إسرائيل «تخطف» أم كلثوم

من التقرير
زينب حاوي
  • على وقع أشهر أيقونات الأغنيات العربية «يا عمري» لأم كلثوم، ساقت «القناة الأولى» الصهيونية، شريطها «الوثائقي» عن «كوكب الشرق»، وأعادت بثه على صفحة «إسرائيل تتكلم العربية» على فايسبوك. وقاحة زائدة لهذه المنابر الصهيونية في الترويج لنفسها، وتلميع صورتها في توجهها للناشطين العرب، الذين يتفاعل عدد لا بأس منهم على هذه الصفحات.

آخر «المآثر»، نشر هذا التقرير المقتضب، المليء بالرسائل السامة،والموجهة. «بعيون إسرائيلية: كوكب الشرق أم كلثوم في شريط وثائقي بالعبرية» (إنتاج القناة الأولى)، تقرير نشر قبل يومين على هذه الصفحة، في مناسبة مرور 4 عقود على وفاة الأسطورة المصرية. سلّطت هذه القناة الضوء على النجمة المصرية وعلى سيرة حياتها، ونشأتها وصولاً الى تشييعها في العام 1957، بمشاركة 4 ملايين شخص. وكان لافتاً في هذا الشريط، تصرف مقدمة التقرير التي بدت على وجهها المبالغة، في تقديم كوكب الشرق، للإيحاء بأن الأخيرة تنتمي الى الخندق نفسه مع «إسرائيل»، وأن العرب والصهاينة باتوا في كفة واحدة، وتراث وتاريخ موحدين!
وبعد تعداد أبرز محطات أم كلثوم من حقبة الملك فاروق الى جمال عبد الناصر، أقحمت القناة عن عمد، العلاقة الديبلوماسية المتوترة آنذاك بين مصر وتونس، ولعب ام كلثوم دوراً في إعادتها الى سكتها الصحيحة. هنا، ركز الشريط على الرئيس التونسي آنذاك الحبيب بورقيبة الذي كان يريد التطبيع مع «إسرائيل»، ومرر التقرير كذلك، شيئاً من الشماتة لدى ذكر حرب الستة أيام (1976)، في ما وصفه بـ «النشوة» عندما «هزمت إسرائيل مصر خلال ستة أيام».
طبعاً، لا يعدو هذا الشريط الذي يحاول دغدغة الجمهور العربي، عبر إستحضار أيقونة عربية فنية، ما زالت الأجيال تتواتر وتستمع لأعمالها، سوى محاولة بائسة من البروباغندا الصهوينة التي تتوجه بلغة العرب اليهم، الى الذوبان في الكيانات العربية، والتقاط تراثهم الحضاري والفني، والإمتزاج فيه. ربما هي فرصة سانحة اليوم، في ظل التقاتل العربي-العربي، لهذا التلميع لصورة لطالما تلطخت بدماء هؤلاء العرب.

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر | HawiZeinab@

ادب وفنون
العدد ٣٢١٨ الجمعة ٧ تموز ٢٠١٧
ويب خاص بالموقع

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.