أيقونة التصوير الفوتوغرافي المصورة الفرنسية الراحلة فرانسوا دي ميلدي

        

  

ولدت المصورة الفرنسية فرانسوا دي ميلدي في إحدى ضواحي باريس في التاسع من يونيه حزيران 1947  ابنة لمهندس كهربائي .

     

كانت فتاة مليحة بشعر بني مسترسل ما دفعها في أول شبابها الى العمل كموديل لبعض الوقت قبل ان يغويها التصوير الفوتوغرافي لتمسي فيما بعد واحدة من إيقوناته .  درست الفلسفة غير ان عشقها للترحال تجلى في مطلع شبابها :

     

  احدى دبابات الفيتكونغ تقتحم اسوار سايغون العاصمة

رحلتها التصويرية الأولى كانت الى فيتنام عام 1970 حين ابتاعت تذكرة ذهاب فقط !  بدأت أيامها هناك كسائحة قبل ان تقرر البقاء : ” الطريقة الوحيدة للعيش هي التقاط الصور . لم اكن في الاصل مصورة على الإطلاق .فجأة وجدت نفسي أمارس التصوير ” كان لديها شعور بضرورة توفير صور عن فيتنام وهكذا شرعت بالتدرب كمصورة عسكرية وآثرت البقاء في سايغون حتى  بعد ترحيل الأجانب . وفي الثلاثين من نيسان  1975 نالت الجائزة الأولى عن صورة لها بالأبيض والاسود لدبابات الفيتكونغ وهي تقتحم اسوار سايغون العاصمة القديمة.
اثر الانتهاء من تغطية وقائع الحرب الفيتنامية ترحلت المغامرة دي ميلدي الى اكثر من بلد وبقعة من بقاع العالم الساخنة : انغولا ، لبنان ، السلفادور، اثيوبيا ، الباكستان وكوبا . الا ان اغلب رحلاتها شملت بقاعا في الشرق الأوسط حيث تقول انها اكتشفت قدرا كبيرا من سوء الفهم حول شخصية الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي ارتبطت به بشكل من أشكال الصداقة الفكرية . كما لاحقت أخبار حربي الخليج الأولى والثانية .كانت من بين قلة من الصحفيين ممن تمكنوا من الدخول الى بغداد اثناء قصفها على يد قوات التحالف،

     

               نسوة امام سجن البصرة المركزي

كما استطاعت الوصول الى جبهة الحرب الأسبق في البصرة وعموم الجنوب العراقي . عموما اقتصر نشاطها على العمل مع وكالتي سيبا وغاما كما تعاونت مع وكالة Getty Images  الامريكية للتصوير الفوتوغرافي . وكرمت دي ميلدي اكثر من مرة في احتفالات مجلة تايم ولايف ونيوزويك . من بين الصور الفريدة التي قامت دي ميلدي بالتقاطها وقادتها الى نيل جائزة الصحافة العالمية للتصوير الفوتوغرافي  صورة التقطت في الثامن عشر من كانون الثاني 1976 تصور امرأة فلسطينية تناشد محاربا ميليشياويا بالإبقاء على حياتها وحياة أسرتها قبالة بيت تطوقه النيران .
في حضرة المزاد
في التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول 2003  افتتح معرض اقامه
غاليري فو دي باريس حيث كرس ريعه لمساعدة احد الصحفيين الفرنسيين الذي كان مصابا بمرض خبيث دون ان تكون لديه هوية تأمين صحي . المعرض حصد ما يقارب 171.000 يورو , وفي ذلك المزاد وصل سعراحدى صور دي ميلدي الفوتوغرافية والتي سبق وان فازت بالجائزة الاولى في احدى المسابقات الدولية ما  يعادل 11.000 يورو .
ومن المفارقات المؤلمة ان فرانسوا دي ميلدي نفسها اصيبت بمرض خبيث في عام 2003 لترحل عن عمر ناهز الحادية والستين بعد تأثرها من نوبة قلبية في مستشفى بضواحي باريس عام 2008 .  

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.