صور من العالم

كوستاريكا، خفافيش تتغذى على نباتات.

الخفافيش وأنواعها

الخميس، 21 يوليه 2016 03:29 م

الخفافيش وأنواعها
هاجر رمضان بركات

الوطواط هو الحيوان الثديي الوحيد الذي يستطيع الطيران. والخفافيش نجد أن أيديها وسواعدها تحولت كأجنحة تطير

بها. وكانت تنتقل بالسماء المظلمة في العصر الأيوسيني منذ 50 مليون سنة. وأثناء هذه الفترة تغيرت ملامح هذا

الحيوان قليلا. وهذا ما بينته الحفائر التي عثر عليها في أوروبا وشمال أمريكا. ويوجد حوالي ألف نوع من الخفافيش

وهي تعادل ربع عدد أنواع الثدييات.

انواع الخفافيش

الثعالب الطائرة تُطَلق على الخفافيش التي تأكل الفاكهة. وتوجد في المناطق الاستوائية في إفريقيا وآسيا. وهي تعيش على الفاكهة ولكن بعضها يتغذى بالرحيق واللقاح. ولها أعين كبيرة وتتمتع برؤية جيدة في الضوء الضعيف، وذلك بالمقارنة بالأنواع الأخرى من الخفافيش. وحاسة الشم لديها قوية. يعيش بعضها في جماعات أو في معسكرات مفعمة بالضجيج على الأشجار والبعض الآخر يعيش في الأجزاء المظلمة من الكهوف أو تكون مدلاة تحت الصخور، وتشمل الثعالب الطائرة الخفافيش الكبيرة الحجم ولكن بعضها قد يكون صغيرًا جدًا وخصوصًا الخفافيش التي تتغذى برحيق الأزهار
.
خفافيش ذيل الفأر وهي بصفة استثنائية لها ذيل طويل ودقيق. وتعيش هذه الخفافيش في المناطق الحارة وشبه الحارة من إفريقيا وآسيا الجنوبية وتأكل الحشرات وتسكن في الكهوف والأبنية
.
خفافيش مُغْمَدة الذيول تتغذى على الحشرات وتوجد في المناطق الاستوائية ويكون ذيلها القصير محصورًا جزئيًا في غشاء الطيران الذي يرتبط بالأرجل وتبرز في الذيل من السطح العلوي. وتشمل الخفافيش مغمدة الذيول خفافيش كيس الجناح التي تحتوي على غدة في غشاء الجناح وخفافيش الشبح ذات اللون الأبيض أو الرمادي الأبيض
.
خفاش أنف الخنزير يوجد في تايلاند وهو غالبًا يعتبر أصغر أنواع الخفافيش ومن أصغر أنواع الثدييات. وقد تم اكتشافه عام 1973م وأنفه مفلطح ويشبه أنف الخنزير وأذناه كبيرتان جدًا، وهو يحوم حول قمم أشجار النخيل ويتغذى بالذباب والعناكب
.
خفافيش الوجه المشقوق تعيش في إفريقيا وجنوبي آسيا. وتمتاز بوجود أخدود أسفل الوجه وبأذنين كبيرتين وتتباين ألوانها من اللون البرتقالي الأحمر إلى اللون البني الضارب للحمرة أو الرمادي، وتتغذى بالحشرات والعناكب وكذلك العقارب
.
خفافيش مصَّاصة للدماء توجد في إفريقيا وجنوبي آسيا وأستراليا
خفافيش حدوة الحصان توجد في: آسيا وإفريقيا وأستراليا وأوروبا. تمتاز بالأنف المعقّد الذي يأخذ شكل حدوه الحصان على الأنف الورقي، ووجود وثنيات ونتوءات كثيرة. وتتغذى هذه الخفافيش بالحشرات وأوكارها في الكهوف. وتدخل الخفافيش البيات الشتوي في فصل الشتاء وذلك في المناطق المعتدلة الحرارة
.
خفافيش العالم القديم ذات الأنف الورقي. توجد في إفريقيا، جنوب آسيا وأستراليا ولا تصل إلى المناطق المعتدلة. وهي تشبه خفافيش حدوة الحصان على اختلاف بسيط في الأنف الورقي، حيث إنه في بعض الأحيان يكون معقدًا أو به زوائد ورقية. تأكل هذه الخفافيش الحشرات وأوكارها في الكهوف
