“سوزان محمد”.. رسوم الكرتون والزخارف النباتية

نضال يوسف

الاثنين 31 آذار 2014

عفرين – مرسم أصلان معمو

حملت عشق الفن في روحها منذ طفولتها المبكرة، ولما كبرت لم تستطع دراسة الفن ولكنها بجهودها الذاتية حققت تجربتها الخاصة والناجحة.

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” زارت السيدة “سوزان محمد” في منزلها بمدينة “عفرين” بتاريخ 18 آذار 2014، فتحدثت عن تجربتها وقصة نجاحها فقالت: «بدايةً أود القول إنني من مواليد قرية “متينا” –”عفرين” في العام 1978، وفيها أمضيت طفولتي الأولى التي علقتني بالرسم والألوان. وكلما كبرت كان يكبر معي حلمي في الدخول إلى هذا العالم ومن ثم تحقيق طموحي الذي لم يفارقني يوماً، ولكن زواجي وبعد الكلية عن مدينتي وقفا حائلاً بيني وبين تكملة دراستي ودخول كلية الفنون الجميلة إلا أن تحقيق حلمي لم يفارقني لذلك تابعت ممارسة الرسم في أوقات فراغي».

وتابعت: «في العام 2010 افتتح الفنان التشكيلي “أصلان معمو” مرسماً فنياً بـ”عفرين” قام فيه بتعليم الأطفال مبادئ الفن وأصوله فسارعت لتسجيل ابنتي “شفين” فيه، وفي المنزل كنت أساعدها فنياً فاندهش الفنان “معمو” وسأل ابنتي عن سر تطورها السريع في المرسم فأخبرته بالقصة فطلب مني الحضور إلى المرسم فلبيت الدعوة وهناك حكيت له قصتي مع الفن فطرح علي

تكبير الصورة
من أعمالها

فكرة أن ألتحق بالمركز لدراسة الفن ففعلت.

وخلال وجودي في المركز مدة سنتين تطورت موهبتي كثيراً بعد أن أطعمتها بدراسة علمية سليمة إذ أنجزت خلال تلك الفترة وما بعدها العديد من اللوحات الفنية وبتقنية فنية عالية؛ وبذلك دخلت عالم الفن وأنا واثقة من نفسي وفخورة بنتاجاتي الفنية وبتجربتي الناجحة».

وحول سر نجاحها في تجربتها قالت: «كربة منزل قمت أولاً بتنظيم وقتي وتوزيعه بشكل سليم بين الأعباء المنزلية وتربية أولادي وتعليمهم ودوامي في المرسم، وكان لمساعدة زوجي وتفهمه لموضوع عشقي للفن دور كبير من خلال تشجيعه الدائم، ثم الصبر والإرادة وهما زاد الإنسان لتحقيق ما يحلم به، وباختصار إن تجربتي الناجحة سرّها العوامل والظروف التي ذكرتها آنفاً».

وختمت حديثها بما حققته حتى الآن والمدرسة الفنية التي تنتمي إليها قائلة: «لقد شاركت في معرض “ألوان من عفرين” الأول؛ الذي أقيم في العام 2011 في المركز الثقافي بـ”عفرين”، كما شاركت لوحاتي في “مهرجان الشعر الكردي” بعفرين في العام 2014،

تكبير الصورة
أستاذها الفنان أصلان معمو

حيث رسمت لوحات بورتريه للشخصيات الثقافية الكردية مثل الفنان “محمد شيخو”، والشعراء: “أحمد خاني”، و”ملا جزيري”، و”جيكرخوين”، و”شفان”، وغيرهم، وتمت الاستعانة بلوحاتي أيضاً في تزيين المسارح وأماكن إقامة الحفلات الثقافية الأخرى».

أستاذها في المرسم “أصلان معمو” تحدث عن تجربتها فقال: «بدأت “سوزان” موهبتها ببعض الرسوم المقتبسة من الأفلام الكرتونية وبعض الخطوط للزخارف النباتية وهذا ساعدها في تطورها المهم بداية في مجال الخط العربي.

إن الزواج في المجتمع الريفي بالنسبة للمرأة يعني موت مواهبها وطموحاتها كما هو متعارف، ولكن “سوزان” لم تقتنع بهذه الفكرة فهي صاحبة شخصية حاضرة وهي واثقة من نفسها وتعمل بجد لتحقيق ما تصبو إليه، فراحت تعمل على ممارسة الفن بشكل ذاتي في بيتها في غياب أي مركز فني بـ”عفرين”، وفي العام 2010 عندما افتتحت مركزي الفني سارعت للتسجيل، وفي المركز تطورت بصورة كبيرة محققة العديد من اللوحات الفنية من طبيعة صامتة وبورتريهات، وبشكل عام هي تميل في تجربتها إلى الأسلوب الكلاسيكي والتصويري لكونها

تكبير الصورة
السيدة سوزان محمد

تحب الجمال الإنساني وجمال الطبيعة من حولها».

وختم “معمو”: «عموماً فإن هذه المرأة ذات إرادة قوية وصبر لا حدود له وبذلك حققت لمجتمعها وأسرتها تجربة ناجحة تستحق أن تكون نموذجاً يقتدى به، وهنا أود أن أتوجه إلى المرأة عموماً في مجتمعنا بأن يعملن لتحقيق طموحاتهن وعدم الاستسلام للواقع من خلال الاستفادة من تجربة السيدة “سوزان محمد”».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.