درس وقدوة ومثال لكل موهبة

محمد الروّاسما عرفه عارف الريس حق المعرفة هو أن الحقيقة الإنسانية لا تتكشف للإنسان إلا بتجاوزه المعرفة.
ميزة عارف الريس انه رفض التقيد بالمعايير المتبعة وبالأساليب الرائجة. المعيار الذي كان يتبناه هو حدسه، شعوره الباطني بماهية الحرية. لوحاته مثل منحوتاته شواهد على الحالات التي عاناها في مسيرة حياته، إشارات تدل على الطريق التي خطتها له حريته.
التعبيرية، السوريالية، والتجريدية، لم تكن سبلا سالكة سَهُلَ عليه إتباعها، بل عبارات عن قلقه المستمر للوقوف على حقيقته والاندماج فيها.
من هنا صعوبة تحديد مفهومه الفني.
من هنا انه مارس الفن ليحقق ذاته.
من هنا انه سيد ريشته وأزميله، لذا فان أي عمل فني من أعماله وان بدا تافها له أهميته ومكانته وقيمته بمجرد أنه جزء من تاريخ اشتغال موهبته.
عارف الريس ليس فنانا فحسب بل هو درس، قدوة، مثلا لكل موهبة صميمة. ويعوضنا عن فقده وجوده الذي سيلد ويتجدد في صميم كل موهبة وفي أعماق إحساس كل متأمل أصيل.

(الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة)

النهار- الجمعة 28 كانون الثاني 2005

*******

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.