Saad Hashmi | HIPA

فوتوغرافيا

التصوير والمحتوى الرقمي العربي (الجزء الثاني)

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

عمودنا السابق كان مدخلاً لتلمّس الطريق إلى نهضةٍ بالمحتوى الرقمي العربي من خلال بوابة الصورة (الثابتة والمتحركة)، وسنكمل هنا ما بدأناه، ومن باب التعريج على دور الصورة في عصرنا الحاضر نقول: إذا رجعنا إلى بداية بعض المطبوعات التي تجاوز عمرها القرن بقليل والتي اشتهرت منذ نشأتها بأنها تستخدم الصورة كجزء أساسي من المحتوى الذي تقدّمه، نجد أن كل صورة كانت تُرفق بثلاثين صفحة من النص المكتوب! أما إذا نظرنا إلى الأشباه المعاصرة لتلك المواضيع في المنشورات عينها لوجدنا أن كل فقرة نصية ترافقها ثلاثون صورة!

نعم الصورة أصبحت لغة بحد ذاتها لا تحتاج إلى ترجمان، ومن هنا تأتي دعوتنا لتبنّيها وسيلة للنهوض بالمحتوى الرقمي العربي، فكيف نبدأ؟ سؤال كبير وإجابته موضوع حوار وجدل قد لا ينتهي! ونحن إذ نضع تصوّرنا للحل فإننا لا نعتبره الأوحد ولا الأجدى ولكنها مبادرة تحت مظلة الحلول.

النهضة تبدأ من ثلاثة محاور:

الصورة التوثيقية: للأحداث والفعاليات (إعلام وإعلان وعلاقات عامة) والبيئة ومخلوقاتها (علم الأرض) والبشر وسلوكياتهم وعاداتهم وملابسهم (السلوك البشري)، ولآثار الإنسان على الأرض (الحياة الصامتة والتصوير التجاري بشكل عام)، للماضي بحالته اليوم، للمُستقبل كما نراه اليوم.

الصورة الجمالية: وقد تتقاطع في جميع مواضيعها مع الصورة التوثيقية ولكن تختلف عنها بالغاية من التقاطها، فالصورة الجمالية يكون وراءها تطلّعٌ إلى أسر جمال لحظةٍ بعينها، أو توثيق حالةٍ أو سلوك، ولكن ليس بطلبٍ من أحد. الصورة الجمالية صورة متحرّرة من القيود المهنية والتجارية وترقى بمحتواها إلى مراتب أسمى.

المحتوى المرافق للصورة: شرحاً وتوثيقاً وتعليقاً وترويجاً، وهو ما نعتبره جزءً من الصورة التي قد يغيب في المستقبل القريب عن الناظر إليها كثير من قيمتها ومعناها ما لم تكن ناطقة بحالها يوم أن وُلِدَت من رحم كاميرا أحد المبدعين.

فلاش:

الصورة وسيلة لا تعدلها وسيلة لإثراء المحتوى .. فهل أنت أهلٌ لها ولما أُعِدّت له؟

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.