حفل تكريم للعازف العالمي ضياء السكري بحلب

13 تشرين الأول 2010

وإطلاق ألبوم يحوي الأعمال الكاملة بعنوان موسيقي من حلب

كثيرون حول العالم سمعوا موسيقى المؤلف الموسيقي الكبير ضياء السكري دون أن يعرفوا من هو صاحب هذه المقطوعات المميزة، وكثيرون سمعوا باسم المؤلف الموسيقي الكبير ضياء السكري دون أن يسمعوا موسيقاه. إلا أن يوم الحادي عشر من تشرين الأول من عام 2010 سيغدو العام الذي تم فيه لأول مرة توثيق أعمال هذا المؤلف الكبير في ألبوم موسيقي واحد يحمل عنوان «موسيقي من حلبي».

ففي مكان يجمع بين الأصالة والتراث، تم الاحتفال بإطلاق ألبوم موسيقي يجمع أيضاً بين الأصالة والتراث، حيث أقيم في قاعة العرش الواقعة في قلعة حلب حفل إطلاق هذا الألبوم الموسيقى الذي يضم 22 عملاً موسيقياً من تأليف المؤلف الموسيقي الحلبي الأستاذ ضياء السكري في مبادرة رعاها وقام بتمويلها مجلس مدينة حلب، وعمل عليها وأعد لها العازف المعروف الأستاذ أشرف كاتب، وقام بتنفيذها فريق كبير من الموسيقيين جمع بين سوريين، عرب وأجانب.

«كنت أحد المشاركين في مشروع “الموسيقى العربية والعالم” الذي أنتج ألبوماً موسيقياً يحوي مؤلفات الفنانين العرب، والذي كان من بينهم المؤلف الموسيقي ضياء السكري، وضم الألبوم الذي تم إنتاجه في العام 2001 وحمل اسم “إيماء”، ثلاث مقطوعات موسيقية له. وكنت كلما عزفت مقطوعات موسيقية له في حفلاتي، نالت إعجاب كل من العازفين والجمهور. عندها فكرت: لم لا يتم توثيق عدد من أعمال هذا المؤلف العظيم في ألبوم موسيقي واحد».


الموسيقي أشرف كاتب يوقع ألبوم موسيقي من حلبي

كانت تلك كلمات الفنان أشرف كاتب الشخص الذي عمل على إنجاح الفكرة لتظهر بالشكل الذي هي عليه، ويضيف: «كانت الفكرة الأولية تتمثل في تقديم ألبوم يحوي تسع أعمال موسيقية له كهدية في عيد ميلاده السبعين الذي حل قبل عامين، ولكن للأسف لم يتم الأمر. وعندما أتيت إلى سورية – وتحديداً مدينة حلب – للمشاركة في الأيام السورية الألمانية، ومن ثم أمسيات الخريف الموسيقية، طرحت الفكرة على صديقيّ عمار غزال مدير المدينة القديمة، ومحمود رمضان مدير مشروع “مدينتنا”، فتحمسا للفكرة ونقلاها للدكتور معن الشبلي رئيس مجلس مدينة حلب والذي وافق بشكل فوري على تمويل المشروع».

ويضيف بأنه حالما صارح الأستاذ ضياء بالفكرة، وبدأ باستلام النوتات الموسيقية منه، أحس بأنه من الظلم اختيار 9 نوتات موسيقية فقط من أصل كامل العدد الذي كان 22 نوتة. هذا الأمر دفعه إلى محاولة جعل المشروع أكبر حيث يقول: «اقترحت أن يحوي الألبوم 22 عملاً موسيقياً هي كامل أعمال الأستاذ ضياء بدل 9 العدد المقترح في البداية. كنت أعلم بأن المجهود والعمل والتكلفة الخاصة بإنتاج 22 عملاً موسيقياً، هي مختلفة كثيراً عن إنتاج 9 أعمال موسيقية. ولكن مجلس المدينة وافق بشكل فوري على اقتراح التعديل حيث بدأت العمل بالمشروع الجديد».

22 عازفاً على آلة البيانو من مختلف دول العالم شاركوا الأستاذ أشرف ـ الذي عزف على آلة الكمان ـ في أداء المقطوعات الموسيقية التي تم تسجيلها في أوروبا. الغلاف كان من تصميم البروفيسور مروان قصاب باشي، والمجهود تم تقديمه من قبل عديدين لا يتسع المجال لذكرهم الآن.

