كتابة : فرح مهداوي
١٣ لوحة لفنان ايراني لن تصدقوا أنها ليست صور فوتوغرافية
حاولوا أن تتفكروا بهذا السؤال ولو قليلاً؛ هل نظرتم يوما الى لوحة فنية وشعرتم انها تحاكي حالة نفسية تمرون بها؟ بمعنى أخر، هل حاولتم أن تتعمقوا في حالة نفسية معينة من خلال لوحة فنية تمثل منظور ورؤية من رسمها؟
منذ سنوات وأنا تتملكني الرغبة بأن أخوض تجربة فهم الحياة عبر منظور الفن. فنحن نحاول دوما أن نفسر تعقيدات الحياة وكثرة همومها ومشاعرنا المختلفة اتجاهها من خلال الكتب والأفلام والأغاني، فلم لا نستطيع القيام بذلك من خلال اللوحات الفنية أيضاً؟
سأخوض هذه التجربة معكم اليوم. لهذا السبب، وقع اختياري على أعمال الرسام الإيراني ايمان مالكي. أما ما دعاني الى ذلك٬ فهي قدرته على استحضار الابتسامة والهدوء بدون أي تعقيدات الى المشاهد، وهي مهارة عبرت عن رغبة في داخلي. فأنا أعترف أني كالكثيرين، انجذب الى ما هو واضح وجميل بصريا، قبل أن أحاول فهم المعنى الاعمق وراء هذا العمل الفني وما ينطوي عليه من طبقات فنية ونفسية . أما اعترافي الثاني اليوم٬ أن اطلاعي على أعمال ايمان مالكي، كانت هي المرة الأولى التي أتعرف فيها على اسلوب ال “Hyperrealism” في الرسم. ويقابلها في اللغة العربية مصطلح الواقعية المفرطة .
الواقعية المفرطة في الرسم هي طريقة تعتمد غالبا على تبني مشاهد من الحياة اليومية، ورسمها بتفاصيلها الدقيقة بكل جزئية وواقعية. يستخدمها الرسام بعناية في اللوحة، وكأنه يرسم من تحت عدسة أو مجهر. ما يميز مالكي، المعروف بواقعيته المفرطة، هو براعته في توظيف الألوان الفاتحة والظلال، التي نستطيع ان نشعر بها من خلال خفة ضربات الفرشاة في التفاصيل الدقيقة. إضافة الى الإعتماد على الرياح، الشمس، والغيوم كخلفية لتجسيد عنصرالحركة. أما استخدامه لتقنيات الضوء٬ فلا يسعني وصفه سوى باللمسة السحرية.
في اللوحة المعروضة في أول المقال، نجد شابتين ايرانيتين احداهما تقرأ، بينما تنظر الأخرى اليها وكأنها تنتظر جوابا على سؤال. نجد تفاصيل دقيقة جدا في اللوحة، لا يسع العين المجردة أو العقل البشري تذكرها في الأحوال العادية٬ فكيف اذن في حالة كهذه حيث يعيد مالكي بنائها بدقة وكأنها صورة فوتوغرافية؟ هذا التصوير الدقيق نجده أيضا في لوحات مماثلة. لهذا أخترت لكم مجموعة من الرسومات التي تشترك بتجسيدها لجمال المرأة الايرانية. المكونات المعقدة للرسومات والمشاهد المفصلة الموجودة فيها، هي بكل بساطة٬ تجسيد رائع وبسيط لفكرة الجمال.
لوحات الفنان الإيراني ( أيمن مالكي ) والحاصل على جائزة أفضل فنان في العالم
أيمن مالكي:
ولد في إيران سنة (1976) وبدأ تعلم الرسم في سن الخامسة عشر وكان استاذه الفنان الإيراني (مرتضى كاتوزيان) وتخرج في جامعة طهران للفنون وشارك في معارض متعددة سنة 1998م
مثل معرض (معرض الرسامين الواقعيين ) طهران (متحف الفن المعاصر ) و معرض مجموعة من الفنانين في استديو (كارا سابز) ومعرض في قصر ( سعد أباد ) .حلت الدهشة الكثير من التفاصيل طيات السجاد الشعر المتناثر وميزته تظهر في رسم الأقدام الحافية ,وبقايا الطباشير على جسد الطفلة ونظرات الطفل والرجل العجوز وكل شيء ناطق !
الاهتمام بالخيوط النافرة من الملابس ، والانفعالات الدقيقة التي تجعل الصور وكأنها حية أمامك ..