محمد شمس الدين: باب جديد وألوان أخرى

عارف الريّسأستاذي عارف الريّس.. أي انه علمني فن الرسم، كذلك الأمر لا يقتصر على هذا، هو علمني أكثر حب الرسم، أو إذا أردت حب المهنة.
كان حضوره يتجاوز حضور الأستاذ، كان الصديق والأخ، وكان الكلام معه ليس كلاماً عن الفن بل عن الحياة اليومية مما يفتح الذاكرة ويفتح باباً واسعاً لكيفية التفكير بالفن ليس كمادة أكاديمية وإنما باعتبار الفن أكبر وأوسع، باعتباره ابن الحياة، أي الحياة المعيوشة إلى أقصاها.
هذا في ذاكرتي.
في مكان آخر، تعرفت أول نزولي سنة 1977 أو 1978 على جداريات الحرب لعارف الريّس بالأبيض والأسود، هذه الجداريات عملت لي ليس تحولاً بل ربطت بين شغلي في بداية الحرب والذاكرة في اللوحات.
التقيت به أخيراً منذ شهرين في عاليه وعزمني على سندويش دجاج، قال لي “لازم تاكل حتى ولو ما كنت جوعان”.
إنسان يقضي هوايته بفن فيه شبق جمالي، اخبرني كيف استعاد علاقته بشارع عاليه وشارع المدينة، انه فتح باباً جديداً عن ألوان أخرى من الحياة.

***

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.