مديرة RT العربية تكشف عن مشروعها الجديد

مديرة RT العربية تكشف عن مشروعها الجديد

م

أجرى موقع قناة “RT”بالنسخة الروسية لقاء مع مديرة قناة “RT” العربية مايا مناع تحدثت فيه عن المشاريع الجديدة وإنجازات القناة في الذكرى العاشرة لانطلاقتها.

  • مايا، نهنئكم ونهنئ قناتكم باليوبيل العاشر. هل لكم أن تحكوا لنا عن ظهور قناتكم، ماذا كانت الأهداف التي وضعتموها عند بداية العمل، وكيف تغيرت تلك الأهداف على مدار السنوات العشر، وكيف تبدو RTالعربية الآن؟

شكرا. إن هذا اليوبيل هو أول تاريخ عشري في عمر القناة، نحن نفخر بأننا اكتسبنا في 10 سنوات احترام العالم العربي، وأصبحنا أكثر القنوات الناطقة بالعربية شعبية. إن RT العربية الآن تعد إحدى المنصات القليلة، التي يمكن من خلالها الاستماع إلى وجهات نظر مختلفة، بل ومتناقضة أحيانا. إن الاختلاف في الآراء والحوار الحي هو ما يهم مشاهدينا.

  • ما هي الشريحة الجماهيرية التي تستهدفها قناتكم؟ أي البلاد تشاهد RT العربية؟

القناة متاحة للمشاهدة في جميع الدول الناطقة باللغة العربية، وكذلك في أوروبا، أشارت الإحصائيات التي قامت بها شركة Ipsos (العالمية لأبحاث التسويق ومقرها باريس – المحرر)  لعام 2015 إلى أن عدد المشاهدين لقناة RT العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يبلغ 10 ملايين أسبوعيا، ويذكر أن غالبية مشاهدينا من مصر والمملكة العربية السعودية.

 تتفوق RT العربية على جميع المنافسين، بما في ذلك BBC و CNN،  وفقا لمؤشرات التفاعل على موقع فيسبوك، حيث يبلغ عدد المعجبين بصفحتنا على مواقع التواصل الاجتماعي الأشهر 12 مليون مشترك، ما يعني أننا نحافظ على قناة اتصال مع مشاهدينا وجماهيرنا عبر قنوات التواصل الاجتماعي. نتفوق كذلك على جميع منافسينا على قناة يوتيوب، حيث يربو عدد المشاهدات على اليوتيوب على 600 مليون مشاهدة.

  • كيف تغيرت العلاقة في الدول الناطقة باللغة العربية مع قناتكم؟

لقد بدأنا البث قبل اندلاع أحداث “الربيع العربي”، وكان الهدف الرئيسي لنا، هو الروابط الثقافية والتاريخية بين روسيا والعالم العربي. وفي نهاية عام 2010 مع اندلاع أحداث الثورة التونسية، انقسمت الجماهير العربية إلى من هم مع ومن هم ضد التغييرات الجذرية.

بعد الإطاحة بحسني مبارك في مصر، ثم معمر القذافي في ليبيا اشتعلت الأجواء في المنطقة إلى الحد الأقصى، ووقعت الجماهير تحت تأثير مخدر “الديمقراطية”، لكن آثار الثورات والفوضى التي عمّت المنطقة أفاقت وأخافت الكثيرين.

بالنسبة لنا كان الهدف الأهم هو نقل الأحداث بحيادية، نقل الحقيقة عما يحدث في المنطقة، وعرض آثار التغييرات الجذرية المفاجئة، وشرح وجهة نظر بلادنا تجاه تلك الأحداث. لقد أعطينا فرصة للناس على كافة الجبهات أن تعبر عن وجهات نظرها، أعتقد أن تلك النقطة تحديدا هي ما نفخر به.

  • كان من ضمن إنجازات RT العربية بث تقارير صحفية مصورة وحصرية حول تحرير سوريا من براثن الدولة الإسلامية، وكذلك عمليات القوات الفضائية الجوية الروسية، وكان من نصيب بعض الصحفيين الوقوع في مرمى النيران، وجرح البعض. أي أن العمل في بعض البلاد الناطقة بالعربية مشوب بالخطر، كيف يتعامل العاملون في القناة مع ذلك؟

العمل في المناطق الساخنة هو أصعب اللحظات في العمل الصحفي، ووقعت طواقمنا الصحفية أكثر من مرة تحت نيران الصراع في سوريا وليبيا واليمن ومصر والعراق. لكن أصعب اللحظات على الإطلاق كانت فقدان مراسلنا على يد الإرهابيين.

