عمليات التجميل.. موضة أم حداثة؟

عمليات التجميل.. موضة أم حداثة؟

تعد الجراحات التجميلية عمليات متعلقة بالرغبة لا الحاجة، وهي الصناعة بقيمة مليارات الدولارات يتم بثها على جميع القنوات التلفزيونية تقريباً ويسهل الوصول لها عبر الإنترنت، بينما أدركت العديد من الدول إمكانيات السياحة التجميلية، وبالطبع تأثيرها الكبير على الناتج المحلي الوطني.

تطور الطب والجراحة التجميلية بشكل هائل على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأصبحت النسب المرتفعة للإصابة بالأمراض نتيجة القيام بعمليات مثل جراحة تكبير الثدي، وشد البطن، وشد الوجه أو تصغير الجفن، من الماضي.

وبالرغم من أن بعض الدول تشكل وجهة لأولئك الذين يبحثون عن أماكن تجري العمليات الجراحية بسعر أرخض، بالرغم من أنها أحياناً لا تكون خاضعة لأنظمة صحيحة، إلا أن بعض الأسواق الناشئة تشهد ازدهاراً في عمليات محددة.

فيما تعد دبي وتايلاند وكوريا الجنوبية وموريشيوس والهند وإيران من أبرز الأمثلة على ما سبق. أما في الولايات المتحدة يعد أكثر العمليات رواجاً هي “مامي ميك أوفر” أي “إعادة تجميل الأم” وهي مجموعة من العمليات التجميلية من الممكن أن تشمل على شد البطن وتكبير الثدي وشفط الدهون، مصممة لاسترجاع النساء لشكلهن قبل إنجاب الأطفال. إلا أن المملكة المتحدة توصلت لقناعة أن عمليات أقل تعد أفضل، خاصة على المدى الطويل.

إطالة الأطراف في الهند

تم استنباط مبادئ هذه العملية من التقنيات التي يستخدمها الأطباء التجميليون وجراحو العظام في حالات الإصابات البالغة أو القصور في نمو الأطفال، حيث يمكن تحفيز العظام على النمو من خلال استخدام دبابيس وهيكل “ليزاروف” الذي يمكن تعديله ببطئ وألم شديدين.

جزء العظم الذي يثبت على الهيكل “يكسر” جراحياً، وعلى مدى االأسابيع التي تتلو العملية يتم إطالة الهيكل، ويُملأ الفراغ المتشكل من الشد بالعظم الجديد، في محاولة لزيادة احتمالات الحصول على وظيفة أو الزواج، أصبحت عمليات إطالة الأطراف المؤلمة رائجة في الهند وباستطاعتها زيادة 3 إنشات على طول الفرد.

في العمليات الجراحية الاختيارية، من الممكن أن يؤدي التهاب مزمن أو سوء في التئام الجرح إلى بتر الأطراف المعلولة، بالرغم من إمكانية تبرير الخطر في محاولة إنقاذ أحد الأطراف المجروحة بشدة، إلا أن السؤال يبقى قائماً، هل هو مبرر حقيقي في السعي من أجل الجمال؟ الجواب قابل للنقاش، لكن في الهند، هذه الصناعة التجميلية غير منظمة بقوانين، فقال آمار سارين، جراح عظام في الهند لصحيفة “ذا جارديان” البريطانية: “هذه إحدى أصعب العمليات الجراحية التجميلة، ويقوم الناس بإجرائها بعد شهر أو شهرين فقط من الزمالة الطبية، متبعين طبيب يرجح أن يكون هو أيضاً يقوم بالتجربة. لا توجد جامعات ولا تدريب مناسب.. لا شيء”.

ومن الممكن أن يكون عامة الشعب معرضين لخطر الإقناع دون التفكير بجدية في العواقب والمخاطر.

عمليات تجميلية جذرية للوجه

تزدهر الصناعة التجميلية في كوريا الجنوبية، فالعمليات رخيصة الثمن، وفعّالة، وظهرت مرافق ممتازة من المستشفيات الأمريكية القديمة التي أصبحت اليوم تخدم سوق السياحة الطبية العالمي. هذا السوق في الخارج يعد مساهم كبير في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد..

