كتاب للناقد الأميركي «هارولد بلوم»
بحثاً عن فأس الجليد.. لماذا نقرأ؟ وكيف؟

تاريخ النشر: الجمعة 23 يونيو 2017

عبير زيتون (رأس الخيمة)
هل يوجد توصيف محدد لطريقة وأسلوب القراءة الجيدة أو السيئة؟ وإن كان هناك هذا التوصيف الدقيق.. فما الأسباب الرئيسة التي تفرض علينا واجب «أن نقرأ»، خاصة مع عصرنا اليوم، حيث المعلومات المتاحة اليوم مع وسائط التواصل الاجتماعية من الكثرة والوفرة التي تدفع كلاً منا إلى التساؤل «أين الحكمة من القراءة؟ ولماذا يجب أن نقرأ وهي عملية شاقة وليست بهذه السهولة؟ وإن حالفنا الحظ بمن ينير دربنا في عملية القراءة، فكيف نحظى بالكتب التي تؤثر فينا بعمق؟ وهل يجب للكتاب الذي نقرأه أن يكون كـ«فأس الجليد» القادر على كسر بحر الجليد في داخلنا حسب تعبير «كافكا».
هذه الأسئلة وسواها، والتي قد تراود ذهن القارئ العادي منا، يتصدى لها بعمق التحليل والتوصيف الناقد الأميركي المرموق «هارولد بلوم» في كتابه «كيف نقرأ ولماذا»، ترجمة نسيم مجلي، والصادر ضمن منشورات المركز القومي للترجمة- مصر. يقول لنا «هارولد بلوم» في كتابه حول لماذا نقرأ: القراءة نوع من التدريب في عملية الإدراك، وتمثل طريقة جيدة لإيقاظ تلك الشعلة الداخلية لانبثاق النور في أعماقنا، أو لخلق تلك الرئة التي تتنفس وتجعل أنفاسنا تتسارع أكثر وأقوى من أي شخص آخر، وليس بالضرورة أن تجعل منك شخصاً أفضل، ولكن من المؤكد أنها تجعل منك روحاً رحبة واسعة الآفاق أكثر من أي وقت مضى، فالقراءة تعلمنا أن نفتح عقولنا للتساؤل والدهشة.

ولكن ما الذي نتعلمه «مما نقرأ» يجيب الناقد الأميركي بلوم في كتابه قائلاً: أنت تقرأ في النص من أجل شيء يضيء أمامك، هذا الشيء الذي يضيئك أنت يجعلك بصورة أو بأخرى تشعر بأنك استنرت وبدأت تتألق، ففي كل عمل عبقري نتعرف على أفكارنا المرفوضة، إنها تعود إلينا في سمو متباعد فنأخذ منها ما نحتاج إليه وما نريده، ففي القراءة أنت تسترد حقك بصورة مثالية، فهي مسألة كينونة تساعد المرء أن يعرف ماذا يريد أن يكون.

وعن «كيف نقرأ» يقول «بلوم» في كتابه اكتشف ما يلائمك، ومما يمكن الانتفاع به في التفكير العميق وإمعان النظر، والذي يخاطبك كما لو كنت تشارك في طبيعة واحدة بعيداً عن طغيان الزمن، فالقراءة شأنها شأن أي نشاط ذهني آخر لا بد أن تفي بالاهتمام الرئيسي الذي يتماشى مع ما يلائم ذواتنا بعيداً عن أي أيديولوجيا مسبقة تعد عامل تدمير بالنسبة لقدرتنا على الفهم وعلى تذوق قيم الجمال في عملية القراءة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.