فن الأداء

عمل ضمن فن الأداء للفنان “جوزيف بويز” Performance – Joseph Beuys, 1978 :

فن الأداء (بالإنجليزية: Performance art ) تطوّر هذا الفن الذي يقوم على حالة استعراضيّة طقسيّة احتفاليّة مسرحيّة تتعاون في أدائها شتّى أنواع الفنون السبعة السمعيّة والبصريّة.

تاريخ

ظهر كتجديد لأولى تجارب المستقبليين الإيطاليين والروس بعد الحرب العالميّة الأولى، كما لتلك التجارب الدادائيّة ؛ وأما المستقبلية الإيطاليّة فقد كانت أول حركة حديثة قامت بهجر المرسم وصالة العرض الفنّي لمصلحة قاعات المحاضرات والمسرح والشارع، وذلك بدعوة من مؤسسها “مارينيتي / F.T.Marinetti” فأسسوا في عام 1913 “مسرح المنوّعات /le theatre de varietes” ؛ كما نزل المستقبليين الروس إلى الشوارع لإداء أفعال ونشاطات فنيّة، وكان منهم الشاعر “ماياكوفسكي /Maiakovski” و”دافيد بورليوك /David Burliuk” ؛ وقام الدادائيون بأداء مسرحيّة اقيمت في “ملهى فولتير الدادائي في زيورخ /le cabares dadaiste Voltair a Zurich”

قد ظهرت بدايات “فن الأداء” في عام 1950، حين قدّم جورج ماثيو في مسرح “سارة – بيرنار /Sarah – Bernhardt” في باريس سهرة شعريّة قام في أثنائها برسم لوحة واسعة على المنصّة خلال عشرين دقيقة.

ليظهر العديد من عروض فن الأداء في فترة الخمسينات من أهم منفذيها “جورج ماثيو /Georges Mathieu”، “جون كاج/John Cage” ومجموعة “غوتاي /Gutai” الفنيّة اليابانيّة ،و”كازو شيراجا /Kazuo Shiraga”.

بعض من حفلات الرسم على إيقاع الموسيقى ضمن فن الأداء للفنان السوري عبد الله صالومة.

وأما في أوروبا فكانت النشاطات الاحتفاليّة أو الاستعراضيّة أو الحدثيّة تتم في فترة الستينات على أيدي مبدعين من أهمهم : “ايف كلاين /Yves Klein” في فرنسا ؛ و”هيرمان نيتش /Hermann Nitsch”، “غونتر بروس /Gunther Brus” و”أوتو مويل /Otto Muehl” في فيننا بالنمسا ؛ و”كلوس رينك /Klaus Rinke” و”جير فان ايلك /Ger Van Elk” في هولندا ؛ “آدريان هينري /Adrian Henri”، “آلبرت هانت /Albert Hant”، “ستيوارت بريسلي /Stuart Brisley”، “بيتر كوتنر /Peter Kuttner”، “بيتر دوكلي /Peter Dockley” وجماعة “ويلفار ستات /Welfare State” في انكلترا ؛كما ظهر في ألمانيا “جوزيف بويز /Joseph Bruys” وجماعة “فلوكسوس /Fluxus” (دادائيّة محدثة).

يصف أسعد عرابي هذا الإتجاه الفني ويُظهر تعاون الفنون فيه:

«[طقوس (التجليات التوليفية)، التي عرفت تحت اسم (البرفورمانس)(Performance)؛ يعتمد هذا الإتجاه بشكل عام على الحدث العابر المشهدي، وعلى تحالف شتى الفنون التوليفية، من مؤثرات صوتية، وضوئية، إلى السينوغرافي، والكوليغرافي، والرقص، والحركات الإيمائية، والديكورات المسرحية، والتصوير الجداري وإسقاطات الفيديو إلخ… فهو وليد التعبير الدادائي المشهدي (الاحتفائي)، الذي كان يجرب في مسارح (العبث) من أمثال ملهى (فولتير) في (زيوريخ) ما قبل الحرب، ولا شك أنه قد خضع لتأثيرات المسرح التوليفي (من مثال باليه إريك ساتي)، ومسرح برخت الذي كان يعتمد على المبادلة بين الممثلين والمشاهدين. وقد عرفت بدايات (البرفورمانسي) الموسيقي، منذ عام 1962 من خلال جماعة فلوكسيس التي نظمها الأمريكي (ماسيانوس) في ألمانيا تحت عنوان (كونسير من الضجيج)، ثم غلب نشاط الفنان (جوزيف بويز) على المجموعة في دوسلدورف ليرفع الحدود بين التعبير الفني والحياة، وما (الحدث) (الهابينغ) إلا”برفورمانس” جماعي احتفالي، يعتمد على جماهيرية الأداءات الجسدية العارية، الموسومة بهلوسات الحلم وغيرها..][1]»

المصادر

  • البهنسي، د.عفيف ،من الحداثة إلى ما بعد الحداثة في الفن، دار الكتاب العربي، دمشق – القاهرة، الطبعة الأولى، 1997.
  • صالومة، عبد الله، الفنون السبعة وانعكاساتها على فنون التصوير (بحث مقدّم لنيل درجة الماجستير في التصوير)، إشراف د. نزار صابور، كليّة الفنون الجميلة قسم التصوير، جامعة دمشق، 2004.
  • عرابي، د. أسعد، مقال بعنوان “اتجاهات ما بعد الحداثة”، مجلة “الحياة التشكيليّة” /فصلية/ تصدرها وزارة الثقافة- دمشق، العدد 55-56، 1994.
  • عرابي، د. أسعد، مقال بعنوان “تزاوج أنواع الفنون في نزعة مابعد الحداثة”، جريدة “الفنون”، شهريّة فنيّة تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت، العدد 4، أبريل-نيسان – 2001.
  • Bouhours, Jean-Michel, L’art du mouvement, collection cinematographique du Musée national d’art moderne 1919-1996, Centre Georges Pompidou, Paris, 1996.
  • .Lucie-Smith, Edward, L’ART D’AUJOURDHUI, Editions Nathan, Paris, 1991
  • Vidéo et après : la collection vidéo du Musée national d’art moderne / sous la dir. de Christine Van Assche, Paris, Editions Carré / Editions du Centre Georges Pompidou, 1992.

المراجع

  1. ^ عرابي، د. أسعد، مقال بعنوان “اتجاهات ما بعد الحداثة”، مجلة “الحياة التشكيليّة” /فصلية/ تصدرها وزارة الثقافة- دمشق، العدد 55-56، 1994، ص64.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.