وتملك كوريا الجنوبية أعلى معدل من نصيب الفرد من الجراحة التجميلية في العالم، والذي أدى إلى تسميتها بالعاصمة العالمية للعمليات التجميلية. جراحة الوجه التجميلية منتشرة بشكل واسع وتستخدم لتشكيل الذقون على شكل حرف V، وتصغير الأنف، ثاني أكثر العمليات انتشاراً، ربما لأن الجسور الأنفية لسكان آسيا عادة ما تكون أكثر انبساطاً مما يسهل إدخال المواد بداخلها للزراعة. بالطبع اكتشفت كوريا الجنوبية أن العمليات التجميلية تعد تجارة رابحة، سواء للمرضى المحليين أو الأجانب.

تكبير المؤخرة والصدر وشد البطن

كانت البرازيل ثاني أكثر الدول التي تجري العمليات الجراحية وغير الجراحية حول العالم في عام 2014، جاءت نسبته 10.2% في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة المتصدرة بنسبة 20.1%. وتشكل أغلب الطلبات لإجراء عمليات تجميلية تحسينات للصدر والمؤخرة والبطن.

لتتلائم من تكبير ورفع المؤخرة، قام البرازيليون بتصميم تمارين رياضية لعضلات المؤخرة من الممكن أن تعطي نتائج مذهلة إذا أرفقت مع عمليات زراعة الدهون أو أنسجة خاصة، وخاصة لمعالجة ارتخاء الجلد بعد فقدان الوزن، يقود البرازيليون العالم في تطوير العمليات الجراحية التجميلية، بدءاً من أنواع جديدة من أنسجة زراعة الثدي إلى جراحة البطن، حيث تتم إزالة الدهون الزائدة من منطقة البطن، وبالطبع العملية الشهيرة “عملية رفع المؤخرة على الطراز البرازيلي”. وبالطبع المخاطر موجودة، من بينها تكون خثرة دهنية قد تودي بالحياة.

عمليات الأنف

ازدادت شهرة الجراحات التجميلية في إيران في الآونة الأخيرة لدرجة أنها أصبحت موضوعة على قائمة أكثر الدول التي تجري العمليات التجميلية. حيث تحظى عملية شفط الدهون وصبغ الحواجب، حيث يستخدم التاتو أو الوشم الدائم لرسم الحواجب، على شعبية كبيرة، لكن كذلك عمليات تجميل الأنف منتشرة أيضاً.”

في البلاد الأكثر تحفظاً حيث ترتدي النساء لباساً أكثر تواضعاً، من الممكن أن يكون إبراز ملامح الوجه وسيلة لإبراز الجمال. وأفاد جواد أميريزاد عضو الجمعية الإيرانية للجراحات التجميلية لوكالة فرانس برس أن من بين 40 ألف عملية تجميلية سنوية تجرى في إيران، 60% منهم هي عمليات تجميل للأنف. الضمادات التي توضع على الأنف بعد الجراحة أصبحت مشهداً شائعاً لدرجة أن أطلق عليها اسم “ضمادات الشرف”.

جبْل العانة في الغرب

الذي أصبح أكثر شعبية هو تصغير منطقة العانة، والذي يستهدف مساحة الجلد من منطقة العانة، مع التقدم بالسن، من الممكن أن ترتخي الأنسجة وتنتفخ، وهذا يؤدي إلى تكون ما يشبه بـ”انتفاخ منطقة العانة عند الرجال”. بعض الرجال الذين لم يوهبوا أعضاءً تناسلية كبيرة لا يجدونها مشكلة، لكن بعض النساء يشعرن بالخجل منه تحديداً عند ارتداء ملابس السباحة.

مظهر ” كاميل تو” أي “اصبع قدم الإبل” من الممكن تقليصه بشكل كبير باستخدام تقنية شفط الدهون و أو استئصال الجلد. تشمل عمليات تجميل الأعضاء التناسلية للإناث على “مهبل على الموضة” وتصغير شفتي المهبل، الذي يقول البعض بأنها تشبه عملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية “ختان الإناث” عندما يكون تجميلياً بدلاً من عملية جراحية نسائية ضرورية. ومن الممكن أن تحدث مشاكل خطيرة إذا أجريت بشكل خاطئ.

بالرغم من أن العمليات الجراحية قليلة التكفلة أصبحت أكثر انتشاراً، إلا أنه يجب على الأشخاص الذين يفكرون في القيام بعمليات تجميلية أخذ المخاطر والأضرار الجانبية بعين الاعتبار، والتأكد من أن الإجراءات التنظيمية في وجهتهم مرضية ومحدثة.

 

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.