“سلام تركماني”.. تنظيم الشعر بين الصور والموسيقا

سمر وعر

الثلاثاء 03 كانون الأول 2013

شجعتها أسرتها ومعلموها على نظم الشعر الحر منذ نعومة أظفارها، ومن يقرأ شعرها سيجد أنه ضم كل ما قرأته، فأبياتها مليئة بالصور والموسيقا الدافئة.

إنها الشاعرة الشابة “سلام تركماني” التي تحدث عنها الباحث “مروان مراد” فقال: «تعرفت خلال عملي في ميدان الفكر إلى كوكبة من الشباب الصاعد المهتم بالأدب والشعر، وقد مثلوا لي براعم واعدة تتفتح لتقدم باقات زاخرة ومعطرة، وكان من بينهم الشاعرة الشابة “سلام تركماني” التي لفتت انتباهي في إحدى الأمسيات الثقافية إلى ما تمتلكه من ذائقة فنية وموهبة أدبية وثقة بالنفس عالية تجلت في مقطوعات دقيقة صورت فيها

تكبير الصورة

عواطفها المتدفقة سواء نحو الوطن الغالي أم نحو خفق روحها بالحب، فكانت بحق متميزة بشعر اجتمعت فيه لغة جديدة وصورة شائقة وموسيقا ناعمة، إن سعادتي أكبر وأنا أبشر بهذا الصوت الواعد القادر على احتلال موقعه في مواكب الشعر بكل جدارة متمنياً لها بلوغ ما هي جديرة به من نجاح وازدهار».

مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 22 تشرين الثاني 2013 الشاعرة الشابة “سلام تركماني” فتحدثت بالقول: «نشأت في أسرة مثقفة ولطالما شجعتني منذ الصغر على تنمية موهبتي الشعرية حيث بدأت أنظم الشعر وأنا في الرابعة من العمر تقريباً، وكتبت خواطر صغيرة في مواضيع تتسم بالبساطة، وما أذكره أن أسرتي شجعتني كثيراً عندما اكتشفت هذه الموهبة لدي وافتخرت بي أمام الجميع.

كنت دوماً أشارك في مسابقات رواد الطلائع والشبيبة في مجال الفصاحة والخطابة وحصلت على مراكز متقدمة فيها، وكنت دائماً ألقى التشجيع من قبل أساتذتي وأهلي، فوالدي كان وبشكل دائم يسألني عن آخر ما كتبته حتى يطمئن على أن قلمي لم يجف بعد، ووالدتي كانت تتابع ما أكتب، والحقيقة إنني أشكر الله تعالى على نشأتي في هذه الأسرة المثقفة التي رعت موهبتي وأرشدتني إلى الطريق الصحيح».

وتابعت: «كنت ومنذ نعومة أظفاري أقرأ كل ما يقع بين يدي من دواوين شعرية للشعراء: “نزار قباني، محمود درويش، عمر أبو ريشة”، وقصص وروايات عربية لـ”غادة السمان، وأحلام

تكبير الصورة
الشاعرة “سلام تركماني”

مستغانمي”، وأخرى مترجمة، ودراسات أدبية ونقدية، إضافة إلى المجلات الدورية».

أما عن الشعر الذي تنظمه فأضافت: «أنظم الشعر الحر لأنني أراه أسلوباً سلساً أستطيع أن أصل به إلى المتلقي برشاقة وبساطة محببة، شعري عموماً يضم كل ما أقرأه ويتأثر بكل ما نهلته من مصادر الثقافة العربية، لكن أكثر كتاباتي تقول إنني تأثرت بالشاعر “عمر أبي ريشة” ولا سيما من حيث الاهتمام بالبيت الأخير من القصيدة».

كتبت قصيدة عنوانها “خارج حدود أنوثتها”:

“قفْ تمهّلْ

فأنتَ تخطو

البدايةَ إلى عينيها

قفْ تمهّلْ

فأنتَ

على مشارفِ قلبها

رويداً رويداً

تلذذْ

بلهفةِ البدايات

اغتنمْ أشواقها

لملمْ أبعادها

حدّدْ زواياها

فأنتَ ضيفٌ

في رموشها”.

