مهرجان دمشق للفنون المسرحية الخامس عشر يختتم فعاليته بحفل في دار الأسد للثقافة والفنون

06 كانون الأول 2010

مع الرقص والمسرح والموسيقى والغناء

بحضور الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة والدكتور محسن بلال وزير الإعلام وعدد كبير من الفنانين العرب والسوريين وجمهور غفير من محبي المسرح، اختتمت مساء أمس فعاليات الدورة الخامسة عشر لمهرجان دمشق للفنون المسرحية على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.

مع فتح الستار بدأت فرقة سمة للمسرح الراقص لتقدم عملاً رائعاً أدهش الحضور بتقنية خيالية ولياقة بدنية ذات مستوى عالٍ، وجاء العرض تحت عنوان «عالم الدمى»، وحاولت فرقة سمة في هذا العرض أن تقدم بحثاً تجريبياً على مستوى لغة الجسد يحاكي الألعاب والدمى الموجودة في عالمنا، وتمت تلك المحاكاة بواسطة أجساد الراقصين وإمكانيات التعبير المرافقة وصولاً إلى الصيغة المقترحة في هذا العرض، هذا من جانب، ومن جانب آخر جاء العرض بمستوى عالٍ سواء في المضمون والرؤية التي حملت اقتراحاً افتراضياً في أصل المسرح وولادته، فانطلق العرض من حكاية روتها شخصيتان باسم «كركوز» و«عيواظ» اللذين قام بدورهما كل من الممثّلين السوريين وسيم قزق وأيمن عبد السلام، وشكل كل منهما شخصية مسرحية على الرغم من أنه دمية في أصله، ومن هنا يبدأ العمل انطلاقاً من أصل كركوز وعيواظ المتجانس مع الدمى، وتكون بداية الحكاية عندما يبيع أحد الأشخاص هاتين الشخصيتين في محل الألعاب، وداخل المحل وسط الألعاب تحيى الدميتان وتقرران أن تحكيا حكايتهما من خلال تحريكهما للألعاب، فترويان حكاية الإنسان والدمية، ذلك الإنسان الذي فشل في العيش بين الدمى فأوجد المسرح لأنه المكان الوحيد الذي يمكن للدمى أن تنطق وتحيى فيه، بحيث يمكن للإنسان أن يحب ويعيش معهما على خشبته. واشتغل على هذا العرض كدراماتورج الفنان ثائر العكل وكريوغراف علاء كرميد، أما تدريب الراقصين فقام به كل من حور ملص ويارا عيد.


المغنية الشابة شهد برمدا
تطرب الحضور بمرافقة فرقة الموسيقى العربية

ومن الرقص التعبيري ولغة الجسد إلى لغة عالمية أخرى وهي الموسيقى لتعزف للحضور فرقة الموسيقى العربية التابعة لمجموعة صلحي الوادي للفنون التي يشرف عليها فنياً الموسيقي السوري جوان قرجولي بمرافقة المغنية السورية الشابة شهد برمدا وبقيادة عازف الكمان السوري أمير قرجولي. بدأت برمدا بأغنيتها الشهيرة «بعد اللي صار» ليشتعل المسرح تصفيقاً تعبيراً من الحضور عن إعجابهم بصوت هذه المغنية الشابة التي بدأت تواً بصعود سلم النجومية، ومن ثم أبدعت في أغنية «العيون السود» للمغنية الكبيرة وردة الجزائرية، لتغني بعدها رائعة أم كلثوم «فكروني»، وأنهت حفلها بوصلة من التراث العربي السوري، حيث استمرت شهد برمدا بالغناء ما يقارب الساعة، رقص فيها وصفق وغنى معها الحضور، وذلك بانسجام تام بينها وبين موسيقيي فرقة موسيقى العربية التابعة لمجموعة صلحي الوادي للفنون.

المكرمون في ختام مهرجان دمشق للفنون المسرحية:
وكما في حفل الافتتاح، كرم المهرجان مجموعة من الفنانين العرب والسوريين وهم: ثراء دبسي، مانويل جيجي، أميمة طاهر (سورية)، عصام السيد (مصر)، ميراي معلوف(لبنان)، عبد الرحمن بن زيدان (المغرب)، عز الدين قنون (تونس)، د. شفيق المهدي (العراق)، د.يوسف عيدابي (السودان)، محمد بن قطاف (الجزائر).

وألقى الفنان العراقي د. شفيق المهدي كلمة باسم المكرمين في ختام مهرجان دمشق للفنون المسرحية جاء فيها: «السلام على دمشق العروبة، مذ كانت الدكتورة نجاح العطار وزيرة للثقافة فإن الثقافة السورية والعربية بخير، وإني ووفد الفنانين العراقيين نبدي السعادة التامة لمشاركتنا، كما نحيي الدكتور رياض عصمت لألف سبب، وباسمنا واسم المكرمين نشكر كل سورية أمة وسياسة وشعباً وقائداً وكل المثقفين والفنانين، ودمشق في كل قلب عربي، وكما يريد كل المثقفين والفنانين العراقيين يجب أن تفتح كافة الأبواب بين بغداد ودمشق».


السيد وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت
يكرم عدداً من المسرحيين السوريين والعرب في حفل ختام المهرجان

وبهذا يكون الستار قد أسدل على دورة أخرى من دورات مهرجان دمشق المسرحي، وكلنا أمل بأن نستقبل بعد عامين مهرجاناً آخر ومسرحاً بهذا الجمال كما كان في عروض هذا العام.

«اكتشف سورية» التقى الأستاذ عماد جلول مدير المهرجان ومدير المسارح والموسيقى، حيث قال عن الجديد في هذه الدورة من مهرجان دمشق المسرحي: «هذا العام هناك ما يميز هذا المهرجان وهو انطلاق مشروع تظاهرة المنصة المسرحية لحوض الأبيض المتوسط، ولنا الشرف بأن تكون سورية هي من احتضنت الدورة الأولى لهذه التظاهرة ضمن فعاليات هذا المهرجان، إذ نجد عروضاً من تركيا وفرنسا وقبرص، وفي العام المقبل ستكون الدورة الثانية من هذا المشروع في فرنسا، كما استضافت هذه الدورة من مهرجان دمشق للفنون المسرحية أشخاصاً كباراً لهم شأنهم في الحياة المسرحية العالمية منهم جون بير دوما وهو مدير المعهد العالي للتقنيات المسرحية بفرنسا، وهذا المعهد الكبير يعلم التقنيات المسرحية على مستوى عالمي وكبير، وغالباً ما سننجز في هذه الزيارة ذلك التعاون الذي سبق واتفقنا عليه نحن وإدارة هذا المعهد، وهو عبارة عن تقديم منح دراسية لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق للدراسة في المعهد الفرنسي المذكور، خاصة وقد أصبح في معهدنا الآن فرع لدراسة التقنيات.

وأضاف الأستاذ جلول: «هذا غير العروض التي تابعها الجمهور الدمشقي والقادمة من مختلف أنحاء العالم العربي والأجنبي والتي تميزت بمستويات عالية».

وأنهى حديثه قائلاً: «أشكر وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت على رعايته الكريمة لهذا المهرجان، كما أشكر كل من وقف إلى جانبنا من الفنانين والإعلاميين حتى خرجنا بهذا المستوى المعقول».

 

إدريس مراد – دمشق

اكتشف سورية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.