‏‎Howayda Salem‏ مع ‏‎Saif EL Masri‎‏ 

مرحبا …
قراءة لأحد أعمال المصور الفنان الأستاذ Mohamed Sasy ….من ألبومه ” طرح البحر ” …
وهنا العمل يأخذنا إلى عنوان أخر هو ” خواء البحر ” …أو فراغه … ودلالة الفراغ طاولة السمك التى تكسرت ألواحها الخشبية فى شكل درامى حيث لا يصلح لها أن تحمل شئ مما يطرحه البحر بشباك الصيادين …حتى أنها ألقيت بشكل رأسى لا يصلح.أستخدامها بشئ البتة …
خواء البحر أتى من خواء الحياة وقلة مقدرة الصيادين على السعى إلى الرزق بأنعدام مواردهم المالية التى تساعدهم على رتق شباكهم وأصلاح قواربهم وما يتبعه من طاولات تعبئة الأسماك …
وهنا بطريقة واعية ومدركة للموضوع جذبنا المصور لذلك بأستخدامه للطاولة وما بها من عطب لتكون تأطير لصورة أخرى داخل كادره …لمصور أخر يلتقط صورة لفراغ (أسقاطا على الصياد الذى لا يجد مايملأ به طاولته المعطوبة )…ورمال تتكسر عليها إمواج البحر وتلقى بالفوارغ وكسر لقواقع البحر المفتتة …وهناك شخص خارج أطار الطاولة ينظر إليه متعجبا لا يمد يد المساعدة…
أسقاط على الحياة وما يحبط فيها وبها …وما نلمسه من قلة الرزق والجدب الذى أصبح هو السمة الغالبة للكل الأن …قلة حيلة الضعيف فى طلب رزقه وحصوله عليه …بخل القوى فى العطاء وسند من لا حيلة له والأكتفاء بنفسه فقط ولا يعبء بمن حوله حتى لو ندرت أرزاقهم أو قلت …
أنها لحظة حقيقية تحيط بنا ونراها يوميا بحياتنا …هناك من يلتفت ويساعد …وهناك من لا يلتفت ويمضى بطريقه حتى أنه لا ينظر …
تأخذنا الحياة بمسارات وتقذفنا أمواجها وتلقى بنا على شواطئ لا نعرفها …منا من يستقيم ويقف ويساعد ومنا من يقف ويمضى دون أن يبالى …
فراغ وخواء وجدب …وطرح بحر متكسر على شواطئ لا تعرف الرحمة …وتأتى الأمواج لتأخذ ما طرحت وتقذف به فى جوف البحر مرة أخرى عله يكون رحيم بها أكثر ممن على الشاطئ …
لقطة داخلها لقطة أخرى مؤطرة ببراعة وزاوية فنية محكمة تتلقاها العين بكل يسر لتأخذنا لما وراء الصورة من معنى… أن الحال لا يبقى كما هو عليه دائما وسيأتى طرح البحر بما هو جدير بأن نعيش به وعليه وله وهذا بتضافر المجهود الجماعى سويا …
…شكرا للمصور الأستاذ / محمد ساسى ..تحية تقدير له لصورة أخذتنا إلى واقع الحياة وبكل مافيها …
هويدا سالم .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.