عمان- محمد جميل خضر –  افتتح مساء أول من أمس في قاعة فخر النساء زيد ضمن مفردات المركز معرض الصور الفوتوغرافية «رؤى بصرية» بمشاركة ثمانية مصورين فوتوغرافيين هم الفنانون: دانا خريس المصالحة، دعد دلال، رنا السقا، روان دعاس، فائق أبو غزالة، محمد فتحي الفايد، نزير داوود ووائل حجازين، ويختتم المعرض الذي يتضمن زهاء 70 صورة غداً. 

خريس: رحلة الربيع والخريف
تأخذنا أعمال الفنانة دانا خريس نحو فتنة الطبيعة على اختلاف تجلياتها. وتمنحنا بأقل المعالجات التقنية أو حتى بانعدامها، بهجة خاصة وخالصة. في هذا الإطار، فإن بهجة العروق الجرداء من ورقها عند أبواب الخريف، لا تقل شأناً عند دانا عن بهجة الشقيق أو الدحنون أو الحنون، المنثور فوق لوحة الأرض كأنه أغنية الفصول، وتباريح الأثر المدهش إلى أبعد الحدود.

دلال: أناقة اللحظة المقتنصة
أناقة اللحظة المقتنصة، هو العنوان الأول المتجلي في أعمال دعد دلال وصورها الفوتوغرافية للمعرض. انثناءات الأرض المانحة فاعلية التلقي مساحة تأويل جريئة نحو انثناءات الأنثى، وملاسة فكرتها قبل ملاسة ملمسها.. انثناءات فائضة عن لعبة التجريد نحو قراءة أكثر تبصراً لأمنا الأرض.

السقا: قراءة التحولات
قراءة التحولات، ورصد فعل السنين فوق أثر بعينه، منهجية فوتوغرافية جمالية دلالية تعتمدها كثيراً المصورة الفوتوغرافية الفنانة المهندسة رنا السقا، ولكنها لا تتوقف عند ذلك بل تجعل من حبة ندى قيمة فنية لا ينبغي أن تمر دون معاينة تقوم بها عينها الثالثة، إنها عين المبدع حين يصبغ على الأشياء صفاته وهواجسه وتبتلاته، فيصبح عفن الركود لحظة لا تموت، وانسكاب حبة ندى فوق عتاقة الغصون لحظة لا تموت.

دعاس: الأشياء بعين أخرى
عمان، وتدرجاتها، وتجاور مساكنها ومفرداتها وتلالها، تصبح شيئاً آخر وفق عدسة الفنانة روان دعاس. لحظة تجديف منسية من التاريخ والجغرافيا، عجوز يتكئ على عكازه ويعبر زقاقاً في المدينة غارقاً بماء السماء، مرور قرب منزل حجري قديم تفعل الشمس بجدرانه فعلها، كلها وغيرها، لحظات تعني لروان غير ما تعنيه لغيرها.

أبو غزالة: قصة أخرى
قصة أخرى، كأنها طالعة من سلال الأحلام الوردية، ينسجها على مهل عدساته وإمكانياته وقدراته الفنان فائق أبو غزالة. هو هنا لا يرغب ببيع لوحة باهرة، بقدر ما يشتهي تفجير نشيد الخلود وصياغة لحن استثنائي من عبقره المجنون المحلق في مفردات الوجود.

فايد: عندما يسقط القمر
كالمرايا المحطمة، كلحظة من عبق وقور، يستل الفنان محمد فايد لحظته التصويرية.. الضوء غير الضوء، والظلال غير الظلال، وانحناءة الزمن فوق عظمة الإزهار لا تعني الرضوخ والهوان، بقدر ما تعني الخجل الطموح. أشياء تلمع وتغري أي كاميرا وأي عين، فما بالك بكاميرا ماهرة وعين خبيرة لا تخيب. محمد فايد لا ينتظر لحظته بل يصنعها بفكره وصبره وخياله الجامح.

داود: الحكمة المنسية
حاوية تفرغ حمولتها في شاحنة النفايات.. رجل يجلس أمام عِبَارة: «أرض للبيع» على حائط قديم.. طفل يضحك بين حوامل البالة.. الإبهار البصري.. التأمل السرحان.. التجاعيد المعتقة المصانة بشعاع الإرادة العنيدة.. هي وغيرها مفردات حيوية إنسانية بالغة الدلالات، يتصيدها الفنان نزير داود.. لحظات بالأبيض والأسود.. بالمتوالية الباقية ما بقيت حياة.. بالثنائية المستدعية دلالات لا تنتهي.

حجازين: على العهد
كما هو، وكما كان، وكما يبدو أنه سيظل دائماً.. الفنان المهندس وائل حجازين.. وبعنوانه الصامد: العراقة والأناقة.. والبحث عن لحظة توازن قصوى في فضاء الكون.. لا شيء هنا يشبه غيره.. ولا شيء يكرر نفسه.. سوى العهد والقسم بالإخلاص للجودة والجمال.. وسوى التنوع الثري.. والانتقال من جملة بصرية فذة إلى أخرى.