الجميع تقريباً تطوع وتبرع من أجل إنتاج الألبوم لتكريم فنان سوري شاءت الظروف ألا يشارك حفل الإطلاق للوعكة الصحية التي ألمت به، إلا أن رسالته المسجلة التي قدمها أمام الجمهور حوت تأثره الواضح الكبير حيث قال فيها: «كنت أتمنى الحضور والتواجد معكم، إلا أن ظرفي الصحي حال دون ذلك. فكرة المشروع الذي قام به الأستاذ أشرف أثرت بي جداً وجعلتني أقرر أن أكتب مقطوعات أخرى وحمستني كثيراً للكتابة وتقديم موسوعات موسيقية أكثر».

بدوره يقول الدكتور معن الشبلي بأن فكرة تمويل مشروع «موسيقي من حلبي» جاءت إيماناً من مجلس مدينة حلب بأهمية النشاطات الثقافية في حياة الإنسان، وبأنها توازي الجانب الخدمي، حيث قام المجلس بعدد من الأنشطة الثقافية النوعية مؤخراً، والتي جاء هذا النشاط كواحد منها حيث تحمل مجلس المدينة كل نفقات في المشروع إضافة إلى التنسيق الكامل الذي كان يتم بمشاركة اللجنة الثقافية الاستشارية التابعة للمجلس.


العازفون الثلاثة في تحية للجمهور

أمسية وتوقيع ألبوم:
بداية الأمسية كانت مع قيام الفنان أشرف كاتب بعزف عدد من المقطوعات الموسيقية التي تضمنها الألبوم برفقة عازف البيانو السوري غزوان الزركلي، تلاها عرض فيلم فيديو لكيفية إنجاز هذا المشروع ومراحل تحضيره. بعد ذلك بدأ القسم الثاني من الأمسية حيث شاركت العازفة الصربية كاتارينا بيبوفيتش التي جاءت خصيصاً للمشاركة في الأمسية. كما شارك الطفل ليو ناصح كاتب في الأمسية حيث قدم مقطوعة ألفها السيد ضياء خصيصاً له حملت عنوان «الحديقة السحرية»، إضافة إلى عزفه المقطع الأول من مقطوعة «طالعة من بيت أبوها» والتي أداها والده الفنان «أشرف» لاحقاً في الأمسية.

بعد ذلك جرى توزيع الألبوم الموسيقي بشكل مجاني على الحاضرين حيث قام العازفون الثلاثة بتوقيع الألبوم للجمهور.

يذكر أن الفنان ضياء السكري هو من مواليد مدينة حلب، درس الكمان حيث التحق بالمعهد العالي للموسيقى في باريس، ومن ثم أصبح مدرساً فيه، إضافة إلى عمله كمدرس للموسيقى في معهد مدينة سوريسنس (فرنسا). له العديد من المؤلفات الموسيقية المستوحاة من الموسيقى الشرقية.

أما العازف السوري الفنان أشرف كاتب فهو من مواليد مدينة حلب، درس الموسيقى في كل من حلب وموسكو وبرلين، يعمل في برلين حالياً كعازف سولو وموسيقى الحجرة، كما شارك في العديد من المهرجانات المتنوعة ونال العديد من الجوائز. بدأ منذ العام 1997 مشروعه «الموسيقى العربية والعالم» وهو مشروع رائد على مستوى العالم يهدف إلى توثيق أعمال المؤلفين العرب الجادين ونشرها وتعريف العالم بها، حيث قدم أسطوانته الأولى بعنوان «إيماءة» مع عازف البيانو السوري غزوان الزركلي، قدما فيها أعمالا على البيانو والكمان لسبع مؤلفين عرب من أكثر من دولة.

أما الألبوم فيضم 22 عملاً موسيقياً هي: «على دلعونا»، «أغنية شعبية»، «في قصر الزمان»، «تحية إلى كرايسلر»، «لحن بدون عنوان»، «عشتار والموجة»، «صلاة»، «في ذكرى ج. غورديه» المؤلفة من حركتين، «رقصة شرقية»، «شغف1»، «شغف2»، «تحية إلى ساراسات»، «صلاة الفجر»، «رقصة الربيع»، «أغنية إلى المهد»، «سلطانة دمشق»، «تحية إلى دبي»، «رقصة الفرسان»، «متتالية من حركتين»، «ارتجال ورقصة» تحية إلى ريمسكي كورساكوف، «رقصة الاستقبال»، و«مساء نيسان». كما يمكن تحميل المقطوعات الموسيقية بشكل مجاني وقانوني من خلال موقع الفنان أشرف كاتب على الرابط http://www.ashraf-kateb.com.

 

أحمد بيطار

اكتشف سورية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.