.
خفافيش البلدغ توجد في وسط أمريكا والجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية وتمتاز بشفاه سميكة منتفخة. وهي تشمل خفاش الصياد الذي يمتاز بقدميه الكبيرتين والمخالب. وهذا الخفاش يكشف عن الأسماك الموجودة تحت سطح الماء مباشرة ويقبض على فريسته. وتأكل بعض خفافيش البلدغ الأخرى الحشرات
.
خفافيش عارية الظهر توجد في وسط أمريكا والجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية ويلاحظ أن أجنحتها ملتصقة بالجسم على طول محور الظهر. وهي مثل خفافيش ذوات الشارب التي تمتاز بعدم وجود الأنف الورقي ولكن توجد ثنيات من الجلد تحت الشفة السفلى مما يجعل فتحة الفم قمعية الشكل
.
خفافيش العالم الجديد ذات الأنف الرمحي والماصة للدماء توجد في المنطقة الاستوائية الأمريكية ولها أنف ورقي يشبه الرمح. توجد أصناف كثيرة معظمها يأكل الحشرات، والأزهار، والفواكه، ورحيق الأزهار وحبوب اللقاح. تتغذى خفافيش المكسيك والجنوب الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية ذات الأنف الطويل برحيق الأزهار الصحراوية بما في ذلك الصبّار. وقليل من هذه الخفافيش تمسك الحيوانات الصغيرة كالسحالي والطيور أو الجرذان وتأكلها. وتعيش الأنواع الثلاثة من الخفافيش الماصة للدماء في وسط وجنوبي أمريكا. اتساع جناحها 30سم ووزنها حوالي 20 – 40 جم. وتتغذى بالدماء، فتصل إلى فريستها النائمة على القدمين وتحدث ثقبًا صغيرًا في جلد الضحية بأسنانها الأمامية الحادة، وبعد ذلك تلعق الدم من الجرح. ويمكن لهذه الخفافيش أن تستهلك في الليلة الواحدة 30 ميليلترًا من الدم. وغالبًا ما تهاجم الخفافيش الشائعة الماصة للدماء حيوانات المزارع، فتنشر الأمراض خصوصًا داء الكلب. وأحيانًا تعض هذه الخفافيش الإنسان
.
خفافيش الأذن القمعية تتميز بصغر الحجم وبرأس كبير على شكل قبة، وهي ترفرف بجناحيها بلا انتظام أثناء الطيران وغالبًا ما تكون أوكارها في الكهوف أو الأنفاق. توجد هذه الخفافيش في وسط أمريكا والمنطقة الشمالية من أمريكا الجنوبية
.
الخفافيش الدخانية توجد في المنطقة الاستوائية من جنوبي أمريكا وهي صغيرة الحجم وتشبه إلى حد كبير خفافيش الأذن القمعية. وإبهام اليد صغير جدًا على غير العادة، ويوجد محبوسًا في غشاء الجناح ولهذا يطلق عليها خفافيش بلا إبهام
.
خفافيش الجناح القرصي والقدم الماصة تمتاز بوجود وسادة عضوية عند قاعدة الإبهام في القدم. وتتخذ هذه الخفافيش أشجار النخيل وأوراق الموز أوكارًا لها. تساعدها الوسادة على التشبث بالأسطح الناعمة. تأكل هذه الخفافيش الحشرات، وتوجد خفافيش الجناح القرصي في وسط أمريكا، أما ذوات القدم الماصة فتوجد في مدغشقر
.
خفافيش المساء توجد تقريبًا في كل مكان ما عدا المناطق القطبية أو القريبة منها. يوجد من هذا النوع أصناف كثيرة مختلفة، معظمها ذات لون بني يميل إلى الأسود أو الرمادي وقليل منها برتقالي أو يميل إلى الأحمر. ونادرًا ما تكون بها خطوط أو بقع بيضاء. تأكل الخفافيش الحشرات، وفي فصل الشتاء، فإن هذه الخفافيش التي تعيش في المناطق المعتدلة يحدث لها بيات شتوي أو تهاجر. وخفافيش المساء تشمل الخفاش القزم وخفاش النكتل في أوروبا، وخفافيش شمالي أمريكا ذات الألوان البنية والحمراء الضاربة إلى البياض
