• ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سماء‏، و‏‏طائر‏، و‏طبيعة‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ 

الأستاذ أديب العاني ‏‎Adeeb Alani‎‏

Image result for ‫أديب العاني‬‎

فلسفته الموضوعية من نقد عقل الصورة إلى نقد فعل الصورة..

بقلم المصور : فريد ظفور

  • صلواته في هيكل ومحراب الصورة الضوئية ..صيحاته الجديدة في عالم التعبير البصري عن تجربته في عشق الفوتوغرافيا ..بإيقاع ضوئي متدرج على سلم الرمادي وبإيقاع موسيقي متناغم ..وبإمتلاء بعالم من الصور الفنية الفاتنة والمشكلة بتكوين وبناء فني محكم..إنه الشهاب الفني الذي يشع ويسطع نوره المعرفي الثقافي في الكثير من الزوايا وكان لمحطاته الضوئية وقع وفعل ساحرٌ يعرفنا ببعض الشخصيات والأخبار والأحداث التي تدور في فلك عالم الميديا وعالم وتقنيات التصوير الضوئي عربياً وعالمياً..فهل عرفتم من هذا الفارس الذي يستل سيفه المعرفي ليزيل عن عيوننا غباشة وأمية الصورة ..نحن الأن في كنف مدينة الياسمين دمشق ..نجمع أكاليل الغار وباقات الجوري وعقود الفل والياسمين الشامي لنضعها على جيّد ضيفنا الكبير الأستاذ أديب العاني رئيس إتحاد المصورين العرب ..فهلموا معنا لنرحب به ..
  • رجلٌ من رجالات الفوتوغرافية الكبار الذين ساهموا في وضع اللبنة الأولى في أساس إتحاد المصورين العرب..وكان لجهوده الأثر الكبير في تنظيم العمل في إدارته المميزة..وقد إشتهر بعمق ثقافته وسعة إطلاعه وحبه للفن الضوئي ومتابعة ماينشر في الصحف والمجلات والكتب المختصة في الفن الفوتوغرافي وفي السوشيول ميديا على مواقع التواصل الإجتماعي..والمعرفة أفضل طرقها تكمن في المواجهة لابالإختباء خلف أصابعنا ..وسوية المواجهة هي الضمان للإحتفاظ بالود مهما كانت القضية فكل شييء يمكن أن يقال بشكل  لايجرح ومتوقف على أسلوب وطريقة القول .. وقد سعى جاهداً الفنان أديب على حثنا للمطالعة والقراءة ..فقد كان الكتاب دائماً مؤثراً في تطور التاريخ البشري..بالرغم من أن منافساً جديداً دخل على الخط وبدأ يسحب البساط من تحته وهو الكتاب الإلكتروني..ومع أن أجهزة الإتصال من الموبايل والكمبيوتر أصبحت تتدخل في حياتنا وحتى المساهمة في نشر وترويج الثقافة البصرية ..ولا ننسى حظ المكتبات العاثر التي نهضت في الحواضر الإسلامية والتي كان مصيرها الحرق أو الغرق ..فقد بدأت الكتابة بدافع الحاجة والمنفعة ثم تطورت كي تعبر عن أحاسيس ومشاعر البشر..فكيف نغير موقفنا من أمة تعشق الكتب وتثقل وزنه ذهباً إلى أمة تعتبر الكتاب لقيطاً أمام أحد المساجد أو الكنائس..فهل لأن الكتب والأفكار تركت حروفها وسطورها المطبعية السوداء والملونة وتحولت إلى نبرات وإشارات ومحارف على أجهزتنا  مفعمة بالألفة والتحضُّر والعصرنة..وهل حقاً بأن اللغات كلها من أصول واحدة كما جيناتنا البشرية من جين واحد ..والإنسان يعتبر الحيوان الوحيد القادر على التحكم في إخراج الأصوات المختلفة من فمه..وقد تحولنا من الأصوات العشوائية إلى الكلمات ثم إلى المصفوفات الرقمية صفر واحد ..وواحد صفر وإلى البايتات ودقة الصورة الرقمية..
