فراس أيام التصوير الضوئي المركز الثقافي الفرنسي

أيام التصوير الضوئي في الثقافي الفرنسي

صناعة متفوقة مبدعة فقدت لحظة الإبداع الفعلي

 

 

 

 

لعل ما يميز فن التصوير الضوئي الإبداع في اتخاذ اللقطة الفوتوغرافية التي لا يمكن تكرارها مرة ثانية قياساً على باقي الفنون ومنها التشكيلي الذي يعمل على استنساخه وتعديله وتحويره وإلغاء العمل ثم إعادة تكوينه وتشكيله، على أن هذه اللحظة الإبداعية المفلتة من عقال الزمن لم تبقَ بمنأىً عن عالم التقنيات الرقمية التي أدخلت الصورة الفوتوغرافية ضمن برامج معالجاتها وذلك أدى إلى ظهور فن تشكيل الفوتوغراف أو العمل على الصورة الفوتو تشكيلياً عبر تقنيات الكمبيوتر التي سمحت بإضافة عناصر جمالية وزخم لوني لم يكن ليتحقق في سنوات سابقة، وطبعاً هذا النوع من الفن لم يحقق أي انتشار أو ظهور محلياً لظن البعض من فناني التصوير الضوئي أنه قد لا يلقى رواجاً لدى متلقٍ اعتاد على أن يرى الصورة فوتوغرافياً من دون إضافات أو معالجات عليها، علماً أن هذه التقنية قد استخدمت في يوم من الأيام ولكن بطريقة يدوية في فن التصوير الضوئي السوري.

رغبة في تحقيق مقاربة بين ما وصل إليه فن التصوير الضوئي في هذا المجال تحديداً في فرنسا وبين الصورة الفوتوغرافية السورية وضمن نشاط سنوي دوري أقام المركز الثقافي الفرنسي الدورة الثامنة لأيام التصوير في دمشق التي اشتملت على معارض صور ضوئية وفيديو بمشاركة تسعة فنانين سوريين وعشرة فنانين فرنسيين وذلك في قاعة المركز الثقافي يوم السادس من أيار 2008 ويليها في الثامن من أيار 2008 عرض آخر في المبنى القديم لمدرسة البيزانسون ويستمر المعرضان كلاهما حتى الحادي والثلاثين من أيار 2008م.
في المعرض المقام في المركز الثقافي الفرنسي يقول فراس شهاب «يشتمل المعرض على عشر مشاركات من فرنسا وتسع من سورية ومشاركة واحدة من لبنان ومشارك عراقي يقطن في سورية. وفيما يتعلق بالجانب الفرنسي قامت ناتالي لولو باختيار لوحات الفنانين الفرنسيين وهي خبيرة في الفنون المعاصرة حيث تعمل في متحف الفن الحديث في فرنسا (البين بيدو) وقمتُ بالاختيار عن الجانب السوري».
يتابع شهاب: «الاختيار كان له علاقة بالفكرة الأساسية للمعرض التي تقوم على تساؤل حول ماذا يحدث في عالم التصوير الضوئي اليوم مقارنة مع أمر يحدث هنا أقرب للتقليد في التصوير الضوئي، في حين أن الصورة الضوئية عالمياً لم تعد اليوم الوسيط الوحيد الذي يتم التعامل معه لتقديم فن ضوئي جميل فقد اقتحم الكمبيوتر وشبكة الإنترنت والفيديو هذا المجال وساهموا في تقديم الصورة الفوتوغرافية بطريقة مختلفة تماماً». عبد السلام أيام التصوير الضوئي الثقافي الفرنسي
يضيف شهاب: «الاختيار جاء بناء على عنصرين: المعاصرة التي تعني التكنولوجيا وأين نحن من هذا العالم التقني؟ ومدى تواصلنا معه وتسخيره لإنتاج فن حديث ومعاصر ضمن هذا النمط، والعنصر الثاني هو الشباب الذي يشكل شريحة حيوية وطاقة إبداعية في كل أنحاء العالم والاختيار قد وقع على الأشخاص الذين تنطبق عليهما هاتان النقطتان.
«عموماً، هدفنا تقديم وعرض شيء جديد من الناحية التقنية وفق المعايير التي ذكرتها، وخاصة أن الجرأة عند شبابنا في استخدام هذه العناصر أو حتى إطلاق العنان لمخيلتهم باتجاه بناء مادة على هذه الأسس لا تزال غائبة تماماً، وعليه وجدنا من المفيد أن يكون هناك مقابلة بين الاتجاه الموجود في الخارج وبين الذين يحاولون هنا في الداخل والفكرة موجودة لديهم».
يجد رئيس نادي التصوير الضوئي أن «ما يميز فنان التصوير الضوئي الفرنسي هو الزخم البصري الكثيف لتعدد المتاحف والمعارض وكثرتها والحركة الفنية الناشطة وتحديداً في المجال البصري، فنجد فنانهم التشكيلي يعمل فناً تشكيلياً باستخدام الضوء والصورة ومزجهم بطريقة تعطي شيئاً جميلاً ولعلني أتمنى أن تطبق هذه التقنيات عندنا وأن يتم العمل على الصورة تشكيلياً، لكنني أشير هنا إلى أننا قديماً استخدمنا هذه التقنية ولكن يدوياً». سليم أيام التصوير الضوئي الثقافي الفرنسي
الفنان الضوئي سليم صبري يجد أنه «من الظلم القول إن هذا المعرض معرض تصوير فوتوغرافي بغض النظر إن كان أفضل أو أسوأ، لأننا أمام فن يعمل على تطوير الصورة عن طريق المعالجة بالكمبيوتر، والمعالجة التي قدمها الفنان الفرنسي هنا أعتقد أنها مطالعة جديدة في فن التصوير الضوئي بالكمبيوتر محاولاً استخدام أشكال جميلة أقرب إلى الطبيعة و ألوان أقرب إلى الفنون التشكيلية وهو في ذلك قد أمسك بالفن من طرفيه الطرف الفوتوغرافي بصفته منظراً ولقطة وفي الوقت ذاته الألوان بصفتها إحدى أدوات الفن التشكيلي، أعتقد أن هذا الفن جديد ويشهد انتشاراً سريعاً في العالم وهذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها معرضاً على هذه الدرجة من التقدم».
يتابع صبري: «الكمبيوتر لم يفقد الصورة أهميتها، لكن معالجة التصوير الضوئي بالكمبيوتر موضوع آخر مختلف عن فكرة التصوير الضوئي الذي هو تصوير نقي تأخذه عدسة عين المصور المسيطر عليها بالإضاءة الطبيعية من دون معالجة وهذه اسمها صورة فوتوغرافية وعندما تعالج تقنياً فمعنى ذلك أننا أدخلنا شيئاً جديداً عليها ولم يعد لها علاقة بالتصوير الفوتوغرافي (الصورة المطلقة التي تُأخذ لمرة واحدة ولا يمكن تكرارها)، أما في هذا النوع من الفن فيدخل جزء كبير من الفوتو كمبيوتر في التصنيع ويمكننا أخذ أشكال لامتناهية منه. ومن هنا يمكننا اعتبارها صناعة متفوقة مبدعة ولكنها فقدت لحظة الإبداع الفعلي الذي لا يُأخذ إلا مرة واحدة».
يذكر أنه من الفنانين السوريين المشاركين في البيزانسون أيهم ديب، وبسام البدر، وحسان السعود، ورشا اللبابيدي، وريما مارون، وزياد الحلبي، وسلام الحسان، ومحمود ديوب، ونسرين بخاري.

 

رياض أحمد

اكتشف سورية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.