بعد فوزه بمسابقة دولية في “ساحل العاج”

قصة رسام مصري يسعى للعالمية

القاهرةمنذ صغره أحبّ أحمد يوسف الفنّ، لطالما شغفه التعبير عن نفسه من خلال الرسم، لم تكلّ محاولاته وتجاربه في التصميم بمساعدة أخيه الأكبر. حُب يوسف للرسم دفعه إلى دخول كلية الفنون الجميلة، إلا أنه لم يتوقع يومًا أنه سيحمل اسم مصر عبر مجال الرسم.

قبل اثنى عشر يوم حملت الطائرة يوسف إلى ابيدجان، إحدى مدن ساحل العاج، ليُنافس في مسابقة الدول الفرانكفونية –وهي الدول الناطقة بالفرنسية- ضمن 27 دولة آخرين شاركوا في مجال الرسم. لم يترّقب يوسف اختيار اللجنة الفرانكفونية له، يقول لمصراوي “اللجنة جت مصر، ووزارة الشباب والرياضة رشحتني ضمن أسامي تاني للجنة”، وقالت اللجنة كلمتها الأخيرة بترشيح يوسف للسفر، بعد رؤية أعماله.

1

تخرّج يوسف من الكلية العام السابق، لم يتركها دون أثر جيد “طلعت التاني على الدفعة، وفزت مركز أول في مشروع التخرج”. كذلك شارك في مُسابقة ابداع التي تُنظمها وزارة الشباب والرياضة على مستوى الجامعات، ليحصل على المركز الأول فيها.

سافر يوسف إلى ابيدجان ليجد نفسه الأصغر بين المُشاركين، من فرنسا والسنغال ولبنان والعديد من الدول الأخرى، شارك بأعمال التي نفّذها ضمن مشروع التخرج. يهتم الفنان التشكيلي بكيفية سيطرة التكنولوجيا داخل البيئة المصرية، وينتمي فنّه إلى السريالية الحديثة “برسم جو خيالي، وبغيّر في شكل الشوارع، كأني برسم مصر سنة 2050”.

2

أثناء أيام يوسف الأولى بالمسابقة شعُر بالخوف “كنت قلقان من أعمال الناس التانية بالذات الأوروبيين وهما شاطرين”. بداية المسابقة كانت مع افتتاح المعرض، يوم 21 يوليو، الذي ضّم أعماله وأعمال المنافسين “كنت سفّرت شغلي قبلها بيومين”، لكن السكينة دخلت إلى قلبه وقتما أبلغه قومسيير المعرض الإيفواري “قالي شغلك كويس، أخدت دفعة شوية”، حينها أحسّ يوسف أن بإمكانه المُنافسة على المراكز الأولى.

بعد الافتتاح بدأت المهمة الأصعب، وهي ورشة العمل التي يلتزم بها المشتركون لمدة أربعة أيام “كنا بننفذ أعمال جديدة”، فقام يوسف بتنفيذ أحد أفكار مشروع التخرج الخاص به، لم يمر الأمر بهذه السهولة، فقد قابلت الشاب العشريني مُشكلة نقص الأدوات “مكنش معايا الورق اللي هرسم بيه على أساس انهم هيدوني الورق دا، بس الورق الموجود مكنش النوع اللي بستخدمه”. يستخدم يوسف نوع معين من الورق حتى يتناسب مع الأحبار الحساسة التي يستعملها، يقول إن السفارة المصرية ساعدته مشكورة في حل المشكلة.

3

لكن الوقت كان يتضاءل، بدل من أربعة أيام امتلك يوسف يومين فقط للتنفيذ، تمكّن الفنان التشكيلي من سباق الزمن، والعرض في الوقت المطلوب، داخل “جاليري” آخر تم عرض أعمال المُشاركين كنتاج لورشة العمل، ومن ثمّ تُقيّم لجنة التحكيم أعمال الفنانين السابقة والجديدة.

داخل قاعة جلس يوسف مُستمعًا إلى النتيجة، تكرر على مسمعه اسم مصر واسمه مرتين “عدّي على ودني وخرج كأني مسمعتش حاجة” يقول ضاحكًا، كان الأمر مفاجئًا، وليتم تدارك الموقف صعد ماجد العجايبي، رئيس الوفد المصري، إلى المنصة، أشار ناحية يوسف حتى استطاع إدراك فوزه “طلعت وأخدت الميدالية وأنا مش عارف فزت بأنهي مركز”.

4

فاز يوسف بالميدالية البرونزية في المسابقة، قام بارتدائها فرحًا، ثُم اتجه إلى علم مصر يُحييه، هكذا فعل الفائزون بالمركز الأول والثاني “لبنان فازت بالدهبي والسنغال بالفضي”.

لم تتوقف فرحة يوسف عند ذلك؛ فبعد خروجه من القاعة اتجه ناحيته قومسيير المعرض وبعض المحكمين، ليفاجآه بشراء بعض أعماله “كانت الأعمال اللي بحبها ونفسي تتعرض برة مصر”.

كانت التجربة غنية بالنسبة ليوسف، فهي فرصة لمقابلة العديد من ثقافات مختلفة، وهو ما فعله الفنان، وإن مرّ ببعض المواقف المُضحكة “انا بتكلم انجليزي لكن المشاركين بيتكلموا فرنساوي”، هكذا احتاج الشاب دومًا إلى حلقة وصل بينه وبين زملائه من فرنسا والسنغال وآخرين “كنا بنشاور لبعض، وبنحاول نفهم بالكلمات اللي شبه بعض في اللغتين”، كما ساعده على التواصل أصدقائه الذين تعرف عليهم من الجزائر والمغرب.

5

بجانب التبادل الثقافي تعلّم يوسفالكثير؛ عرف تقنيات حديثة مُستخدمة في أعمال الآخرين “بقى عندي مخزون بصري كويس من الأعمال اللي شفتها”.

يأمل يوسف أن تجدي تلك التجربة على المدى البعيد “نفسي أقوم بأعمال جديد يبان فيها التأثير ده”، كما يحلم الشاب بأن يصبح فنانًا عالميًا بحق “أبقى معروف في كل حتة برة، وأجيب لمصر جايزة أعلى كمان”. وفقا لما نشر بصحيفة مصراوي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.