“سليم العنحوري”… كتاب “الشعر العلمي” يتوج المؤلفات الشعرية

مؤسس “مرآة الأخلاق” أول مجلة سورية

لمى الغسان

الأحد 23 شباط 2014

أبو رمانة

“سليم العنحوري” اسم لمع في عالم الصحافة فكان رائداً من رواد الصحافة العربية، ومؤسس أول مجلة سورية، كتب الشعر والرواية الأدبية وخاض في مجال الفلسفة والعلوم الأدبية..

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت الباحث والصحفي “داوود أبو شقرا” بتاريخ 11 شباط 2014؛ الذي تحدث عن “سليم العنحوري” ومراحل حياته التعليمية والمهنية، فقال: «تلقى تعليمه الأول في “دمشق” ثم درس الحقوق في الآستانة، وفي عام 1886 أصدر مع ابن عمه “حنا العنحوري” مجلة “مرآة الأخلاق” وكان عمره آنذاك نحو ثلاثين سنة، وعندما صادرتها الحكومة هاجر إلى مصر عام 1890 وأنشأ هناك مطبعة “الاتحاد”، ومجلة “مرآة الشوق”، وفي عام عام 1906 أصدر مجلة فصلية باسم “الشتاء”، ولدى عودته إلى “دمشق” عمل في تحرير عدد من الصحف، منها: “دمشق”، و”المشكاة”، و”الشام”».

ويشير “أبو شقرا” إلى أن “العنحوري” قضى فترة الحرب العالمية الأولى منفياً في الأناضول، فقام أهله بإحراق كل آثاره الأدبية خلال فترة نفيه، وذلك بعد أن وجهت إليه تهمة التجديف والمس بحرمة الأديان في بعض رواياته، بيد أن المحكمة برأته من هذه التهمة فيما بعد.

وعن إنتاجه الشعري والروائي يقول “أبو شقرا”: «له دواوين شعرية عدة منها “سحر هاروت” الذي صدر عام 1885، وهو أول ديوان شعري له، و”بدائع ماروت”، أو “شهر في بيروت” الذي طبع في مطبعة القديس “جاورجيوس” في بيروت عام 1886، إضافة إلى ديوان “الجوهر الفرد والشعر العصري” الذي طبع في بيروت أيضاً عام 1904، وله مسرحية شعرية تحمل عنوان “أشيل” ترجمها له عن الفرنسية “فرانسيس تراك” فتصرف بها ونظم أشعارها، ومُثلت في بعض الجمعيات الخيرية في “دمشق وبيروت”، أما الإنتاج الروائي فله رواية “الانتقام العادل والحب” التي تم تعريفها كرواية غرامية، وله كتب عديدة منها: “الجن عن غير العرب”، و”الخالدات”، و”عكاظ”، و”كنز الناظم”، و”مصباح الهائم”».

أما الدكتور والباحث “سهيل الملاذي” فتحدث عن مجلة “مرآة الأخلاق” التي أنشأها “العنحوري”، ويقول: «مجلة نصف شهرية، وهي أول مجلة سورية، أنشأها “سليم العنحوري” وابن عمه “حنا” في “دمشق” نهاية كانون الأول عام 1885 دون الحصول على امتياز من الحكومة، كانت على قسمين: الأول روايات تتجاذب طرفي الغرام والأدب وتأخذ بناصيتي الفكاهة والعلم، والثاني يخوض كل عباب ويبحث في كل ركاز وتراب، وبعد ظهور العدد الأول اتهم الواشون “سليم العنحوري” بأنه يتحدى القرآن الكريم بأساليبه، فحجزت الحكومة عليها وأحالته إلى المحكمة التي برأته فيما بعد».

وتابع: «انقطع عن الصحافة عام 1890 إلى المحاماة وفن الصيرفة، وفي عام 1894 مُنح وسام المجيدي الثالث، وعدداً من الجوائز الأخرى، وعاد إلى “دمشق” ليكتب في صحيفة “دمشق” والشام” ومعظم المجلات والصحف العربية، ثم انصرف إلى النظم والرسائل والخطب، وبعدها أنشأ مجلة “الشتاء” في مصر عام 1906، وجريدة “المشكاة” في “سورية” عام 1912».

ثم أضاف: «له العديد من المؤلفات التي لم تنشر وتنوعت حتى شملت العديد من المجالات كالشعر والعلم والأدب والفلسفة والمجتمع وغيرها، ومنها كتاب “عكاظ في شؤون العرب قبل الإسلام” وصف فيه حال العرب الأدبية والمدنية باحثاً في لغتهم وآدابهم وعاداتهم وثقافتهم، وكتاب “المسألة الشرقية” الذي يعد أبحاثاً تاريخية باللغة التركية، وكتاب “الشعر العلمي” وهو ديوان يفسّر الألفاظ ويوجه العناوين، و”كتاب في أعضاء الإنسان” يعنى بالأبحاث اللغوية، وتلك الكتب لم تطبع وتنشر لأنها أحرقت أثناء فترة نفي “العنحوري” في الأناضول».

وأنهى حديثه بالقول: «خلال فترة نفيه صرف “العنحوري” سنة وأربعة أشهر (من كانون الأول 1917 إلى آخر نيسان 1919) في نظم ثلاثة دواوين شهرية وهي: “فلسفة الخيال”، و”نهضة الشعر”، و”مرآة الانقلاب”، وقد وجدها المؤرخ “عيسى اسكندر المعلوف” في دمشق مكتوبة بخط يد “العنحوري”».

الجدير بالذكر أن الصحفي والشاعر والروائي “سليم العنحوري” ولد في 21أيار عام 1856، اسمه الحقيقي “سليم بن جرجس عينموري” (وأصبحت “عنحوري” لكثرة دورانها على الألسن)، توفي في “دمشق” العاشر من تموز عام 1933.

تكبير الصورة
د. سهيل الملاذي
تكبير الصورة
الباحث داوود أبو شقرا
تكبير الصورة
كتاب كنز الناظم ومصباح الهايم

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.