




صورة لاندسكيب ملتقطة بتقنية السلهويت .
وغالبا ما تلتقط صورة اللاندسكيب بشكل افقي . لكي تتيح للمتلقي حرية اكبر في الاستمتاع بالمشهد العرضي المفتوح والذي تبرز من خلاله جماليات الطبيعة . ولقد تناسب كثيرا هذا الالتقاط العرضي المباشرمع موضوع المسطح المائي بما يحتويه من مكونات المشهد الطبيعي في الاهوار . مثل / الماء ، القصب الممتد افقيا ، السماء ، بالاضافة الى الانسان والزورق وهما محور الموضوع ومركزه ..
الاهوار بطبيعتها امتداد لمسطح مائي لا متناهي كما البحر او الصحراء ولا يفصلها عن السماء سوى خط الافق وتمتاز هذه الطبيعة بهدوئها وسكينتها … هي ارض مترامية الاطراف يكسوها الماء.
لقد اختار زميلنا المصور ( محمد مشكور ) التوقيت المناسب الذي منح الشكل العام في الكادر قيمة جمالية عالية مع اضهار الظلال الممتدة على سطح الماء باتجاه الاسفل نحو عين المشاهد . كان لتموج الماء وانكسارات الظلال فوقه اهمية جمالية عالية حركت سكون السطح وكسرت الركود والرتابة فيه . وما عزز هذا الشكل هو اختيار المصور لانخفاض العدسة بالقرب من السطح الذي جسد اهمية تقنية السلوت واظهار الانسان بحركته وتفاصيله الخارجية وخصوصا مع امتداد العصا نحو الماء بشكل مائل وكأنها القاعدة التي ارتكز وتوازن عليها الموضوع .ولقد حقق انخفاض العدسة هدفا جماليا اخرفي كسر خط الافق بوجود الانسان والزورق وكان للتوقيت عند الغروب الدور الكبير في اضهار المشهد بهذه الجمالية اللونية العالية . ان تقنية السلوت تعتمد تعتمد على قاعدة وجود الهدف بين العدسة ومصدر الضوء وبذلك يتشكل الموضوع بكتلة سوداء تعزله عن المشهد الخلفي المضاء وما يميز هذه التقنية هو ابراز قيمة الحدود الخارجية للشكل وجمالياته على حساب التفاصيل الداخلية له وهو ما يحقق للحدود الخارجية وتفاصيلها اهمية عالية كقيمة موضوعية وجمالية على حد سواء . اي ان يكون التركيز على القيمة الحركية اولويه على حساب التفاصيل الثانويه الاخرى ..
لقد اهتم زميلنا المصور في اختياراته التي أشرنا اليها بأهمية الانسان كموضوع رئيسي في الطبيعة وهو يتسيد المشهد ويكسر خط الافق الممتد من والى اقصى حدود الكادر .
اما عن قاعدة التثليث فلقد حقق المصور هذه القاعدة افقيا في ان يجعل خط الافق يفصل الثلث الاسفل ( الماء ) عن عن باقي المشهد ( السماء بما تحتويه من غيوم ) وذلك لاهمية وجود الانسان في الفضاء المفتوح وابراز قيمته الموضوعية والجماليا معزولا بالتضاد اللوني مع الشفق .. وعن التثليث العمودي او الطولي فلقد تجاوز هذه القاعدة لكي يحافظ على امتداد الشفق وعدم اظهار القطع في اللون الفاتح والحرص على عدم تشتت النظر خارج حدود المستطيل ….
