنا طموح وتصميم وثقة بتحقيق أهدافنا، ومن هنا يسعدني أن أبشّركم جميعاً.. أننا قريبون جداً من استحقاق لقب «عاصمة الصورة الأولى».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من البرازيل: دبي عاصمة العرب الفنية
رحلتنا للبرازيل لم تكن مجرّد رحلة عملٍ عادية، بل حملت كثيراً من صفات المغامرة المثيرة. فمنذ اللحظات الأولى لوصولنا للعاصمة ساو باولو، لاحظنا الحفاوة البالغة والتقدير العميق من منظمي معرض “فوتو ايميج”، الذي يعدّ من أشهر المعارض الفنية الخاصة بالصورة،.

والذي يشارك فيه ما يزيد على 250 عارضا من نخبة المختصين بصناعة الصورة من جميع قارات العالم.

الترحيب والاستقبال الحافل كانا في انتظارنا أيضاً عند افتتاح المعرض، فقد فوجئنا بعددٍ كبير من الحشود الغفيرة من زوار المعرض وقد قصدوا جناح الجائزة بلهفة، .

وهم يسألون عن “هيبا” بفضول شديد، وعند وصولهم للجناح بدؤوا في إطلاق الأسئلة عن الجائزة وعن تاريخها وإنجازاتها، ورأينا علامات الدهشة والانبهار واضحة على محيّاهم عندما عرفوا أن عمر الجائزة لا يتجاوز 3 أعوام

حيث صارحنا أحد كبار المصورين البرازيليين بأنه متأكد من أن عمر الجائزة يتجاوز 10 أعوام، إذ إنه من المستحيل أن تكون الجائزة “الأغلى في العالم” ـ كما يحلو لهم هنا وصفها ـ وعمرها لم يتجاوز الخامسة بعد!

المعرض كان كرنفالاً برازيلياً حقيقياً للصورة، وتظاهرة فنية ثريّة بالمدارس الفنية وكبريات الأسماء ذائعة الصيت في عالم صناعة الصورة، حيث تجاوز عدد زوّاره 55 ألفا، وقد نجحنا بحمد الله في لفت انتباههم والتواصل معهم جميعاً، من خلال زيارتهم لجناحنا الذي كان “الجناح الرئاسي في المعرض.

” كما وصفته إحدى الإعلاميات التي أجرت معنا لقاءات مطوّلة. قدّم جناح الجائزة 4 عروض يومياً لزوار المعرض، وعرضت لهم نماذج من الصور الفائزة في دوراتها والصور التي وصلت للمراحل النهائية منها، وكان الإقبال على المشاركة في الجائزة منقطع النظير.

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، كانت الممثل العربي الوحيد في المعرض، وهذا كان من أسباب سعادة مئات المهتمين العرب أو من ذوي الأصول العربية، الذين عبّروا لنا عن فرحتهم الغامرة وفخرهم واعتزازهم الشديد بالجائزة منذ لحظة قراءتهم لاسمها بالحروف العربية على جناحنا، .

وكونها الجائزة الأكبر في العالم، ما أشعرهم بأن الريادة العربية على مستوى الفنون أعادت لهم ذكريات العصور الذهبية للفن والثقافة العربية!

عدد كبير منهم ومن فناني البرازيل خاصة والقارة الأمريكية الجنوبية عامة، قضوا وقتاً طويلاً في جناح الجائزة مهتمين بمعرفة كل صغيرة وكبيرة عنها، وبالتقاط عشرات الصور التذكارية في زوايا الجناح المختلفة.

أخبرني أحد الفنانين البرازيليين من أصل عربي، أنه زار دبي عدة مرات وهو فخور بها جداً، لأنها “مدينة عربية بمواصفات عالمية شكلاً ومضموناً.

” ويعتبرها “عاصمة العرب الفنية”، وأضاف: أريد أن أقول لكل إماراتي أنت محظوظ لأن لديك قيادة ترعى إبداعك وتهتم بكل تفاصيل حياتك.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.