.
خفافيش نيوزيلندا قصيرة الذيل تعرف بأرجلها القوية، ويمكنها التحرك بسهولة في الأشجار وعلى الأرض. وهي أساسًا تأكل الحشرات وقد أصبحت نادرة حيث انقرض نوعان منها
خفافيش الذيل الحر توجد غالبًا في المناطق المدارية وشبه المدارية من العالم. وتعرف بالبني الجسمانية القوية، وبوجوهها وآذانها البدينة وذيولها القصيرة السميكة. وتأكل هذه الخفافيش الحشرات، وأوكارها في الكهوف والأشجار المجوفة والمباني، وتمتاز بسرعتها عند الطيران.
يعيش بعض أنواع الخفافيش في جماعات تصل أعدادها إلى آلاف أو حتى ملايين من الأفراد. وبعضها يعيش وحيدًا أو في مجموعات صغيرة. ومعظم الخفافيش تظلّ نائمة طوال اليوم في أوكارها وكذلك فهي تقوم بتمشيط فرائها وأجنحتها أو ترعى صغارها أثناء النهار.
وقبل الغسق أو الظلمة أو الليل بحوالي الساعة، تبدأ الخفافيش في التحرك في دوائر أو تطير لفترات قصيرة. وعند الغسق، تبدأ الخفافيش في الطيران من أوكارها وتتجه مباشرة إلى سطح الأرض لتبحث عن غذائها. تأكل أنواع كثيرة منها الحشرات، ونوع يبحث عن منطقة خاصة بصنف معين من الطعام، فتبحث بعض الخفافيش عن غذائها في المناطق المكشوفة أو في الغابات الكثيفة أو فوق أسطح البرك
يأكل كثير من الخفافيش كل ليلة كمية من الأكل تساوي نصف وزنها. ولهذا فهي تستريح في أوكارها، أما أثناء النهار أو في الليالي المختلفة وبعد أن تهضم غذاءها فربما تأكل من جديد، وفي بعض الأحيان وقبل بزوغ الفجر تعود إلى أوكارها النهارية للنوم
للخفافيش أعداء قليلة، مثل الطيور المفترسة والقطط والبوم والثعابين. وفي بعض الأحيان، يفترس ابن عرس الخفافيش. وتتجنب الخفافيش أعداءها على الأرض وذلك بأن تتدلى من الأماكن المرتفعة. وتعيش بعض أنواع الخفافيش حوالي 15 – 25 سنة.
كيف تحدد الخفافيش اتجاهها. تعتمد بعض الخفافيش على الرؤية وحاسة الشم لتتعرف على اتجاهها لتجد الطعام في الليل المظلم. وتتعرف بعض الخفافيش على اتجاهها عن طريق إصدار الصوت واتباع الصدى. فهذه الأصداء الصوتية تحدث نتيجة لسلاسل من الأصوات ذات الترددات القصيرة والعالية التي تحدثها الخفافيش باستمرار أثناء طيرانها. وعن طريق هذه الأصداء الصوتية، تتعرف الحيوانات على الاتجاه والمسافة للأهداف في المنطقة. هذه العملية الخاصة بأصداء الصوت تسمى تحديد موقع الصدى
وكل نوع من الخفافيش يستخدم خاصية تحديد موقع الصدى يعمل على أن تكون له طبيعة معينة من الصيحات. معظم هذه الأصوات أبعد من أن تلتقطها الأذن البشرية. ويعتقد بعض علماء علم الحيوان أن الخفاش قد يستعمل الشفاه أو الأنف الورقي ليحدد الأصوات في اتجاه معين أو لهدف محدد كأن تكون حشرة مثلًا، وأن صدى الصوت من الحشرة يعطي للخفاش معلومات عن حركة الفريسة بالإضافة إلى اتجاهها وبُعد المسافة
