فعاليات ثقافية وفنية متنوعة في مهرجان “سواعدنا بتجمعنا” بقلعة دمشق- فيديو

دمشق-سانا

احتضنت قلعة دمشق خلال الفترة من 9 حتى 20 من الشهر الجاري مهرجانا ثقافيا فنيا اجتماعيا بعنوان “سواعدنا بتجمعنا” الذي أقامه المعهد التقاني للفنون التطبيقية بوزارة الثقافة ومؤسسة “سواعدنا لبعض” بمشاركة أكثر من 80 طفلا وطفلة من مدارس أبناء وبنات الشهداء وأطفال من ذوي الإعاقة من مركز ملائكة الجنة ومعهد المستقبل لذوي الإعاقة.

وتضمن المهرجان الذي اختتمت فعالياته اليوم عدة ورش تدريبية حول فنون النحت والرسم والخزف والخط العربي شارك فيها مع الأطفال عدد من طلاب المعهد ومدرسيه إضافة إلى عروض فنية للموسيقا والغناء قدمتها فرق فنية من محافظات السويداء واللاذقية ودمشق ولوحات فنية متنوعة ومسرح تفاعلي أشرف على تنظيمها خلال أيام المهرجان فريق مشروع أثر التنموي.

وفي تصاريح لـ سانا بين مدير المعهد التقاني للفنون التطبيقية طلال بيطار أن المهرجان يأتي ضمن خطة وزارة الثقافة لإقامة نشاطات اجتماعية تترجم الدور المجتمعي للمعهد إضافة إلى دوره التعليمي مشيرا إلى أن المهرجان قدم حالة من التفاعل والتشاركية والدمج بين مختلف شرائح المجتمع حيث أسهمت الورش الفنية في اكتشاف عدد من المواهب الفنية لدى الأطفال.

وأوضح بيطار أنه تم توثيق نشاطات المهرجان لتعرض في فيلم إضافة إلى معرض للتصوير الضوئي وأخر لنتاجات الأطفال المشاركين سيتم عرضها في الحفل الختامي للمهرجان الذي سيقام الأسبوع القادم في قلعة دمشق بالتزامن مع معرض مشاريع تخرج طلاب المعهد وسيتم تكريم عدد من الشخصيات الفنية والثقافية والاجتماعية خلال هذا الحفل.

من جانبها بينت رنا قويدر مدرسة مادة الرسم في مدرسة بنات الشهداء أنه شارك في نشاطات المهرجان 19 طالبا وطالبة من مدارس أبناء الشهداء بهدف تنمية مواهبهم واكتشاف مواهب أخرى لديهم خلال الورش الفنية بعيدا عن النشاطات الصفية المدرسية إضافة إلى خلق أجواء تفاعل مع الآخر عبر نشاط اجتماعي ثقافي منوع.

وبين مسؤول الفرق التطوعية في مؤسسة سواعدنا لبعض قصي حلاوة أن الهدف من المهرجان هو خلق حالة من التفاعل والدمج بين الأطفال عبر نشاطات متنوعة تسهم باكتشاف مواهبهم وتنميتها واكتشاف قدرات الأطفال من ذوي الإعاقة مشيرا إلى أن المهرجان تضمن أيضا عروضا فنية من التراث والفلكلور قدمتها فرقة “وطن على وتر” التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وإلقاء نصوص أدبية في الشعر والقصة.

وأوضح عقاب الحلبي مدير مشروع أثر التنموي أن فريق المشروع أشرف على فعاليات المهرجان الذي يقام بهدف خلق حالة من التشاركية المجتمعية بين مختلف الجهات الحكومية والأهلية لافتا إلى أهمية ما قدم خلال المهرجان لجهة دمج الأطفال وتعليمهم وصقل مواهبهم سواء عبر ورش الرسم أو المسرح التفاعلي.

من جانبها أشارت شذا زيدان مدربة دعم نفسي في المشروع إلى أهمية المهرجان في تقديم الدعم النفسي للأطفال واكتشاف مواهبهم ودمجهم عبر فعاليات تقام في الهواء الطلق خارج التعليم التقليدي داخل الصف من جهة وتعريفهم بقلعة دمشق كمكان تاريخي من آثار بلدهم من جهة أخرى.

وحسب مديرة مركز ملائكة الجنة للأطفال ذوي الإعاقة ميسم حصرية فإن المركز يقدم علاجا تربويا لأطفال التوحد وصعوبات التعلم والنطق إضافة إلى تعليم المكفوفين عبر طريقة برايل موضحة أن المشاركة في المهرجان الذي شارك به نحو 40 طفلا وطفلة من طلاب المركز لها أهمية في دمج الأطفال من ذوي الإعاقة ضمن نشاط متنوع المجالات مع أطفال أسوياء في اطار تشاركي مع عدد من الجهات كما له دور في تقيم نتاج العمل مع أطفال المركز وتطورهم واكتشاف الحالات السلوكية الخاطئة لدى البعض لتصحيحها.

وأكد المشرف على الورش الفنية والمدرس في المعهد التقاني للفنون التطبيقية طارق السواح أن عددا كبيرا من الأطفال المشاركين من أبناء الشهداء يمتلكون مواهب وخامات فنية متميزة يجب الاهتمام بها بشكل مستمر إضافة إلى تطوير مهارات عدد من الأطفال ذوي الإعاقة بتعليمهم مبادئ الرسم الأولى لافتا إلى الأثر الايجابي الذي اسهم به المهرجان عبر التعاون بين كوادر المعهد والجمعيات والمؤسسات الأهلية لجهة تدريب طلاب المعهد للتعامل مع الأطفال من ذوي الإعاقة وتعليمهم.

ورأت ريمان فحام مدرسة الرسم في المعهد أنه تم خلال الورش التدريبية صقل مواهب وترجمة أفكار الأطفال بلوحات فنية من الرسم والخزف ونحت في حين أشارت مروة قرجولي من طلاب المعهد إلى تميز التجربة من خلال مشاركة طلاب المعهد مع أطفال من مختلف الشرائح برسم لوحات وتنفيذها وتدريب الأطفال أيضا.

واعتبر عدد من الأطفال أن المهرجان فرصة لصقل مواهبهم والتحضير لأعمال ستعرض في الحفل الختامي إضافة إلى التعاون بين الأطفال الأسوياء واقرانهم من ذوي الإعاقة حيث بينت شهد حمادي من مدرسة بنات الشهداء التي تتمنى أن تصبح فنانة مستقبلا أنها تعمل على رسم لوحة باللونين الأبيض والأسود تمثل صورة البدر في وسط السماء كرمز للأمل والفرح بينما أنهت زميلتها راسيل اسماعيل رسم لوحتها التي تعبر كما قالت “عن الأم سورية من خلال صورة أم تحتضن أبناءها وهي تحمل الورود”.

يشار إلى أن مؤسسة سواعدنا لبعض انطلقت عام 2013 كمبادرة تطوعية قدمت عددا من الأنشطة وتم إشهارها كمؤسسة بداية العام الحالي تهدف إلى تقديم مختلف أنواع المساعدة المجتمعية ودمج الأطفال وتنمية مواهبهم ومشروع أثر التنموي انطلق بداية العام الحالي أيضا ويهدف إلى تنفيذ أنشطة للأطفال ودورات تنموية ودعم نفسي للشباب واليافعين.

تابعو

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.