فقط لدي مأخذ واحد بخصوص المعالجة فأن للغيوم مساحة جمالية مهمة ضمن الكادر غير ان المعالجة فيها لم تكن على درجة من الاقناع البصري … تمنياتي لكم بالتوفيق الدائم ومزيد من التقدم والعطاء
جميل جدا ان يجعلنا المصور نفكر بتعمق ونحوم حول ما اراد ايصاله الينا من خلال الفكرة التي نسجها في الصورة . اختزال مناسب جعلنا نركز بصريا وفكريا على الموضوع ولا نستطيع الخروج عن اطار العنصر الرئيسي في العمل ,اضف الى ذلك الدقة العالية, والعزل الرائع من حيث الاوت فوكس علاوة على اللون , .. وايضا هو اختيار ذكي لموضوع بعيد جدا عن متناول المصورين , والانفراد بمفردات نادرا ما نشاهدها في الصور . وهي قابلة للتأويل على الرغم من مباشرتها كعناصر عملية في الواقع ..فهل اراد المصور ان يطرح لنا من خلال هذه العناصر ( المخيط المعدنية والخيط ) فكرة ( الانفراج ) ام العكس ؟ ام انه موضوع واقعي يحيل مخيلتنا الى اليد الممسكة بالخيط كأن تكون الجدة الحنون بوجهها المجعد ونظارتها ذات الاطار الاسود والعدسات السميكة وهي تحاول ادخال الخيط ووجهها يشحذ الضوء من الاعلى ؟ في كل الاحوال . قدم لنا المصور رؤية مختلفة عن الصور المباشرة من حيث الشكل . واخرجنا من دائرة الواقع الى دوامة التأويل ..لدي فقط وجهة نظر من حيث التكوين. اعتقد ان ارتفاع المخيط في الكادر اكثر مما هو عليه الآن وتقليص الفراغ من الاعلى سيكون افضل واكثر استقرارا وتأثيرا على عين المشاهد ……….. تهانينا … عمل مميز يستحق التأمل .
المرحوم عبد الرزاق محمد مهدي الذي فقد في الحرب مطلع الثمانينات .
صاحب ستوديو الايام في منطقة الدواسة . شقيق المرحوم عبد المنعم محمد مهدي صاحب مختبر الاثير وستوديو بابيلون كان ذلك قبل ان يتسلمها منه شقيقه المرحوم الرزاق ويغير الاسم الى ( مصور الايام ) في السبعينات ..كنت قد عملت معه في الاستوديو في صباي ..
رحمة الله عليهما واسكنهما فسيح جناته بأذنه تعالى ..
كتابة نقدية عن عمل مميز يحمل مدلولات فكرية مختلفة للمصورة الالمانية ( Μαρία Λαμπριάδου )
عمل جميل وفكرة . رائعة تفاصيل مناسبة جدا للتصوير ولصناعة صور مميزه برؤى مختلفة .. في الحقيقة . الاعمال الجيدة هي التي تحفزني على الكتابة . وذلك لانها تؤثر فيّ وتمنحني شعور مختلف . كما هو الحال في هذا العمل المميز . فابحث في ما وراء الشكل . وتقتبس مخيلتي تأويلاتها عن المضمون الذي اراد المصور ان يقدمه للمشاهد من خلال الصوره . واقف عند اقرب تأويل يتناسب مع رؤيتي الفكرية والفلسفية له . ومع ذلك . ارى ان ما يهم المشاهد او القارئ اكثر ولغرض اعمام الفائدة على الجميع . وبيان عناصر العمل الفنية من خلال الشكل المرئي .ان اطرح وجهة نظري عن الانشاء والتكوين وبعض التفاصيل الاخرى في هذا العمل الرائع .. ومن دافع حرصي على قيمة العمل الفكرية والشكليه اهميتها . اعتقد ان ما اكتبه الآن سيضيف الى ما تحمله الصورة من جمال التكووين والاناقة ولو الشيء البسيط ..والغاية هي ان نبحث في الجمال نحو ا لتكامل وان كان ذلك شبه مستحيل . ولكننا سوف نخطوا بالتاكيد خطوة اخرى متقدمة …
لانشاء في هذه الصورة ممتد من اليمين بشكل افقي ومتصاعد عموديا ليقطع الكادر الى مقطعين مثلثين يحقق المثلث الاسفل ( البناء والدرج ) ثلثي قيمة المستطيل تقريبا اما الثلث الاخر يتجسد في الفضاء وهنا يتحقق مبدأ اوقاعدة التثليث في الكادر وهو ما يحسب لخبرة المصور ووعيه البصري .