في يوليو من هذا العام (2017) فقدنا مراسلنا الشاب خالد الخطيب (25 عاما)، والذي كان يغطي أحداث الحرب بين الجيش السوري والدولة الإسلامية. كان خالد في ريعان الشباب، وشكّلت وفاته صدمة كبيرة لكل أسرة القناة، لكن خالد مات من أجل الحقيقة، التي كان ينقلها عن تلك الحرب الفظيعة.

  • ما هي القضية التي تهم العالم العربي أكثر من أي شيء آخر؟

يهتم المشاهد العربي قبل كل شئ بالأنباء الخاصة بالمنطقة، أحيانا ما يعرف المشاهد أشياء عن منطقته من قناتنا قبل قنواته المحلية، لكن المشاهد العربي يهتم أيضا بالسياسة الدولية، كثيرا ما تدخل ضمن الموضوعات الأكثر قراءة تصريحات حادة لفلاديمير بوتين أو لسيرغي لافروف. هناك اهتمام فائق بروسيا في العالم العربي بشكل عام. على سبيل المثال فإن برنامج “فن الحياة” الذي يناقش الأحداث الثقافية والاجتماعية في روسيا يلاقي اهتماما وسط مشاهدينا.

  • من هم منافسوكم في الدول الناطقة بالعربية؟

منافسو RT العربية بشكل أساسي هي القنوات العالمية وأفرعها باللغات المختلفة، مثل BBC العربية، CNN العربية، والتي نتفوق عليها على مواقع التواصل الاجتماعي. إن ما يدعو للسرور بشكل خاص هو أن بعض المؤشرات تشير إلى أننا نتفوق حتى على بعض القنوات الناطقة بالعربية أساسا، والتي بدأت في البث قبلنا بوقت طويل، مثل الجزيرة والعربية، ما يعني أن المشاهد العربي يضعنا نحن RT العربية على قدم المساواة مع القنوات العربية، بوصفنا قناة عربية أصيلة، وليست قناة مترجمة عن أصل أجنبي.

  • سجلت قناتكم حوارات حصرية مع زعماء، ومسؤولين رفيعي المستوى من العالم العربي، فمن تتذكرون من هؤلاء؟

حقا، سجلت قناتنا عددا من الحوارات الحصرية مع عدد من الزعماء والمسؤولين العرب، وتلك تعد أحد جوانب القوة في قناتنا، يشاركنا على الهواء مباشرة مسؤولون من إيران، قطر، المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، إسرائيل، السلطة الفلسطينية، سوريا. من بينهم من هم مناصرون أو معارضون، ومعارضون بشدة للسلطة. نحن نمنح الجميع فرصا متساوية للتعبير عن وجهات نظرهم.

أعتقد أن أكثر الحوارات التي انطبعت في الذاكرة، هو الحوار الأخير للزعيم الليبي معمر القذافي، الذي أعطاه لمقدم البرامج سلام مسافر، قبل وفاته بقليل. في هذا الحوار، حذر القذافي من أوهام الديمقراطية، التي يمليها الغرب على الدول الأخرى، كما حذر من مخاطر الإرهاب في المنطقة، وتحدث عن موجات اللاجئين التي سوف تملأ أوروبا… كانت كلماته بمثابة نبوءة لما ينتظر المنطقة من أحداث جسام، واقتبست قنوات عالمية كثيرة أجزاء من حديث القذافي لسلام مسافر على قناة RT العربية.

  • وفقا لنتائج 2012، أصبح موقع RT العربية على شبكة الإنترنت أحد أفضل 3 قنوات إخبارية على الإنترنت في العالم العربي، كما حصل الموقع على جائزة فوربس لأفضل قناة على الإنترنت Forbes Middle East Top Media Online Awards. ألا يسبب لكم ذلك قلقا بشأن استحواذ الإنترنت على نصيب البث التلفزيوني؟

طبعا، فالتلفزيون يتحرك حثيثا نحو الخلفية. إنني شخصيا نادرا ما أشاهد التلفزيون في البيت، بينما لا أترك الهاتف الذكي من يدي، فهناك كل شيء، من حديث مع الأصدقاء والأقارب، وبالطبع هناك الأخبار المباشرة من مواقع الأحداث، لذلك فإن قناتنا تحتفل باليوبيل العاشر من خلال إطلاق مشروع جديد RT أونلاين، حيث أن لدينا بشأنه خطة طموحة، ونرى أن هذا المشروع سوف يغير تصور المشاهد عن الأنباء، وطريقة التعامل معها، ما نسعى إليه هو مشاركة أكبر عدد من المستخدمين على الإنترنت لإنشاء منصة للأنباء. سوف يكون هذا المشروع متاحا في أي مكان في العالم، لجميع المشتركين في RT العربية حول العالم، ونحن نتحدث هنا عن 16 مليون مشارك.

ية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.