سموقان يقدم 43 لوحة من وحي الحضارة السورية في معرضه بجبلة

اللاذقية-سانا

المحبة لسوريانا عنوان المعرض الفني للفنان التشكيلي سموقان الذي تستضيفه حاليا صالة عامر للفنون الجميلة بمدينة جبلة ويضم أكثر من 43 عملا فنيا تنوعت في موضوعاتها وأحجامها.

وعن عنوان المعرض قال الفنان سموقان لنشرة سانا الثقافية إن “الأزمة الحالية التي تمر بها سورية لن تزيدنا الا قوة وعطاء وتصميما على متابعة الحياة الطبيعية لذلك جاء هذا المعرض لارسال رسالة محبة وتحية ووفاء لبلادي ولتاريخها العريق المفعم بالخصب والعطاء”.

المعرض بحسب سموقان يضم لوحات بأشكال واحجام مختلفة استعمل فيها الألوان الزيتية والأكريليك وتعكس في مضمونها طبيعة سورية وتاريخها وحضارتها لاسيما حضارة اوغاريت فكانت قصة بعل الاوغاريتية اله الخصب التي نفذها بأسلوبه الخاص وشمل عناصر كثيرة من اشكال انسانية وجرار وحيوانات وأسماك ولوحات اخرى تضمنت عنصرا واحدا او عنصرين.

حضارة سورية العريقة لاسيما في أوغاريت وجلجامش وبلاد الرافدين وسومر وبابل واشور حاضرة في أعمال سموقان منذ ثمانينيات القرن الماضي ما يعكس تمسكه بهذا التراث الضارب في القدم.

ويستطيع الزائر لمعرض سموقان الحالي ملاحظة أن هذا الفنان يتبع أسلوبا خاصا يميزه عن غيره من الفنانين وتقنية خاصة في الرسم فهو يستعمل “مشاحف صغيرة للرسم” تساعده في إيجاد الضوء بين مكونات اللوحة لأنه حسب سموقان عنصر مهم في العمل الفني على أن يتوزع على كامل سطح العمل.

ويعتبر سموقان ان كل زائر لمعرضه بوسعه رؤءية اللوحة بصورة مختلفة تبعا لثقافته البصرية.

وتضمن المعرض أيضا أمسية موسيقية تشكيلية امتزجت فيها الموسيقا مع الرسم حيث يرسم الفنان سموقان لوحة أمام الزوار على أن يرافقه الفنان رامي حاج حسن بالعزف على الة الطنبور لتنتهي المعزوفة مع انتهاء رسم اللوحة.

بدوره قال الفنان التشكيلي بسام ناصر “سموقان قدم تجربة مهمة اثبت وجودها على الساحتين السورية والعالمية من خلال مشاركته في معارض خارج سورية وكان لبيئة الساحل التي نشأ فيها تأثير كبير على أعماله الفنية التي عكس من خلالها روح حضارة أوغاريت فنجد الإنسان في لوحاته بحركات مختلفة كأنه يرمز من خلالهم على احرف الابجدية”.

وبين ناصر أن المعرض تضمن أيضا لوحات لأشخاص بيدهم بعض الرماح أو يقومون بأعمال الزراعة والبناء ولوحات اخرى لآخرين يحتفلون في دلالة على طقوس الأعراس في تلك الحضارة بالإضافة الى لوحات الطبيعة الصامتة وهي ليست صامتة لأنها تحكي الكثير من الحكايا وهي مفعمة بالحيوية والألوان المضاءة والكلام والحياة فضلا عن لوحات وجوه أشخاص بورتريه نفذها سموقان بحرفية عالية بحيث تحكي اللوحة اكثر من قصة في كل مرة تنظر إليها.

من جانبه قال الفنان عامر علي صاحب الغاليري الذي استضاف المعرض أن “سموقان فنان محترف ومجتهد واستطاع بفنه الراقي ان يصدر ثقافة وحضارة اوغاريت وتاريخ سورية العريق للخارج من خلال تواصله مع فنانين أجانب وعبر المعارض التي شارك فيها ليصبح سفيرا للفن والثقافة والحضارة السورية في العالم”.

والفنان سموقان واسمه الحقيقي محمد أسعد من مواليد اللاذقية متفرغ للفن بدأ مشواره منذ سبعينيات القرن الماضي وشارك بعدة معارض فردية ثلاثة منها في باريس ومعارض ثنائية مع الفنان الراحل عيسى بعجانو هيشون في مختلف المحافظات ومعارض جماعية في باريس وموسكو وبطرسبورغ وبيروت وكانت آخر مشاركاته عبر معرض حب وحق في غاليري ألف نون.

كما شارك العام الماضي بلوحة في متحف اللوفر الدولي الذي تقيمه اكاديمية ديفيني للأداب والفنون كل عام احتفاء بتأسيس الاكاديمية وكان أول فنان سوري يشارك في لوحات المعرض.

صفاء علي وابتهال مصطفى

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.