لم يمنعها فقدان السمع والنطق من تطوير مهاراتها

سليمان بن عيد يكتشف موهبة فـاطمة في التصوير ويصفها بـ«العالمية»

 فاطمة شابة إماراتية لم تمنعها إعاقتها السمعية وفقدانها النطق، إثر إصابتها بمرض أدى إلى ارتفاع درجة حرارتها، من تطوير مهاراتها بالتصوير، حتى التقت المصور الفوتوغرافي سليمان بن عيد الحمادي في أحد معارض التصوير، لكي يعطيها من خبراته في ذلك المجال، ويقوم معها بجولة بين أركان المعرض، لتتعرف إلى أنواع الكاميرات المختلفة، وذلك بالتعاون مع فريق «تكاتف التطوعي» وهي أحد أفراده، حيث اصطحبتنا مترجمة من قبلهم طوال الوقت.

أساسيات التصوير

تصور فاطمة في المناسبات المجتمعية والرسمية الخاصة بفريق تكاتف، ولكنها ترغب في أن تنمي هذه الموهبة لديها، خاصةً أن شغفها بالتصوير لا حدود له، وقد أكد لها سليمان أنه سيساعدها في ذلك، وأن لقاءهما اليوم ما هو إلا بداية لأعمال سيقومان بها معاً، وقد أكد سليمان أن فاطمة لديها أساسيات التصوير، وفي كل صورة تلتقطها تجد نظرة ما، مشيراً إلى أنه سيكون لها مستقبل باهر إذا سعت إلى تطوير نفسها، فيمكن – على حد قوله – أن تصل إلى العالمية، طالما أنها تملك ذلك الشغف والإصرار. في أثناء الجولة قدمت شركة «كانون» كاميرا هدية إلى فاطمة تشجيعاً لها، لتكون أول صورة جماعية يتم التقاطها بكاميرتها الجديدة، تجمع بين فريق شركة «كانون» والمصور سليمان بن عيد الذي أخذ يشرح لها الإمكانات التي تحتوي عليها تلك الكاميرا.

أسرار الكون

تقول فاطمة: أعشق تصوير البورتريه والطبيعة، لأن الأولى العين تروي قصصها والثانية تكتنز أسرار الكون، ولدي رسالة أن إيقاف اللحظة بالتصوير يعطينا مساحة من التأمل والتفكير في كل شيء حولنا، وخلال الفعاليات التطوعية أحرص على أن أكون من أوائل الحضور لأتجول وسط الجمهور وألتقط الصور.

بدوره أكد سليمان أن أصحاب الهمم هم جزء من المجتمع لديهم طاقات كبيرة لا بد من استثمارها بالشكل السليم واستيعابها.

ويضيف: يمتلئ المجتمع الإماراتي بالكثير من قصص التحدي لأصحاب الهمم التي تتسم بالإصرار والمثابرة والنجاح في كل المجالات، وقد أثبتت السنوات الماضية أنهم كانوا عند حسن ظن قادتهم ومجتمعهم فيهم، عندما توجوا بالكثير من الإنجازات الرياضية والثقافية، عالمياً ومحلياً، فهم يتمتعون بالكثير من القدرات والإمكانات الهائلة.

حاصد الجوائز

حصل سليمان خلال مسيرته العملية على 40 جائزة محلية وعالمية. وقال إنه يشعر بمتعة كبيرة بالتصوير أثناء السفر، حيث يسجل بكاميرته الأحداث المهمة، متذكراً الصورة التي فاز بها بجائزة حمدان بن محمد للتصوير، والتي قام بتصويرها في الهند، حيث كانت عبارة عن طفل يمشي بين ممرات مبنى والشمس ساطعة خلفه، مشيراً إلى أنه لا بد للمصور من أن تكون عنده نظرة اقتناص الفرصة لالتقاط صورة معبرة.

سليمان يحضّر لمعرضه الخاص في دبي، والذي سيضم عدداً كبيراً ومختلفاً من الصور الخاصة به، وسيفتح المعرض أبوابه للجمهور في بداية العام المقبل.

مشروعات مشتركة

اتفق سليمان مع فاطمة على عدد من المشروعات التي سيقومان بها معاً، لتكون ثمرة تعاونهما، مؤكداً أنها تمتلك نظرة ثاقبة، فأثناء جولتهما في المعرض التقطت العديد من الصور التي أبدى إعجابه بها.

نملة فوق تلة

يشير سليمان إلى أن تصوير الطبيعة ليس بالأمر الهين، فيمكن أن تمكث بالساعات فقط من أجل التقاط صورة محددة، ويذكر أن تصوير نملة فوق تلة في الصحراء استغرق منه ساعة ونصف الساعة، بسبب تقلبات الجو التي كانت تمنع النملة من الوصول إلى التلة.

أهم المصورين

من أكثر المصورين المفضلين لدى سليمان ستيف ماكوري، وهو واحد من أشهر وأهم المصورين الصحافيين في العالم، إذ كان يسعى إلى التقاط قصة المكان الذي يرغب في تصويره عن طريق الشخصيات المختلفة التي يجدها في الشارع.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.