أحمد شامان عبيدات

وداد الناصر في معرضها … تحكي عن المنفى من حيث لم تُنف

استضافت مساحة « نوفا « للثقافة والفنون يوم الثلاثاء الثامن من آب لعام 2017 معرض الفنانة التشكيلية « وداد الناصر « والذي كان تحت عنوان « المنفى «، بحضور معالي وزيرة السياحة لينا عناب وعدد كبير من رواد الساحة الفنية والمختصين في هذا المجال، الذين تنوعت جنسياتهم ما بين الشرق والغرب .
من هي وداد الناصر ؟
وداد فنانة تشكيلية أردنية من مواليد عمان عام 1976 م، حصلت على درجة الماجستير في القانون عام 2006، وهي ابنة الفنانة التشكيلية « شيخة ابراهيم «، ويبدو أن وداد قد قررت أن تحذو حذو والدتها، ضاربةً بعرض الحائط سنوات قضتها في دراسةِ مجالٍ بعيدٍ تماماً عن الألوان والرسم، الا أن شغفها قد انتصر وحملها الى عالمٍ برزت فيه وداد بصورتها الحقيقية التي لا تشعر معها بالغربة !
بدأت المسيرة بعد انتهائها من دراستها الجامعيةعام 2006، وبدل أن تطرق الأبواب باحثة عن فرصة للتدريب او الاستشارة في مجال القانون حملت كاميرا الفوتوغراف خاصتها وتجولت بين الأزقة والأحياء باحثة عن لقطة تحكي بها قصة، الا أن وداد أرادت أن تخلق قصتها بألوان أكثر اشباعاً من تلك الشوارع الباهتة الألوان.
مشاهد الهجرة التي اعتدنا أن نراها منذ وعينا جراء الحروب والكوارث لم تؤثر في شخص وداد فقط، بل كانت ملهمة لها لتحكي قصص نساء في المنفى أجبرتهن الحرب على المغادرة ليعشن في أوطان غير أوطانهن، وكانت أولى البدايات لوصف هذه المشاهد عام 2010وهي بدايات وداد مع فن الرسم بالألوان، حيث اهتمت بتسليط الضوء على آثار الهجرة على النساء .
بعدها انطلقت وداد حاملة راية الوطن الى الوطن العربي ثم الى العالم ؛ لتسجل اسم الاردن وتغرس رايته في عدد من المعارض العالمية الى جانب كبار الفن التشكيلي في العالم، واضعة بصمة الفنان الاردني لتكون شاهدة على أن هذه البلد لا زالت ولادة.
في عام 2011 عرضت وداد اعمالها في ملتقى الفن في تونس المحرس، ثم معرض التصوير الفوتوغرافي 7*7 في غاليري بنك القاهرة عمان ثم في قطر و الإمارات العربية المتحدة عام 2014، ثم بريطانيا و كندا و النمسا عام 2013، أما عام 2014 فقد شاركت في « بينال فينيسيا « بمشروع ( الفن يحذر العالم ) والذي كان من تنظيم الفنان الفرنسي كلاوس جنجاند، ثم «بينالي كتاب الفن « في بوخارست عام 2015 وكانت آخر جولاتها في الصين عام 2016 .
السبب وراء المعرض، ولم
تم اختيار « نوفا « كمستضيف ؟
تقول وداد : تقوم « نوفا « باستقطاب كل رواد الفن الحقيقيين والذواقة المميزين، لذا فقد نشأت علاقة ثقة متبادلة بين المكان وجمهوره، وعرضي بهكذا مكان يجعلني أشعر بقيمة ما أصنع على الرغم من انني عرضت في أماكن مختلفه من العالم، وهنا تأتي أهمية ما سأقول.
ربما قد عرضت في عمان في عدد من المعارض المشتركة، أما اليوم فأنا أعرض اعمالي في معرضي الشخصي الاول وكان بمحاولة لدمج الشعر مع الفنون البصرية بالتعاون مع الشاعر مهند السبتي، فنصوص مجموعته الشعرية كانت حاضرة و التي كانت تحت عنوان «خارج صالات العرض»
بصراحة لقد كنت مترددة بأن أعرض هنا بسبب قناعتي بتراجع الحالة الفنية في الأردن، وللأسف أيضاً فإن أغلب قاعات العرض المحلية تشهد تراجعاً آخر بالتعامل مع الفنان الأردني.
لذا فقد كنت موفقة باختيار مكان العرض الذي يديره أناس يستقبلونك ويودعونك بابتسامة صادقة والذين يغمرونك بكل الحب والتقدير، هذا المكان الذي وجدت فيه عبق عمان التي أعشق والتي لي بها ذكريات الأمس.
الأمس الذي نحن اليه والذي بتنا أغراباً عنه هو ما جعلني أطلق معرض « المنفى «. وفقا لما نشر بصحيفة الدستور.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.