التكوين بالامتداد التصاعدي من اليمين الى اليسار عرضيا يعوض نسبيا عن عنصر المنظور والمنظور هو من العناصر المهمة في الانشاء والتكوين في الصورة الفوتوغرافية ..
وفي هذه الصورة كأن المشاهد يشعر بوجوده وتتحسسه عينه مع انه غير موجود وهذه ايضا نقطة ايجابية اخرى تحسب للمصور …
وجود المرأة هو ملزم في هذا العمل لبناء الفكرة التي اراد المصور ايصالها وليكتمل الموضوع . ولان ارتباط الانسان هو ارتباط وجودي بالمأوى ( المنزل ) وخلاف ذلك او بغيره هو التشتت والضياع وهذه هي احدى التأويلات التي اراد المصور ايصالها الينا …
خطوات المرأة المتثاقلة . ورأسها الذي يتجه الى الاسفل . ويدها التي تكاد لا تستطيع حمل البنطال . ونصفها المتعري . كلها دلالات تشير الى مضمون الضياع الذي طرحه المصور باخراج فني محكم ….
حتى وان كان وجود الشجرة باغصانها الخضراء في بداية الدرج والاغصان اليابسه في النهاية غير مقصود . إلا انها خدمت المضمون كثيرا.كونها شكلت المرور بين التفاؤل والياس اوفلسفة الحياة والموت ..
اللون الرصاصي الذي غلب على عموم المشهد مناسب كثيرا لدرامية الحدث والايحاء بالحزن .
فقط لدي بعض الملاحضات البسيطة التي كانت ستكمل جماليات التكوين بوجودها لنسبة معينة ..
اعتقد ان اختيار الوقت كان ليكون اجمل لو انه شكل ظلال على المبنى وتحت الدرج ولكان سيعززالمضمون ايضا والفكرة ويؤكد عليهما .
وارى ان قاعدة التكوين لو كانت بامتداد الارض بين الباب والدرج لكانت ستكمل الدائرة الدرامية للموضوع والامتداد المتخيل عند المشاهد لخطوات المرأة ( من الباب نحو الدرج )
كما انني اشاهد بعض الاعشاب الخضراء اسفل يمين الكادر .. واعتقد ان بوجودها كاملة واظهار قاعدة الباب ايضا وعدم اقتطاعه ليرتبط الموضوع بين فكرة الحياة على الارض من الباب حتى الدرج الى الارتقاء والتصاعد فوق درج متهرئ يكاد يوقع من يرتقيه ويوحي بالاتجاه نحو الموت ( الانتحار ) وليس الارتقاء الروحاني نحو الموت باتجاه حياة اخرى غير التي نحياها فوق الارض ..
ومن الناحية الفنية . وانا ارى . لوان وجود المرأة في الثلث الاول من الدرج كان سيحقق النقطة الذهبية خصوصا مع اتجاهها الى الاعلى
ولو كانت المرأة بالاتجاه الاخر وهي تنزل مثلا لكان وجودها في مكانها كما هي عليه الآن افضل وهو الذي سيحقق النقطة الذهبية والمركزية في التكوين .
واعتقد ايضا ان الكادر اختنق في اقصى جهة اليسار من الاعلى وهو بحاجة الى متنفس ليكمل المشهد ويمنح الموضوع امتداده باتجاه السماء دون ان يقطع ..
هذا ما اراه وفق وجهة نظري في هذا العمل الجميل .
وشكرا للمصور الذي استفز مخيلتي وحفزني على الكتابة ..
مع التقدير والاحترام وتمنياتي له بالتقدم دائما …