  • ومفهوم الصورة ينخرط في تكوين ذاته عبر تكوينه لغيره..وثمة وحدة سكونية للمفهوم الضوئي..وأقصى مايمكنه أن فعله مع معداته وأدواته ومحيطه ومع أشياء العالم وأشياء الفكر الفني هو أنه يجعل الشيء ..لايأتي إلا ومعه نظامه المعرفي البصري ..لأن نظام الشيء الضوئي هو شيء ضوئي ..أي حيث الإبداع عن نفسه وهو يبدع الغير..وهنا تغدو الكتابة الفلسفية عروضاً بهلوانية للحركات المتبنية رهانات الإنسراع مع الأمل بالفوز ببعض لحظات التكثيف الذي يظل أيضاً تكثيفاً تسارعياً حركياً..تلك هي مقالات الأستاذ أديب..كتابة الضوء بمادة الضوء ذاتها..فالتجريد مادوي غير صوفي وغير ماورائي غيبي..حيث تعود الصلة برحابة الكون الفوتوغرافي أصلاً للمرجعيات ..بدون مرجعية..وتقنية الكتابة تشكل إستحالتها النظامية وإمكانيتها الإختراقية في آن معاً..ولكن فناننا قد تمرن على تنمية التقنية هذه منذ حوالي نصف قرن ..كتب منهجيته الفنيية في فلسفة الضوء كإبداع للمفاهيم والمصطلحات القديمة والحديثة..ويطلعنا على هذه الصناعة الفوتوغرافية الفريدة ..تاركاً لنا مفاتيحها حتى نُودعّها للأجيال القامة بصمة إبداع ثقافي معرفي فني فوتوغرافي تكون منارة هداية لعشاق الفن ..
  • لقد تخلى نقاد العقل والعلانيون مرة واحدة عن طروحاتهم وأسلحتهم..ففي سنوات نهاية القرن العشرين شهد البعض نذر الأفول والبوار وتلمس فشل النفوس وذهاب ريحها وجنى بأيديه ثمار حصاد ضوئي بائس لأعز مشاريعه ..بسبب الرزايا التي حلت به والتي لايقدرها سوى المولى عز وجل..بحيث كانت تتخطى الفهم والأحلام وكل الحسابات ..ولكن البعض ثبت عند مواقع أقدامه القديمة موزع بين رجاء يتسع ويضيق وبين يآسة تأخذ وترد..ولكن السؤال الملحاح أين مكمن العلة الضوئية وكيف السبيل إلى العلاج منه..وهنا الكل مدعوون لضروب التشخيص ..لمعرفة مكان تصويب العلاج إليه..فقد أقنعوا أنفسهم بأنه ليس ثمة فرصة سانحة بإصلاح هذا العقل لأن العطب في ماهيته ذاتها..فإما استنفد قصارى طاقته وإما عجز عن تجاوز أفق المفردات والمفاهيم الفنية الضوئية والمفردات الحسية وفقد آليات نشاطه التجريدي والتركيبي والإدراكي الراقي أو أنه يشكو من تخلف ذهني واضح..وحصادنا من كل ذلك تعرية كل من تلحقه صفة المصور العربي من الإحساس الأنثربولوجي* الجوهري الجزئي أو الكلي.. ولا ننسى بأن الواقع والعلوم الإنسانية والمجتمع قد جردتها من كل قيمة موضوعية ..ورغم ذلك إنبعث من الجنبات رؤية طوباوية مثالية ومادية التي عمل عليها بعض المفكرين والمصورين العرب وإعتقدوا بأن خالص مافي الأمر هو أن إصلاح العقل يحمل معه بالضرورة إصلاح الواقع..والحقيقة عبادتنا للعقلانية الموضوعية والذرائعية أو التقنية هي التي تفسر عجزنا القيم ..فلماذا نقول ما لانفعل ولماذا لانفعل مانقول..فهل كان المصور العربي إنسان قول لاإنسان فعل..وهل معنى ذلك بأن نقع في فضيحة إنكار العقل وأحكامه أو أن نطلق رصاصة الرحمة عليه.. بل معناه أن نعي جيداً في فعلنا الضوئي اليومي بالتحرك بحدود لاتقع بالضرورة في مملكة العقل وحاجته ولكن المكونات الغير عقلية تكون هي الأقوى والأحسم في أفعالنا الحيوية الفنية..