وتابعت: «أكتب في محورين الأوّل: “الوطنيّ”: فكما نعلم أنّ وطننا يمرّ اليوم بأزمة حادّة وهذا ما يتطلب من أصحاب القلم الحيّ أن يقفوا بشعرهم مع الوطن، والثاني: “الوجداني العاطفي” يعبر عن مشاعري الشخصيّة وما يعتمر ذاتي من إحساس بقيم الحياة الجميلة من حب وعشق وصداقة وغيرها من المشاعر الإنسانيّة».

وأضافت: «الشعر بالنسبة لي خبر مدهش يحمل لي سعادة خفية مختبئة بين طيّاته، لا تعلن عن نفسها إلا عندما تكتمل فكرة النص، أرتاح بالكتابة في أجواء هادئة خالية من البشر وضجيجهم في أجواء لا تحتلها إلا ذاتي، وأنا فقط لا غير وتستمتع قصيدتي بفنجان القهوة الذي أعتبره حبر قلمي، الشعر نسمة عليلة محببة في

تكبير الصورة
الشاعرة “سلام تركماني” في إحدى مشاركاتها

جميع الأوقات والفصول، زاحمته الكثير من الفنون الأخرى إلا أنّه مايزال محافظاً على قيمته الكبيرة وأثره العميق في نفس المتلقي، له متذوقيه الخاصين الذين يعرفون كيف يتأملون فيه ويتقنون الاستمتاع به حقّ الإتقان.

أكتب الشعر لكي أخلص أفكاري من سجنها داخل تلافيف عقلي وكي أمنح المشاعر المختبئة في قلبي إشعاراً بالحياة، وكي تداعب صوري صفحات دفاتري وتولد علاقة الحب بين القصيدة والقارئ، أكتب كي أصل إليكِ وإليكَ وإليّ وإليه».

وتتذكر الشاعرة الشابة “سلام تركماني” أن أول شيء خطه قلمها كان عبارة عن خواطر منوعة، لكن القصيدة الأولى كانت بعنوان “تاريخ جديد معي أنا”:

“في جلسات السهر والطرب

من عادة الملوك والسلاطين وطقوسهم

أن يسمحوا للجواري والحاشية

ببعض التجاوزات والاستثناءات..

فهلا يسمح لي مولاي ببعض منها..

ملكي الأعظم:

أنا لا أريد أن تقلد التاريخ

أريدك أن تنسج تاريخاً جديداً

معي أنا”.

وكتبت في قصيدة بعنوان “رجل برائحة صدق”:

“الآن

وليس في الأمس

تنفستُ رجلاً

برائحة الصدق

ونكهة النقاء

للحظات

اختلجتْ أنفاسي

وتدهورتْ أيّامي

وضُخّتْ شراييني

برائحة الحياة

والمدى”.

يذكر أن الشاعرة الشابة “سلام تركماني” من مواليد “حمص” 1985، تحمل إجازة في الآداب قسم اللغة العربيّة في جامعة “البعث” عام 2006، وفي عام 2011 تابعت دراساتها العليا للحصول على درجة الماجستير في الدراسات الأدبيّة، تعمل حالياً محررة في مجلة “المعلم العربي” التي تصدر عن وزارة التربية، إضافة إلى مشاركتها في بعض البرامج التلفزيونيّة عن الأدب والشعر في الفضائية السورية.

شاركت في نشاطات بعض المراكز الثقافية والمنتديات مثل: “المركز الثقافي أبو رمانة، المنتدى الثقافي العراقي، صالة الجمعية الجغرافيّة السوريّة”».

ونشرت إنتاجاتها في “جريدة تشرين، جريدة العروبة، مجلّة المعلم العربيّ، مجلة سكوب العربيّ، جريدة الأسبوع الأدبيّ”».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.