«الطبيعة العذراء» تحت الماء .. مهارة وغوص

، لذا يتم الجمع بين إتقان مهارة الغوص ومهارة استخدام الكاميرا تحت الماء، ليجتمع هواة التصوير في قعر البحر خلال مهرجان “الطبيعة العذراء”. وهناك بحار ومحيطات عذراء في العالم لم يزرها إلا قلة من البشر، سواء في آسيا أو أوروبا أو أمريكا الشمالية، فيما تعد روسيا من أفضل المناطق التي تتمتع بطبيعة في غاية التنوع، ويطل عليها 13 بحرا وتضم أراضيها أكثر من مليوني بحيرة، ويفد إليها هواة الغوص والتصوير في مهرجان “الطبيعة العذراء في روسيا” من تحت مياة البحار والبحيرات الروسية. ويكمن العائق الرئيس في التصوير تحت الماء في القلة الشديدة للألوان والاختلاف الشديد عندما يجد الشخص نفسه منغمسا في الأعماق تمتص الماء الموجات الطويلة لضوء الشمس لذلك فعادة تكتسب الصور أطياف الزرقة والخضرة. #2# #3# #4# لم يكن فقدان الألوان يرجع فقط للنزول إلى الأعماق إنما يرجع أيضا إلى عامل المسافة، لذلك فالأشياء التي تبعد عن آلة التصوير الفوتوغرافي تظهر بها ضباب وتكون غير واضحة. وهناك عامل آخر يؤثر سلبيا على التقاط الصورة يتشكل في الجزيئات الصغيرة التي توجد في الماء، لذلك لا تكون الصورة واضحة ومشابهة للبيئة على سطح الأرض. كما يحدث عامة في البحيرات عند الجبال وفي الكهوف وهذا التاثير يحدث سواء أكان في المياه الطبيعية أو عند الشعاب المرجانية المدارية. ويقتصر امتصاص الأشعة على انتقاء الموجة الثانية من الموجات الطولية، فاللون الأول المختفي يكون الأحمر والذي يكون على عمق نحو خمسة أمتار ويتبعه كل الألوان الآتية (البرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي)، هذه المسألة تحل عن طريق وسيلتين على وجه الخصوص. تكمن التقنية الأولى في اقتراب آلة التصوير بقدر ما أمكن من المصور مقللة فقدان اللألوان المركبة بسبب المسافة، ففي هذه الحالة يستطيع المصورون استخدام العدسات ذات الزوايا الواسعة التي تنتج تركيزا شديدا وقويا أو استخدام عدسات الماكرو التي تعمل على التركيز على مسافة قليلة من ماكينة التصوير. وتقوم التقنية الفنية الثانية على استخدام فلاش التصوير الفوتوغرافي من أجل استعادة الألوان التي فقدت بسبب امتصاص أشعة الشمس، وهذا الفلاش إذا استخدم بطريقة صحيحة يمكن أن يستعيد كل الموجات الطويلة للضوء المرئي. ولكن استخدام الفلاش يوصف غالبا بأنه واحد من أكثر الصفات المعقدة للتصوير تحت الماء. وقد قام بالمحاولات الأولى للتصوير الفوتوغرافي تحت الماء المغامرون ويليام توميسون (1856) ولويس بوتن (1893) ودابليو إتش لونجلي وتشارلز مارتن (1923)، وأيضا تعتبر رحلة جاك إيف كوستو على متن سفينة كالبس المتجهة نحو المحيط الهادي عام 1955 هي البداية للتصوير الفوتوغرافي الملون تحت الماء كما نعرفه اليوم
 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.