وبذلك علينا ألا نتوجه لرفع الخلل وتبديد المفارقة بإصلاح العقل فحسب – بل بالتحرر من الخرافات أو بهجر المنطق الشكلاني القياسي أو بعقلنة الدين وبتحرير العقل منه – وأن نتوجه إلى الفعل ونحرره تحريراً صريحاً من الشروط والقيود والأحكام غير السوية التي تدفعه في دروب فنية غير مجدية ومضره..وأيضاً يقضي واقع الحال تمهيد السبل لتحقيق الحاجات السوية في الإنسان مما تقتضيه كينونته الأنثروبولوجية* ولأن العقلانية لاتمثل مطلباً واحداً من الكينونة وهو الحاجة الطبيعية إلى المعرفة الموضوعية المستندة لأحكام العقل الموضوعي ولمتطلبات وضغوط العقل الذرائعي..ومازال هناك من يتوهم أن الخلل كامن في العقل وكل شيء يشير بأصابع الإتهام إلى الفعل..وليس الهدف من تقديم الفعل وتسيده هو إذلال العقل النظري وتحقيره ..فالعقل السديد سيظل ظهيراً للفعل وأداتنا الأولى الثقافة والمعرفة الضوئية والعلم والتكنلوجيا وثورة المعلوماتية وعصر الديجيتال والأنترنت..ولكن الهدف هو أن نقي أنفسنا خطر الإنتحار الأخلاقي والوجودي الذي يجر إليه تفردنا الكهنوتي بالعقل وإحتقارنا لبأس وقوة الأنثروبولوجية * الأخرى في المصور العربي وحقوقه التي لاينبغي أن يطالها أي حيف أو شك أو إرتياب بأنه هو الغاية والهدف من أي عمل وثقافة بصرية ضوئية..
  • أستاذنا الجليل ياصاحب الدرب الطويل في خدمة الفن الضوئي..فقد إجتمع قلمك وصورك لتحدثنا عن تاريخك وماضيك الفني العريق الأصيل الناتج من حضارة مابين النهرين حضارة بلاد الرافدين العظيمة..فقد علمتنا معنى وقيمة الوقت الذي هو عقد نفيس إذا ضاعت منه بعض لحظاته إنفرطت حبات هذا العقد وذهبت دون رجعة…وأن عقارب الزمن لا ترجع للوراء..وكيف نقضي أيامنا بالدراسة والمطالعة والجد..لنقدم لمجتمعنا ولشبابنا خبراتنا وتجاربنا وأفكارنا..ولعل إستغلالنا  الوقت بالعمل المنتج يضفي معاني محببة للنفس ألا وهي النجاح المطرد الذي نلاقيه في كل عمل نؤديه…ثم السعادة الناتجة عن النجاح ..وندلف للقول بأن الأستاذ الإنسان الفنان راعي الفوتوغرافيا العربية حريٌ بنا بأن نقدم له كل إحترام ونكبر فيه الهمة العالية والنشاط الدائم والعمل المتواصل الذي يتحفنا فيه بين الفينة والأخرى ..محققاً فلسفته الموضوعية من نقد عقل الصورة إلى نقد فعل الصورة..
  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • * الأنثروبولوجية : أو علم الإنسان ..و الأنثروبولوجيا هو دراسة مختلف جوانب البشر في المجتمعات الماضية والحاضرة ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الأستاذ : أديب العاني .. رئيس إتحاد المصورين العرب ـــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.

Image result for ‫أديب العاني‬‎Image result for ‫أديب العاني‬‎Image result for ‫أديب العاني‬‎Image result for ‫أديب العاني‬‎لا يتوفر نص بديل تلقائي.

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.