السوبرانو العالمية إيزابيل نيكولاس جونسون تغني لسورية في مقر الأمم المتحدة بجنيف الاثنين القادم

دمشق-سانا

تحيي مغنية الأوبرا العالمية السوبرانو ايزابيل نيكولاس جونسون حفلا غنائيا في مقر الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا الاثنين المقبل ستقدم خلاله عدة أغنيات بلغات متنوعة ومنها أغنية “زهور السلام” باللهجة السورية المحكية من كلمات الشاعر السوري المغترب إياد قحوش ومن ألحان الموسيقي السوري المغترب زاهر عساف.

ويأتي الحفل بمناسبة مرور سبعين عاما على مشروع الموسيقا غذاء النفس حول العالم الذي بدأه فنانون من نيويورك تحت إشراف الأمم المتحدة كرسالة سلام للعالم ستقدم خلال الحفل.

وعن أهمية الغناء لسورية وهذا العمل الذي ستقدمه قالت المغنية جونسون في تصريح لـ سانا: “أردت الغناء لسورية وشعبها لانها بلد مهم وجميل وشعبها طيب ولأني أهتم بما يجري فيها وأريد لها الأفضل فمن واجبي كفنانة وإنسانة تعيش في هذا العالم أن أجعل هذا الكوكب مكانا أفضل” معتبرة أن الموسيقا دائما مع الحب والسلام وعندما يقدم عمل فني جماعي من أجل هدف محدد فهذا يعزز الأمل والمحبة والسلام.

وأضافت السوبرانو الكندية إن أغنية “زهور السلام” عمل فني جاء لإعطاء الأمل للشعب السوري وليكون رسالة سلام لسورية والعالم مؤكدة أن “هذه البلاد ستنهض من الدمار وتشع شمسها من جديد وأن دمار المدن والبيوت لن يمنع الفرح الآتي والزهور التي ستنمو بين الحطام مبشرة بغد أجمل”.

وأعربت المغنية الكندية التي ستغني باللغة العربية لأول مرة عن أمنياتها بتكرار هذه التجربة وقالت: “التقيت بالموسيقي السوري زاهر عساف منذ نحو السنة في إحدى الحفلات الموسيقية الشرقية الاستعراضية في جنيف وأذهلني جمال الموسيقا العربية التي يقدمها والغناء باللغة العربية وشعرت حينها برغبة عارمة بأن أغني شيئا شبيها بذلك وها هي رغبتي تتحقق في هذا الحفل”.

ولفتت جونسون التي تتقن خمس لغات اوروبية إلى أن بروفات عديدة جمعتها بالشاعر قحوش والملحن عساف عبر السكايب ليكون نطقها للمفردات العربية سليما وقالت: “عملي كمغنية أوبرا لمدة إحدى عشرة سنة ساعدني كثيرا على تفهم كيفية النطق الصحيح للكلمات العربية وأشعر بحب حقيقي لهذه اللغة التي أراها شاعرية وموسيقية ويسعدني تعلمها”.

كما عبرت السوبرانو العالمية التي لم تزر سورية من قبل عن رغبتها بزيارة دمشق والغناء فيها مبينة أن هذه الزيارة ستكون أمرا مشرفا لها في حال وجهت لها الدعوة للغناء للشعب السوري في العاصمة السورية.

من جهته قال ملحن العمل الغنائي الموسيقي عساف: “عندما طلبت مني المغنية جونسون أغنية بالعربية من ألحاني لتقدمها في الذكرى السبعين لمشروع الموسيقا غذاء الروح شعرت بالسعادة والمسؤولية بالوقت ذاته فهي المرة الأولى التي سألحن لمغنية أوروبية تغني غناء أوبراليا فاتصلت بصديقي الشاعر الدكتور إياد قحوش الذي تعاونت معه في عدة أعمال سابقة وطلبت منه كتابة كلمات الأغنية فوضع نصا غنائيا مليئا بالحب والأمل لسورية وأطفالها” وتابع عساف: “عملت على تلحين الكلمات بعد أن درست المساحات الصوتية للمغنية حيث اعتمدت في اللحن على المزج بين موسيقانا الشرقية وأسلوب الغناء الكلاسيكي الغربي لصوت من طبقة سوبرانو” لافتا إلى إعجاب المغنية جونسون بالأغنية كلاما ولحنا ورغبتها بتكرار هذه التجربة مستقبلا.

وقال عساف المولود في قرية صدد التابعة لمحافطة حمص عام “غادرت سورية عام 1994 عندما كنت طالبا في السنة الثالثة في المعهد العالي للموسيقا ورغم اني عزفت وغنيت على الكثير من المسارح في العديد من الدول الأوروبية ومع الكثير من الفنانين الأوروبيين والعالميين فإن روحي كانت دائما في سورية وكنت أعزف الموسيقا الشرقية السورية وهدفي دائما هو إعطاء صورة جميلة عن وطني بلد السلام ومهد الحضارات وتمثيله أفضل تمثيل”.

بدوره قال الطبيب الشاعر قحوش: “كل يوم عندما أخلد للنوم تتركني روحي لتطير كسرب حمام فوق قباب قرى ومدن سورية وعندما تعود أحس بقلبي يرقص  كأطفال العيد فبلدي بيدر فرح وساحة سلام وسأظل أكتب عنها ولها لأني أسمع وقع سنابك خيول الخلاص قادمة من الضفة الأخرى لنهر الزمان وهذه الأغنيةكتبتها لأول وآخر حب لسورية الخبز الطري وصباحات القهوة والمساءات أمام البيت وقول مرحبا يا جاري فبلدي الطفولة التي لا تنتهي والشباب الذي لا يشيخ”.

قحوش ابن مرمريتا قال: “أهدي هذا العمل للشجر الواقف في وجه الريح ولا ينحني في وطني وهذا أقل ما يجب أن أفعله لبلدي وعلى أمل الكتابة لفرح الحياة الآتي والخلاص القادم حتما”.

ويقول مطلع أغنية “زهور السلام: “تحت المدن المهدمة.. وبين الحجار.. مطرح ما نامو بهالشتي.. ولاد الزغار..عم تطلع زهور السلام.. يا سلام.. يا سلام.. كيف الزهر بيطل من بين الدمار”.

وإيزابيل هي سوبرانو معروفة بجمال صوتها ونالت في عام 2009 الجائزة الأولى في مسابقة الموسيقا الكندية وفازت في عدة مسابقات موسيقية في عام 2010 وكانت عضوا في استوديو أوبرا إيمس في غراتس بالنمسا وحصلت على عدد من المنح الدراسية للموسيقا وقامت بأداء عدة أدوار اوبرالية في الكثير من العروض الاوبرالية الاوروبية بعدة دول منها فرنسا وايطاليا والمانيا وكندا وسويسرا وانكلترا وغيرها حيث كان اول ظهور لها في أوروبا عام 2011 في أوبرا كاميليا لموزارت في ميونيخ بألمانيا.

محمد سمير طحان

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.