الغذاء. يتغذى كثير من أنواع الخفافيش بالحشرات التي تطير أثناء الليل، حيث يصطاد الخفاش الحشرات إما عن طريق الفم، أو غشاء الذيل أو الأجنحة أثناء طيرانه.
تفترس أنواع كثيرة من الخفافيش الحشرات الكبيرة، والعقارب أو العناكب الموجودة على الأرض، وتوجد خفافيش أخرى تلتقط الحشرات من على سطح الماء، إما عن طريق الفم أو عن طريق المخالب. كما تمسك بعض الخفافيش الأسماك بمخالبها. وأنواع قليلة تأكل السحالي والقوارض والطيور الصغيرة وضفادع الشجر، وأحيانًا تأكل الخفافيش الأخرى. ويتغذى الخفاش مصاص الدماء بدماء الحيوانات الأخرى
تتغذى أنواع مختلفة من الخفافيش الاستوائية بالنباتات. وبعض هذه الأنواع تجمع الرحيق واللقاح من الأزهار ومثل هذه الخفافيش تلِّقح النباتات التي تتغذى بها. وأيضًا تأكل بعض الخفافيش الاستوائية الفاكهة وبذلك تساعد على انتشار بذور كثير من النباتات. وقد تسقط البذور الصغيرة على الأرض من فم هذه الخفافيش أثناء تناولها الغذاء. ومن الممكن أن تجلب الفاكهة ذات البذور الكبيرة إلى أوكارها وتسقط هذه البذور بعد أكل الفاكهة. وقد تترسب البذور في فضلات الخفاش. ولهذا فإن هذه البذور يمكن أن تصل إلى التربة الزراعية وتنبت في أماكن جديدة. ويلاحظ أن الخفافيش التي تأكل الطعام الرطب لا تحتاج إلى شرب كمية كبيرة من الماء. وكثير من أنواع الخفافيش تلعق الماء بلسانها أثناء الطيران قرب سطح بركة أو نهر
السبات (البيات) الشتوي والهجرة. يلجأ كثير من الخفافيش إلى السبات الشتوي وبعضها يهاجر أثناء الشتاء. وذلك نتيجة لانخفاض درجات الحرارة وندرة الغذاء لقلة الحشرات والنباتات كغذاء في الشتاء. وفي المنطقة المعتدلة (بين المنطقة الاستوائية والدائرتين القطبيتين)، تلجأ الخفافيش إلى السبات الشتوي غالبًا في الكهوف أو المناطق الصخرية. وتعيش الخفافيش على دهن الجسم الزائد المتكون خلال أواخر الصيف أثناء السبات الشتوي
تهاجر بعض الخفافيش في الخريف إما للبحث عن الطعام أو لتجد مكانًا مناسبًا للسبات الشتوي. وتطير لمسافات طويلة لتجد غطاءً مناسبًا يحميها من المناخ الشتوي القارس. وكثير من الخفافيش التي تسكن في الكهوف تقضي الشتاء بأكمله في المكان نفسه كما تقضي الصيف بأكمله في الأوكار نفسها
ولا تلجأ خفافيش المناطق الاستوائية إلى السبات الشتوي، حيث إن درجة الحرارة والإمداد بالغذاء يكونان مناسبين طوال السنة. إن المعلومات قليلة عند العلماء عن هجرة خفافيش المنطقة الاستوائية.
تتواجد الخفافيش في كل أنحاء العالم من المناطق الباردة إلى المناطق الحارة حتى بالغابات الإستوائيةه المطيرة. ولأنها تستطيع الطيران لمسافات طويلة نجدها وصلت الجزر المنعزلة والغير مأهولة بالمحيطين الهندي والهادي. ومعظم أنواعها آكلة للحشرات. وتفضل الأماكن التي بها الطعام الوفير والملاذ الآمن. لهذا تفضل المناطق الحارة لوفرة الحشرات بها طوال العام. والخفافيش التي تعيش علي الفواكة الطازجة تمتص عصيرها ليلا.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.